أبعاد

تحذيرات من كارثة إنسانية في غزة.. كيف يمكن إجبار الاحتلال على وقفها؟

في غزة، تغرق خيام النازحين بسبب الأمطار، وينهار ما تبقى من منازل في ظل انعدام معدات الإنقاذ.

وفي غزة أيضًا، يهدد البرد القارس حياة الأطفال والفئات الأكثر ضعفًا من مرضى وجرحى وكبار السن.

وأمام هذا الواقع الكارثي، تواصل الجهات الحكومية وهيئات الإغاثة إطلاق المناشدات في جميع الجهات لإغاثة المنكوبين والإسراع في إدخال المساعدات إلى القطاع وإنقاذ حياة النازحين الهائمين على وجوههم بحثًا عن مأوى.

وتجدد حركة حماس تحميل الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع الإنسانية في القطاع المدمر، وتقول في بيان: “إن الظروف المأساوية التي يعيشها أهالي القطاع هي نتيجة لمنعه إدخال مواد الإيواء، وتعمده مفاقمة معاناة مئات آلاف النازحين مع دخول فصل الشتاء وعجز الخيام عن الصمود أمام البرد والعواصف”.

يهدد البرد القارس حياة الأطفال والفئات الأكثر ضعفًا في غزة- الأناضول

كذلك، لا تغفل حماس مطالبة الوسطاء والدول الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار، بالتحرك العاجل والضغط المباشر على حكومة الاحتلال لإدخال جميع مواد الإيواء اللازمة دون قيود، وفتح معبر رفح في كلا الاتجاهين، وفقًا لما نصّ عليه الاتفاق، وبما يضمن الكرامة الإنسانية للمتضررين.

واقع إنساني “كارثي”

وفي قراءة للمشهد في غزة، يؤكد الكاتب والباحث السياسي وسام عفيفة أن “الواقع كارثي رغم سريان وقف إطلاق النار”.  

وفي حديث إلى التلفزيون العربي من دير البلح، يلفت عفيفة إلى أن غالبية سكان القطاع يعيشون في خيام بعد أن دمّرت الحرب نحو 80% من المنازل. كما باتت تتكدس عشرات آلاف الخيام في مساحة تمثل أقل من نصف مساحة قطاع غزة. 

ويوضح عفيفة أن مخيمات النزوح أصبحت مناطق منكوبة بفعل تأثير المنخفض الجوي الذي يؤثر على قطاع غزة، مشيرًا إلى غرق الخيام وسط غياب عمليات إغاثة تواكب الأزمة الإنسانية. 

الضغط على إسرائيل ضرورة

ومن جهته، يعتبر أستاذ إدارة النزاع بمعهد الدوحة للدراسات العليا والخبير في الشأن الإسرائيلي إبراهيم الخطيب، أن الموقف الدولي كان متخاذلًا في تعامله مع قطاع غزة حتى قبل وقف إطلاق النار. 

وفي إطلالة على شاشة التلفزيون العربي من استوديوهاته في لوسيل، يؤكد أن على المجتمع الدولي والدول العربية الضغط على إسرائيل لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة كما نص البند السابع من اتفاق وقف إطلاق النار.

ويقول الخطيب: “بعد وقف إطلاق النار يغفل العالم عما يحدث في غزة، وسط شعور بأن ما يحدث في القطاع أمر بسيط مقارنة بالوضع السابق قبل وقف الحرب”.

ويضيف: “إن عدم إعادة الإعمار وتوفير الدعم اللازم لغزة سيجعلنا أمام مشهد من المعاناة الإنسانية في ظل فصل الشتاء”. 

الدور الأميركي

ومن جانبه، يؤكد أستاذ العلاقات الدولية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية أحمد سيد أحمد، أن أمام القاهرة خيارات عديدة تتعلق بإدخال المساعدات لقطاع غزة. 

وفي حديث إلى التلفزيون العربي من العاصمة المصرية، يشير إلى الدور المهم الذي لعبته مصر لإدخال المساعدات الإنسانية والمعدات الهندسية إلى غزة منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. 

لكن أحمد يرى أن الولايات المتحدة هي الطرف الوحيد القادر على الضغط على إسرائيل لإدخال المساعدات إلى القطاع.

ويقول: “إن إسرائيل تواصل انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار في ظل غياب العقوبات والضغط الأميركي الحقيقي؛ الأمر الذي يجعلها تماطل في إدخال المساعدات”. 

ويلفت أستاذ العلاقات الدولية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية إلى أن “إسرائيل تراهن على عامل الوقت فهي تغيّب أي مقومات للحياة من مساعدات وإعمار لتجعل الفلسطينيين غير قادرين على الثبات في أرضهم، وبالتالي دفعهم نحو الهجرة الطوعية”. 

jp`dvhj lk ;hvem Ykshkdm td y.m>> ;dt dl;k Y[fhv hghpjghg ugn ,rtih?

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، وقلب لا يخشع، ودعاء لا يُسمع، ونفس لا تشبع