شهد مركز إدفو في شمال محافظة أسوان حادثاً مأساوياً وقع اليوم الأربعاء، حيث دهست سيدة مجهولة الهوية أسفل عجلات القطار أثناء عبورها شريط السكة الحديد، مما أدى إلى وفاتها على الفور. فور وقوع الحادث، تم نقل الجثة إلى مشرحة مستشفى إدفو العام تحت تصرف النيابة العامة، التي أمرت بتشكيل فريق من الطب الشرعي لتشريح الجثة وبيان سبب الوفاة بدقة. في الوقت ذاته، كثفت الأجهزة الأمنية جهودها للتحري عن هوية السيدة، وذلك لمعرفة ملابسات الحادث وظروفه، خاصة أنه جاء في وقت كانت فيه المنطقة تعاني من ضعف في الإضاءة أو سوء في تنظيم حركة المرور على المفترقات.

المشكلة الأساسية التي تبرز هنا هي حوادث مرور المشاة على خطوط السكة الحديد، التي تتكرر في مناطق كثيرة، نتيجة قلة الوعي وضعف وسائل التأمين أو ضعف مستوى التوعية من جانب الجهات المعنية. هذا الحادث يسلط الضوء أيضاً على أهمية وجود نشرات ووسائل إرشاد أكثر فاعلية، بالإضافة إلى ضرورة إصلاح وتطوير معابر السكك الحديدية لضمان سلامة المارة، خاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية. كل ذلك يأتي في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها الدولة للحد من حوادث الطرق، والتي تتطلب مزيدًا من التعاون بين الجهات المنوط بها تنظيم شريان النقل الحيوي ده. ويزيد الأمر قسوة أن بعض المواطنين يتجاهلون التحذيرات أو يعبرون الطرق بدون الانتباه، الأمر الذي يضاعف من مخاطر الكوارث.

النيابة العامة، من جانبها، أكدت على أن تحرياتها مستمرة، وأنها ستعلن عن نتائجها فور الانتهاء من التشريح، مع تشديدها على ضرورة اتخاذ إجراءات أكثر حزمًا لسلامة المواطنين. وفي الوقت ذاته، طالب البعض بضرورة تفعيل برامج توعية مجتمعية وتحسين المرافق العامة، لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث الأليمة. ومن الطبيعي أن يشهد المجتمع حالة من الحزن والأسى على فقدان حياة سيدة لم يُعرف بعد هويتها، وسط تساؤلات عن الأسباب التي دفعتها لعبور السكة بشكل غير آمن رغم التحذيرات الكثيفة.

وفي سياق متصل، تتكرر مثل هذه الحوادث على مستوى الجمهورية، الأمر الذي يبرز الحاجة الماسة لتطوير البنية التحتية على خطوط السكك الحديدية بشكل عاجل، وتوعية المواطنين بشكل مستمر حول خطورة عبور السكة دون استخدام المعابر الرسمية. كما أن هناك دعوات من بعض الجهات لفرض غرامات صارمة على المخالفين، وتوفير كاميرات مراقبة على طول الخطوط لمراقبة السلوكيات غير المسؤولة. إلى أن يتم ذلك، ستظل حوادث المرور على خطوط السكة الحديد تمثل خطراً دائماً على حياة المواطنين، ويظل الحل الوحيد هو تعزيز وعي الناس واحترام قواعد الأمان بشكل أكبر.