كارثة إنسانية في غزة.. 12 وفاة وتضرر آلاف الخيام بسبب المنخفض الجوي

أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، اليوم الجمعة، بأن المنخفض القطبي “بيرون”، المتواصل لليوم الثالث، أسفر عن 12 وفاة ومفقودين، وتضرر 27 ألف خيمة تؤوي نازحين، إضافة إلى انهيار 13 مبنى كانت متضررة بقصف إسرائيلي سابق.
وأضاف المكتب الحكومي في بيان أن هذه التطورات تأتي في سياق “الكارثة الإنسانية الأكبر” الناتجة عن حرب الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل على مدار عامين، وحصارها “الظالم” المفروض على القطاع.
المنخفض الجوي يفاقم معاناة أهالي غزة
وأوضح أن مليونًا ونصف المليون نازح باتوا في مواجهة مباشرة مع خطر الغرق والانهيارات، جراء الظروف المناخية القاسية المصحوبة بـ”السيول الجارفة، والفيضانات، وهبّات الرياح الشديدة، وأمواج البحر المرتفعة، والعواصف الرعدية”.
وأعلن المكتب الحكومي وجود “12 ضحية” بين وفيات ومفقودين تحت أنقاض المنازل التي انهارت بفعل المنخفض في جميع مناطق القطاع.
من جهتها، قالت وزارة الداخلية في غزة في بيان: إن 8 فلسطينيين توفوا وأصيب آخرون جراء تداعيات المنخفض الجوي المتواصل وانهيار عدد من المباني المقصوفة سابقًا.
انهيار 13 مبنى كانت متضررة بقصف إسرائيلي سابق – الأناضول
ومع سريان الاتفاق، لجأ فلسطينيون للعودة للسكن داخل منازلهم التي قصفتها إسرائيل خلال الحرب أو فوق أنقاضها، في ظل انعدام البدائل، خصوصًا البيوت المتنقلة (الكرفانات).
ورغم المخاطر الكبيرة، يقول فلسطينيون إن العيش داخل المنازل المقصوفة يبقى أقل قسوة من البقاء في الخيام المصنوعة من الأقمشة البالية، والتي لا تحمي من مياه الأمطار شتاءً ولا تقي من البرد.
تضرر 27 ألف خيمة
كما وثق المكتب الحكومي تضرر 27 ألف خيمة تؤوي نازحين، جراء الغرق أو الجرف بالسيول أو اقتلاعها بفعل الرياح الشديدة.
وسُجل انهيار “13 مبنى على الأقل”، لافتًا إلى أن طواقم الدفاع المدني لا تزال تتعامل مع مئات النداءات والاستغاثات.
وأشار البيان إلى أن الكارثة تأتي وسط مواصلة إسرائيل إغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات الإغاثية ومواد الإيواء، بما يشمل 300 ألف خيمة وبيتًا متنقلًا وكرفانًا يحتاجها القطاع لتأمين الحد الأدنى من السكن.
كما منعت إسرائيل “إنشاء أو تجهيز ملاجئ بديلة للنازحين”، وفق البيان ذاته. وأشار المكتب الحكومي إلى أن “هذه السياسات غير الإنسانية تشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني”.
وطالب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والرئيس الأميركي دونالد ترمب والوسطاء والضامنين لاتفاق وقف إطلاق النار بـ”التحرك الفوري والعاجل للضغط على الاحتلال الإسرائيلي لفتح المعابر وإدخال مواد الإيواء واحتياجات فرق الإنقاذ والدفاع المدني”.
وتعيش نحو 250 ألف أسرة في مخيمات النزوح بقطاع غزة، تواجه البرد والسيول داخل خيام مهترئة، وفق تصريحات سابقة للدفاع المدني.
حلول وبدائل
وفي هذا السياق، قال رئيس بلدية خانيونس ونائب رئيس بلديات قطاع غزة، الدكتور علاء الدين البطة، إن “عدم إدخال الخيام وعدم الوفاء بالالتزامات العربية والدولية يُعدّ جزءًا أصيلًا من استمرار هذه الحرب بصورة غير مباشرة”.
وأضاف البطة في حديثه للتلفزيون العربي من خانيونس: “حينما نشهد انهيار 13 مبنى قديمًا ومتهالكًا، ورغم تحذير السكان من البقاء داخلها، فإن انعدام البدائل وعدم توفّر الخيام أو البيوت الجاهزة (الكرفانات) دفع العائلات إلى العودة لما تبقّى من منازلها”.
وأكد أن “الوضع كارثي بكل ما تحمله الكلمة من معنى”، موضحًا أن نحو 300 ألف خيمة في غزة كانت على وشك الغرق، وقد غرق نحو 10% منها بالكامل، وتمزق عدد كبير منها لأنها “خيام مهترئة وبقايا قديمة كانت أصلًا مصدرًا للمشاكل”.
وبشأن الحلول والبدائل، قال البطة: “نحتاج الآن إلى حلول عاجلة للمأوى. نحتاج إلى خيام فورًا. الحديث عن إدخال الخيام لم نلمسه على أرض الواقع، وحتى الخيام التي دخلت لم تُوزَّع ضمن منظومة حقيقية وشفافة”.
وأشار إلى أن “30 ألف خيمة فقط دخلت من أصل 300 ألف يحتاجها القطاع”، لافتًا إلى أن عمرها الافتراضي “لا يتجاوز عامًا واحدًا تحت الشمس والمطر، ولذلك تمزقت وطارت مع العاصفة”.
وأوضح البطة أن “عشرات ومئات وآلاف العائلات الآن بلا خيام، البعض طارت خيمته مع الرياح، والبعض الآخر غمرتها المياه ودمرتها بالكامل”.
وأردف “منذ الاتفاق الأول في يناير/ كانون الثاني 2025 لم يدخل أي بيت جاهز إلى غزة، وكان الاتفاق يقضي بإدخال 300 ألف خيمة لاستبدال الخيام التالفة، ولم يدخل منها شيء تقريبًا”.
وتحدث البطة عن أزمة التدفئة قائلًا: “الاحتلال لم يلتزم بإدخال الغاز كما اتُّفق عليه. الكهرباء مقطوعة بالكامل عن غزة، وكان من المفترض إدخال سبع شاحنات غاز يوميًا، لكن ما دخل هو شاحنة واحدة فقط، وهذا يعمّق الأزمة”.
وأشار إلى أن “المطلوب هو مزيد من الضغط على الاحتلال للوفاء بالتزاماته المباشرة وغير المباشرة بإدخال كميات كافية من الغذاء والخيام والكرفانات وغاز الطهي والتدفئة”.
وبيّن البطة “منذ 65 يومًا من وقف إطلاق النار لم تدخل كميات كافية من الوقود، وما يصل لا يكفي إلا لساعات معدودة من عمل البلديات”.
وكانت مئات الخيام قد غرقت، أمس الخميس، في مناطق مختلفة من القطاع، مع استمرار تأثير هذا المنخفض.
ورغم انتهاء حرب الإبادة، لم يشهد واقع المعيشة للفلسطينيين في غزة تحسنًا بسبب القيود المشددة التي تفرضها إسرائيل على دخول شاحنات المساعدات، منتهكة بذلك البروتوكول الإنساني للاتفاق.
وخلّفت حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة، التي استمرت لعامين، أكثر من 70 ألف شهيد وما يفوق 171 ألف جريح، معظمهم أطفال ونساء، إضافة إلى دمار طال 90% من البنى التحتية المدنية.



