وسط الخيام والدمار.. طلاب غزة يصنعون فرح التوجيهي من قلب الحرب

في مشهد بدا كأنه استراحة قصيرة من الحرب، امتلأت مخيمات النزوح في غزة بزغاريد الأمهات وضحكات الطلبة، احتفالًا بنجاحهم في امتحانات الثانوية العامة، وسط الخيام والدمار.
ووثقت مقاطع مصورة، مشاهد احتفال العائلة والأهل والطلبة بالنجاح فور إعلان نتائج الثانوية العامة اليوم الخميس، وسط فرحة كانت غائبة لعامين بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة.
وأعلنت وزارة التعليم الفلسطينية، الخميس، نتائج امتحانات الثانوية العامة “التوجيهي” الخاصة بطلبة قطاع غزة، وذلك بعد عامين من توقف المسيرة التعليمية جراء حرب الإبادة الإسرائيلية التي دمرت المدارس وشردت العائلات.
أجواء فرح مؤجّل
وتحوّلت لحظة إعلان النتائج إلى مساحة نادرة من الفرح، بعد شهورٍ من القصف والانقطاع عن المدارس، حمل فيها الطلبة كتبهم من ملجأ إلى آخر.
وعلى مدى شهور الحرب، تعطّلت العملية التعليمية بالكامل في معظم مناطق القطاع، بعدما دُمّرت مئات المدارس وتحولت أخرى إلى مراكز إيواء.
هنا نُقدّس الفرحة.. خصوصا تلك التي تأتي من أنياب القهر والحرب !
تظن ألا حرب مرّت من هنا.. فالتعليم هنا يتجاوز “الحق” إلى مبدأ “الصراع والمواجهة”.. هو سلاح خطير.. هو ما لا ينساه الغزي مهما رحل ونزح وتشرّد.
أبطاله مستهدفون بالقتل فكم من عالمٍ وأكاديمي وخبير اغتالهم الاحتلال قصدا… pic.twitter.com/m3ydpbi6Nf
— Mohammed Haniya (@mohammedhaniya) November 13, 2025
ومع غياب الإنترنت والكهرباء وانقطاع التواصل مع المعلمين، وجد الطلبة أنفسهم أمام تحدٍ قاسٍ، لكنهم واصلوا الدراسة بوسائل بدائية، محافظين على حلمهم رغم الحصار والنزوح.
ورغم فقدان البيوت والمدارس والأصدقاء، أصرّ هؤلاء الطلبة على إتمام الطريق، فحملوا أقلامهم كما يحمل غيرهم سلاح البقاء.
واليوم، بين الدمار ورايات التهاني، يعلن جيل غزة الجديد انتصاره الصغير: شهادة تُنتزع من بين رماد الحرب، وتؤكد أن التعليم ما زال نافذة الحياة الوحيدة المفتوحة في وجه الموت
لروح والدها الشهيد
من جهتها، احتفلت الطالبة شذى المصري بنجاحها في امتحانات الثانوية العامة في أجواء من الفرح والتحدي، حيث حصلت على معدل 92.3%، وذلك داخل خيمة نزوح عائلتها جنوب قطاع غزة.
شذى وهي ابنة الشهيد المصور حسام المصري؛ عبّرت عن فرحتها الممزوجة بالغصة، حيث أهدت نجاحها لروح والدها الشهيد ولعائلتها، مشيرة إلى أنها درست في ظل ظروف قاسية بل وخلال فترة المجاعة التي عانى منها أهل قطاع غزة.
وذكرت شذى أن استشهاد والدها حدث قبل شهر واحد من بداية الامتحانات، لكنها أصرّت على مواصلة طريق الدراسة وتحقيق النجاح لرفع اسم والدها عاليًا.
من جانبه، أكد عم الطالبة وشقيق الشهيد حسام المصري أن أبناء أخيه في أمانتهم، معبرًا عن فخره بنجاح شذى وحصولها على هذا المعدل المميز رغم الظروف القاهرة التي يمرون به.
طبول رغم الظروف الصعبة
ومن داخل خيمة للنزوح بمدينة غزة وثَّق مقطع فيديو مليء بالأمل والإصرار على الفرحة، احتفال عائلة فلسطينية بنجاح ابنتها في امتحانات الثانوية العامة.
ويظهر في المشهد تحوّل الخيمة إلى مساحة من السعادة، رغم الظروف الصعبة التي تعيشها العائلة، حيث انطلقت الاحتفالات على أنغام الطبول التي أضافت أجواء مميزة من السعادة، وكذلك توزيع الحلوى ابتهاجًا بهذه النتيجة التي فرّحتهم.



