أبعاد

فيسبوك في الصدارة: أكثر منصات التواصل الاجتماعي شعبية في العالم

شهد العالم في العقدين الماضيين تحولًا جذريًا في طريقة التواصل والتفاعل، مع دخول وسائل التواصل الاجتماعي إلى حياة البشر الاجتماعية والمهنية.

وتجاوزت شعبية هذه المنصات حدود الزمان والمكان، جاذبةً مليارات المستخدمين من مختلف الأعمار والخلفيات حول العالم، حتى أصبحت منصات التواصل الاجتماعي جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية.

“فيسبوك”

وفق موقع “إكسبلودينغ توبكس”، تُعد منصة “فيسبوك” المملوكة لشركة “ميتا” الأميركية منصة التواصل الاجتماعي الأكثر شعبيةً واستخدامًا في العالم، مع أكثر من 3 مليارات مستخدم نشط شهريًا.

يتجاوز عدد مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي خمسة مليارات شخص حول العالم- غيتي

ويستخدم نحو 37% من سكان العالم منصة “فيسبوك” مرة واحدة على الأقل شهريًا، ما يرسخ مكانتها كأكبر شبكة تواصل اجتماعي من حيث عدد المستخدمين حول العالم.

مع ذلك، لا يُستخدم “فيسبوك” عالميًا؛ فحظر مواقع التواصل الاجتماعي أمر شائع في عدد من الدول. وتُحظر المنصة في الصين وإيران وكوريا الشمالية وميانمار وروسيا وتركمانستان وأوغندا.

كما تشهد شبكات التواصل الاجتماعي التي تُركّز على محتوى الفيديو القصير نموًا سريعًا، بما في ذلك “إنستغرام” و”تيك توك”. وتحظى تطبيقات المراسلة، مثل “واتساب” و”ماسنجر” و”تيليغرام”، باهتمام متزايد من المستخدمين مع إضافة أو تحسين ميزات الفيديو القصير فيها.

“واتساب”

بلغ عدد مستخدمي تطبيق المراسلة “واتساب” المملوك لشركة “ميتا” 3 مليارات مستخدم شهريًا، وهو التطبيق الذي يأتي مباشرة بعد “فيسبوك” من حيث الشعبية وعدد المستخدمين النشطين.

ويتيح هذا التطبيق للمستخدمين إرسال الرسائل النصية والصوتية، وإجراء مكالمات صوتية ومرئية، ومشاركة الوسائط مع مستخدمين آخرين، مع ضمان التشفير الشامل بما يحفظ خصوصية المستخدم ومحادثاته.

وبحسب موقع “لايف هاكر”، أعلنت “ميتا” مؤخرًا عن ست ميزات جديدة طرحتها لمستخدمي “واتساب”، وقالت إن هذه الميزات أُضيفت إلى التطبيق “خلال الأشهر القليلة الماضية”. فقد أصبح دعم مشاركة الصور الحية متاحًا على أجهزة “آيفون”، والصور المتحركة على أجهزة “أندرويد”.

وأصبح ماسح المستندات متاحًا لمستخدمي أجهزة “أندرويد” بعد أن كان حصرًا للأجهزة التي تعمل بنظام “آي أو إس”، بينما يحصل مستخدمو جميع الأنظمة على خلفيات جديدة مُولَّدة بالذكاء الاصطناعي، في خطوة تعزز تجربة المستخدم على واحدة من أكثر منصات التواصل الاجتماعي استخدامًا في العالم.

“يوتيوب”

أمّا “يوتيوب”، منصة الفيديوهات الأميركية المملوكة لشركة “غوغل”، فقد تراجعت إلى المركز الثالث بين شبكات التواصل الاجتماعي الأكثر شعبية، خلف “واتساب” مباشرة، مع 2.7 مليار مستخدم.

وتستحوذ الهند على أكبر عدد من المستخدمين، مع ما يقرب من 491 مليون مستخدم، تليها الولايات المتحدة مع حوالي 253 مليونًا، ما يعكس انتشار المنصة العالمي وقوة المحتوى المرئي في جذب المستخدمين.

كم يجني مؤثرو تيك توك وباقي منصات التواصل الاجتماعي أموالهم وكيف تصل إلى حساباتهم؟ 

ومؤخرًا، أعلنت منصة “يوتيوب” عن أحدث ميزات الذكاء الاصطناعي، حيث أصبح بإمكان منشئي فيديوهات “شورتس” إنشاء نهاية بديلة لفيديوهاتهم القصيرة باستخدام الذكاء الاصطناعي.

وبحسب موقع “سوشال ميديا توداي”، تُسمّى هذه العملية “التمديد باستخدام الذكاء الاصطناعي”، وتستخدم خيار “القص” الموجود في “يوتيوب” والمُصمَّم للردود على فيديوهات “شورتس”، لكنها تضيف عنصرًا ذكيًا يوسّع تجربة المحتوى القصير ويجعلها أكثر جاذبية للمستخدمين.

“إنستغرام”

يبلغ عدد مستخدمي منصة “إنستغرام” ملياري مستخدم نشط، بفارق مليار مستخدم مقارنة بمنصة “فيسبوك”. ومؤخرًا، أكدت المنصة أنها تختبر نهجًا جديدًا لواجهة المستخدم الخاصة بها، حيث أصبح بإمكان المستخدمين في الهند الآن فتح التطبيق مباشرة على موجز “ريلز”، بدلًا من عرض المنشور التقليدي في الخلاصة، في خطوة تعكس الرهان المتزايد على الفيديوهات القصيرة.

وتعتزم “إنستغرام” فرض قيود على المحتوى المتاح للمستخدمين دون سن 18 عامًا عبر استخدام فلاتر مستوحاة من نظام تصنيف الأفلام، للمحتوى المخصص لأعمار 13 سنة فأكثر، بهدف جعل تجربة منصات التواصل الاجتماعي أكثر أمانًا للمراهقين.

كما تعتزم شركة “ميتا” البدء بتحليل محادثات المستخدمين باستخدام روبوت الدردشة الخاص بها لاستهداف الإعلانات والمحتوى عبر جميع منصاتها، بما في ذلك “فيسبوك” و”إنستغرام”. وبدءًا من 16 ديسمبر/ كانون الأول 2025، سيتم دمج أي شيء يقوله المستخدمون لـ Meta AI، سواءً نصيًا أو صوتيًا، في خوارزميات الإعلانات والمحتوى الخاصة بالشركة.

مع اقتراب عدد مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي من نصف سكان العالم، لم تعد هذه المنصات مجرّد أدوات ترفيه، بل بنية تحتية رقمية تعيد تشكيل الحياة اليومية والاقتصاد والسياسة.

فعلى سبيل المثال، إذا ناقش أحد المستخدمين رياضة المشي لمسافات طويلة مع الذكاء الاصطناعي، فسيتوقع رؤية المزيد من الإعلانات والمنشورات والمجموعات المتعلقة بهذه الرياضة. وتؤكد “ميتا” أنها ستستبعد المواضيع الحساسة، مثل الدين والصحة والآراء السياسية، من عملية جمع البيانات هذه.

كما تُطلق “ميتا” اشتراكات مدفوعة للمستخدمين الذين لا يرغبون في رؤية الإعلانات في المملكة المتحدة، وأعلنت أنها ستبدأ بإخطار المستخدمين للسماح لهم باختيار الاشتراك في منصاتها إذا رغبوا في استخدامها دون رؤية إعلانات، ما يفتح الباب أمام نموذج استخدام جديد لمنصات التواصل الاجتماعي يعتمد على الاشتراك بدلًا من الإعلانات.

يبلغ عدد مستخدمي منصة “إنستغرام” ملياري مستخدم نشط- رويترز

“تيك توك”

أمّا تطبيق “تيك توك” الصيني المملوك لشركة “بايت دانس” فيبلغ عدد مستخدميه 1.84 مليار مستخدم.

و”تيك توك” هو شبكة تواصل اجتماعي لمقاطع الفيديو القصيرة، تُركّز على محتوى “مُخصّص لك” شديد التخصيص. وعلى عكس العديد من مواقع التواصل الاجتماعي الشهيرة، تعرض خوارزمية “تيك توك” مقاطع الفيديو بناءً على تفاعلات المستخدمين، مما يُمكّن المستخدمين من الانتشار بسرعة دون الحاجة إلى قاعدة جماهيرية ضخمة، وهو ما جعله من أكثر المنصات جذبًا للمبدعين الشباب.

وتوشك الشركة على حل أزمتها مع الولايات المتحدة، حيث لديها 170 مليون مستخدم. فقد وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمرًا تنفيذيًا في 25 سبتمبر/ أيلول الماضي، مُعلنًا أن خطته لبيع عمليات “تيك توك” المملوكة للصين في الولايات المتحدة لمستثمرين أميركيين وعالميين ستُلبي متطلبات الأمن القومي في قانون صدر عام 2024.

وكشف نائب الرئيس جيه دي فانس أن قيمة الشركة الأميركية الجديدة ستبلغ حوالي 14 مليار دولار، مما يضع سعر تطبيق الفيديو القصير الشهير أقل بكثير من تقديرات بعض المحللين.

وستمتلك “بايت دانس” أقل من 20% في “تيك توك” بالولايات المتحدة، للامتثال للمتطلبات المنصوص عليها في قانون 2024 الذي أمر بإغلاق التطبيق بحلول يناير/ كانون الثاني 2025 إذا لم تبع “بايت دانس” أصولها في الولايات المتحدة.

“ويتشات”

يستخدم تطبيق “ويتشات” الصيني 1.39 مليار مستخدم، معظمهم في الصين، بحسب موقع “إكسبلودينغ توبكس”. و”ويتشات” هو تطبيق مراسلة مملوك لشركة التكنولوجيا والترفيه العملاقة “تينسنت”، وطوّره ألين تشانغ، المدير التنفيذي في الشركة.

ويتيح التطبيق للمستخدمين تبادل الرسائل النصية، وإجراء مكالمات الفيديو والصوت، واستخدام الألعاب، ودفع الفواتير، ومشاركة المنشورات عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ليصبح أشبه بمنظومة رقمية متكاملة أكثر منه مجرد تطبيق مراسلة.

وفي مطلع سبتمبر/ أيلول 2025، أعلنت “ويتشات” أنها ستُطبّق تصنيفات صريحة وضمنية للمحتوى المُولَّد بواسطة الذكاء الاصطناعي. ووفقًا لصحيفة “غلوبال تايمز”، تهدف هذه الخطوة إلى تحسين تحديد المحتوى، وضمان الشفافية، والحفاظ على المصداقية، مع تعزيز بيئة منصة آمنة وصحية لمستخدميها.

“لينكد إن”

تمثل منصة “لينكد إن” المملوكة لشركة “مايكروسوفت” الأميركية أكبر شبكة مهنية افتراضية في العالم. وبناءً على البيانات المنشورة في موارد التخطيط الإعلاني الخاصة بها، كان لدى المنصة ما لا يقل عن 1.2 مليار عضو مسجل في 200 دولة حول العالم في يناير/ كانون الثاني 2025.

وأطلقت “لينكد إن” مركز “لينكد إن ليرننغ هَب” الجديد، الذي صُمم لمساعدة المحترفين في الحصول على التحديثات والمهارات ذات الصلة بالصناعة، لضمان أنهم على المسار الصحيح لتحقيق أهدافهم المهنية وتعزيز فرصهم في سوق العمل.

المراهقون يفضلون متابعة الأخبار على مواقع التواصل بدلا من وسائل الإعلام – من الأرشيف

“تيليغرام”

أمّا تطبيق “تيليغرام” فيحقق نموًا متسارعًا، حيث تخطى عدد زيارات البحث العضوية الشهرية 63 مليون زيارة، ما يعكس تزايد الاهتمام بالتطبيق كمنصة تواصل اجتماعي ومراسلة آمنة.

و”تيليغرام” هو تطبيق مراسلة فورية مجاني يُولي الأولوية للأمان والتشفير، وتتيح هذه المنصة السحابية للمستخدمين مشاركة ملفات الوسائط الكبيرة وإنشاء مجموعات تضم ما يصل إلى 200 ألف عضو.

أما “تيليغرام بريميوم”، وهو إصدار خالٍ من الإعلانات، فقد وصل عدد مستخدميه إلى مليون مستخدم في غضون ستة أشهر من إطلاقه.

لم يعد السؤال من يستخدم منصات التواصل الاجتماعي، بل أي منصة تنجح في الاحتفاظ بالمستخدم وجذب الجيل التالي في ظل منافسة شرسة يقودها الفيديو القصير واستهداف الإعلانات.

ويتطور التطبيق بسرعة ليصبح أكثر من مجرد تطبيق مراسلة، إذ بات يتيح للمبدعين كسب الدخل. فقد أطلق التطبيق “نجوم تيليغرام”، وهي عملة افتراضية يُمكن للمستخدمين شراؤها واستخدامها لإرسال هدايا رقمية وملصقات متحركة أو رموز تعبيرية معبّرة، بحسب موقع “أونلي بوت”.

كما يتيح “تيليغرام” لمنشئي المحتوى تقديم اشتراكات مدفوعة لقنوات ومجموعات حصرية، ويمكن للمستخدمين الاشتراك عبر “تيليغرام بريميوم”، وتدفع المنصة جزءًا من هذا الاشتراك لصاحب القناة عبر نموذج مشاركة الإيرادات.

كذلك يُرسّخ التطبيق مكانته كبديل حقيقي لأدوات مؤتمرات الفيديو، مع دعم المكالمات الجماعية والفيديو عالية الجودة.

توقعات نمو مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي

بحسب موقع “ستاتيستا”، من المتوقع أن يصل عدد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي إلى 5.44 مليارات مستخدم عام 2025.

وستستمر هذه الأرقام في النمو مع تزايد استخدام الأجهزة المحمولة وشبكات التواصل الاجتماعي المحمولة في الأسواق التي كانت تعاني من نقص الخدمات في السابق، ما يعزز حضور هذه المنصات في الحياة اليومية ويجعل المنافسة بينها على جذب المستخدمين أشد من أي وقت مضى.

في المحصلة، لا يبدو سباق منصات التواصل الاجتماعي في طريقه إلى التباطؤ، بل إلى مزيد من التنافس على الوقت والانتباه والبيانات.
وبين “فيسبوك” و”واتساب” و”يوتيوب” و”إنستغرام” و”تيك توك” و”تيليغرام”، يُعاد تشكيل تجربة المستخدمين الرقميّة باستمرار، مع تركيز متزايد على الفيديو القصير والذكاء الاصطناعي واستهداف الإعلانات.
ومع اقتراب عدد مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي من نصف عدد سكان الكوكب، سيبقى السؤال المفتوح: أي المنصات ستنجح في الحفاظ على المستخدمين وجذب أجيال جديدة في السنوات المقبلة؟

tdsf,; td hgw]hvm: H;ev lkwhj hgj,hwg hgh[jlhud aufdm td hguhgl

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

اللهم إني أستودعك نفسي ومالي وأهلي وديني ودنياي