نتنياهو يلتقي كوشنر.. ماذا تقول حماس عن ملف العالقين في رفح؟

أكد القيادي في حركة حماس حازم قاسم أن الحركة ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى جاهزيتها لنزع الذرائع التي يستخدمها الاحتلال الإسرائيلي لتبرير اعتداءاته.
وقال قاسم، في تصريح لقناة التلفزيون العربي، إن الاحتلال وواشنطن يتحملان المسؤولية عن تداعيات التعامل مع مقاتلي حماس في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، مؤكدًا أن المقاتلين في رفح لن يستسلموا، وأن الحركة مستعدة للتعامل الإيجابي من أجل حل هذا الملف.
وأضاف أن الوسطاء قدموا صيغًا مقترحة لمعالجة قضية المقاتلين العالقين في رفح، غير أن الاحتلال تراجع عن تنفيذها.
في غضون ذلك، التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المبعوث الأميركي جاريد كوشنر، وعلى طاولتهما ملف مواصلة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة.
نتنياهو يلتقي كوشنر
وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية الإثنين: “بدأ لقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع صهر الرئيس الأميركي جاريد كوشنر في مكتب رئيس الوزراء بالقدس” الغربية.
ومساء الأحد، أفادت القناة “12” العبرية بوصول كوشنر إلى إسرائيل “لبحث (الاستمرار في) تطبيق اتفاق غزة”.
ولعب كوشنر دورًا محوريًا مع المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف في التوصل إلى اتفاق لتطبيق خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن غزة.
والسبت، ذكرت القناة “12” أن كوشنر سيبحث مع نتنياهو البدء في تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق غزة، ومسألة عناصر “حماس” العالقين في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وقالت آنذاك إن واشنطن تقترح أن يعقب تسليم جثمان الضابط الإسرائيلي هدار غولدين إلى إسرائيل، السماح لعناصر “حماس” (نحو 200 مقاتل) بالمرور إلى المنطقة الخاضعة لسيطرة الحركة، أو دولة لم يتم تحديدها، وذلك بعد تسليم أسلحتهم.
في المقابل، تقترح تل أبيب “استسلام مقاتلي حماس ليتم اعتقالهم ونقلهم إلى داخل إسرائيل للتحقيق، كحل وسط بين المطلب الأميركي والاعتبارات الأمنية الإسرائيلية”، وفقا لهيئة البث.
غير أن كتائب القسام، الجناح العسكري لـ”حماس”، حمّلت في بيان الأحد إسرائيل مسؤولية أي اشتباك مع مقاتلي الحركة العالقين في رفح.
الأورومتوسطي: إسرائيل تواصل الإبادة الجماعية بغزة
ميدانيًا، أفاد مراسل التلفزيون العربي باستشهاد فلسطينيين اثنين جراء استهداف مسيّرة إسرائيلية محيط دوار بني سهيلا في خانيونس جنوبي قطاع غزة.
من جهته، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، يوم الاثنين، إن إسرائيل تواصل ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين تل أبيب وحركة حماس، حيث تقتل ما معدله ثمانية فلسطينيين يوميًا.
وأوضح المرصد، ومقره جنيف، في بيانٍ له، أن إسرائيل “تستمر في فرض ظروف معيشية مهلكة على مليوني فلسطيني، وتحرمهم من التعافي من آثار الكارثة الإنسانية المستمرة منذ أكثر من 25 شهرًا، في ظل صمت وعجز دولي عن حمايتهم وإنصافهم”.
وأشار إلى أنه وثّق منذ دخول الاتفاق حيّز التنفيذ في 10 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي استمرار جرائم القتل العمد التي ينفّذها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين، حيث يقتل ثمانية فلسطينيين يوميًا ويصيب أكثر من عشرين آخرين، مع استمرار الحصار الشامل المفروض على القطاع.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، فإن إسرائيل قتلت منذ سريان الاتفاق 241 فلسطينيًا وأصابت 619 آخرين، في خروقات واضحة لاتفاق وقف إطلاق النار.
مركز #غزة لحقوق الإنسان: نحو 945 ألف شخص يعيشون من دون حماية كافية في القطاع@HoussemTekali pic.twitter.com/9hF8L4hKsN
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 10, 2025
وأضاف المرصد أن هذه الانتهاكات تترافق مع سياسة تجويع ممنهجة وحرمان للسكان من سبل البقاء وإعادة الإعمار، إضافة إلى تقييد حرية التنقّل ومنع الجرحى والمرضى من العلاج، وتعطيل دخول المساعدات الإنسانية.
“مستويات الجوع في غزة وصلت إلى حد مدمّر”
ونقل المرصد عن برنامج الأغذية العالمي (WFP) قوله في تقريرٍ الجمعة إن “مستويات الجوع في غزة وصلت إلى حدٍّ مدمّر”، مشيرًا إلى ارتفاع حالات سوء التغذية بين الأطفال بنسبة 20% مقارنة بالعام الماضي.
كما أوضح المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن متوسط عدد شاحنات المساعدات التي تدخل يوميًا لا يتعدى 145 شاحنة، أي ما نسبته 24% فقط من العدد المتفق عليه والبالغ 600 شاحنة يوميًا.
وأكد المرصد أن هذه الإجراءات الإسرائيلية تمثّل امتدادًا لجريمة الإبادة الجماعية المستمرة ضد سكان قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي يواصل خرق الاتفاق عبر القصف الجوي والمدفعي وتدمير المنازل والمباني خاصة شرق خان يونس ومدينة غزة.
وشدّد المرصد على أن تلك الأفعال تعكس “نهجًا منظمًا لتدمير مقوّمات الحياة في القطاع وحرمان سكانه من أبسط حقوقهم”، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.
وأضاف أن إسرائيل استثنت المناطق التي تسيطر عليها – وتشكل أكثر من 50% من مساحة القطاع – من معادلة وقف الأعمال الحربية، حيث تواصل تنفيذ عمليات النسف والتدمير دون أي مبررات قتالية.
وخلال عامي الإبادة الجماعية في غزة منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، استشهد أكثر من 69 ألف فلسطيني وأصيب ما يزيد على 170 ألفًا، فيما طال الدمار نحو 90% من البنى التحتية المدنية، مع خسائر أولية تُقدّر بنحو 70 مليار دولار.


