نظم مشروع “ابنتي الغالية” التابع لجمعية شباب مصر، بالتعاون مع عدد من الكيانات الأهلية في محافظة قنا، فعالية مميزة شهدت توزيع حقائب مدرسية على المستفيدين من مبادرتي “البناء النفسي والوجداني” و”الحوار الآمن بين الأجيال”، وذلك تزامنًا مع قرب بدء العام الدراسي الجديد. وشهدت الفعالية حضور مجدي نجيب، وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بقنا، والنائبة نجلاء باخوم، إضافة إلى جمال يوسف رئيس جمعية “أنا مصري”، وفضيلة الشيخ أحمد أبو الوفا مدير إدارة الدعوة، إلى جانب نخبة من القيادات المجتمعية والمتطوعين. وأوضح القائمون على المبادرة أن الهدف من مشروع “ابنتي الغالية” هو بناء شخصية متوازنة للبنات والفتيات، خاصة ممن يعانين من شعور بالوحدة أو النقد المستمر من الأسرة، أو من علاقات مؤذية تؤثر على نظرتهم لذواتهم. وقد نجحت المبادرة في تحقيق نتائج إيجابية تمثلت في مساعدة المستفيدات على التصالح مع أنفسهن، واكتشاف قدراتهن، وإعادة تقييم علاقاتهن بشكل صحي وبنّاء. وفي السياق ذاته، جاءت مبادرة “الحوار الآمن بين الأجيال” لتسد الفجوة التي أحدثتها التكنولوجيا الحديثة داخل الأسر، من خلال تعزيز لغة الحوار والتواصل الفعّال بين الأمهات وأبنائهن. وقد تم تنفيذ جلسات حوارية بمشاركة الأخصائيتين الدكتورة منى فوزي والدكتورة نرمين غريب من مركز “اتزان”، الأمر الذي ساهم في خلق مساحة آمنة للتفاعل بعيدًا عن الانتقاد والمقارنة. كما تم استعراض مبادرة “ظل ونور”، التي تهدف إلى توفير أماكن انتظار مؤهلة تحمي المواطنين من مشقة الوقوف تحت أشعة الشمس، خاصة كبار السن. كما جرى بالفعل تنفيذ عدة نقاط انتظار جديدة في مناطق مختلفة بمدينة قنا، منها منطقة التجنيد وشارع الشيخ محسن والسلم الكهربائي، إلى جانب تطوير نقاط أخرى عند منطقة الدولفين، وذلك بدعم ومتابعة من أشرف أنور رئيس مجلس الوحدة المحلية بمركز ومدينة قنا. وفي إطار بناء قدرات الشباب، أطلقت الجمعية أيضا مبادرة “التثقيف المالي”، التي استهدفت تدريب 50 شابًا وشابة من الفئة العمرية (16 – 22 عامًا) على كيفية إدارة أموالهم والوضع ميزانيات شخصية وفهم مبادئ الادخار والتأجيل، من خلال أنشطة تفاعلية ووسائل توضيحية متنوعة، لاقت إقبالًا كبيرًا وتفاعلًا من المشاركين. واختتمت الفعالية بتوجيه الشكر لجميع الداعمين والمساهمين في إنجاح المبادرات، مع التأكيد على استمرار الجهود المجتمعية لتحقيق تنمية متوازنة تُلبي احتياجات مختلف الفئات، وتفتح آفاقًا جديدة نحو مستقبل أفضل للأجيال القادمة.

من جانب المستفيدات، روت عدد من الفتيات تجاربهن مع المشروع، مشيرات إلى أن الرعاية المتواصلة عززت ثقتهن بأنفسهن وفتحت أمامهن فرص دراسية ومهنية لم تكن متاحة من قبل. كما أن هذه الجهود تعكس وعي المجتمع بأهمية استدامة الدعم وتوسيع نطاق المبادرات في مدن وقرى مجاورة خلال الفترة المقبلة. إضافة إلى ذلك، تتضمن البرامج المستقبلية المزيد من التمكين الشخصي عبر تدريبات عملية على التفكير النقدي واتخاذ قرارات أكثر استنادًا إلى المعرفة والقدرات الفردية. وفي إطار الشراكات، ستواصل الجمعية عملها مع مدارس ومراكز صحية نفسية لبناء شبكة دعم متكاملة تستمر طوال العام الدراسي.