ينعى مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، برئاسة الفنان حسين فهمي، النجم العالمي روبرت ريدفورد، أحد أبرز رموز السينما العالمية، وبصمة مؤثرة في تاريخ الفن السابع كونه ممثلاً ومخرجاً ومنتجاً. شكل ريدفورد على مدى عقود رمزاً للإبداع وشغف السينما، وترك إرثاً فنياً خالدًا امتد من الشاشة الفضية إلى تأسيس مهرجان سندانس السينمائي، الذي صار منصة عالمية لدعم السينما المستقلة وإبراز المواهب الجديدة.

وفي هذا السياق، صرّح الفنان حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، قائلاً: “برحيل روبرت ريدفورد نفقد واحداً من القامات السينمائية التي آمنت بقوة الفن في إحداث التغيير، ونجحت في أن تضع السينما المستقلة على الساحة العالمية. لقد كان صانع سينما حقيقي مهد الطريق لأجيال من المبدعين. باسمي وباسم مهرجان القاهرة السينمائي، أتقدم بخالص التعازي إلى أسرته ومحبيه وصناعة السينما في العالم.”

كان رحيل ريدفورد بمثابة تذكير بمدى تأثيره العميق في ساحة الفن السابع، وهو الذي لم يقتصر شغله على التمثيل والإخراج، بل شق طريقاً للمزيد من الفرص للمواهب المستقلة من خلال رؤيته التي تحفّز الاستثمار في القصص الجريئة والصادقة. وتظل لمسة Sundance التي أسسها ريدفورد شاهدة على قدرته على تحويل السينما المستقلة إلى حركة جماهيرية عالمية، تفتح الباب أمام تجارب فنية حرة كانت تقف في الظلال قبل مواعيد العرض الكبرى.

تأتي هذه الخسارة بينما يواصل المهرجان ترسيخ موقعه كمنصة حيوية تدعم التجارب المغايرة وتفتح أفقاً للمواهب الجديدة في المنطقة وخارجها، في إطار رسالة تجمع بين الإرث وتطوير طموحات الشباب في صناعة الأفلام. كما يشير بعض خبراء الصناعة إلى أن تأثير ريدفورد يتجاوز أدواره الفنية ليشمل التزامات طويلة لدعم فرص الإنتاج والتوزيع للسينما المستقلة، وهو ما يجعل وفاته خسارة للجيل الحالي والقادم من صناع الأفلام. وفي ظل هذه التطورات، أعلنت جهات فنية عن نيّة تنظيم جلسات وندوات تستذكر مسيرته وتُعرض أعماله كمراجعٍ للإبداع وتحدياته. ستبقى قصته دافعاً لاستكشاف مسار الفن الحر ونموه في عالم متغير، وتُبرز أهمية الالتزام بتعزيز السينما المستقلة كمنارة للابتكار والتواصل بين الثقافات.

إن وفاة روبرت ريدفورد تفتح صفحة جديدة في نقاش السينما حول قيم الفن وتأثيره في المجتمع، وتؤكد أن دعم السينما المستقلة يظل ركيزة أساسية في بناء حوار فني عالمي حيوي يستمر في إلهام أجيال من المبدعين حول العالم.