نجح فريق من الجراحين الأمريكيين في تحقيق إنجاز طبي غير مسبوق بإجراء أول زراعة كلية من خنزير معدل جينياً إلى مريض حي، ما يمثل خطوة مهمة في مواجهة النقص الحاد في الأعضاء المتبرع بها. جاء الإعلان من مستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن، حيث أظهر المريض البالغ من العمر 62 عاماً تشابهاً في التعافي بصورة جيدة منذ إجراء العملية قبل نحو أسبوع.

في السابق، كانت هناك عمليات زرع لكلى من خنازير مُعدلة جينياً إلى أشخاص توفوا دماغياً، كما خضع بعض المرضى الأحياء لزراعة قلوب من خنازير معدلة جينياً، غير أنهم توفوا لاحقاً. تُجرى التعديلات الجينية على الخنازير بهدف تقليل احتمالية رفض الجهاز المناعي للمريض للعضو المزروع.

يأتي هذا التطور في سياق نقاش موسّع حول النقص المستمر في الأعضاء المتبرع بها، حيث يظل نحو مئة ألف أمريكي في قوائم الانتظار للزراعة، من بينهم نحو 88 ألفاً ينتظرون زرع كلية. في ظل هذه الظروف، يرى خبراء أن زراعة الخنزير المعدل جينياً قد تكون خياراً مكملاً في المستقبل، بشرط ضمانات سلامة كبرى وإجراءات رصينة للمتابعة.

يؤكد الأطباء أن التعديل الجيني للخنازير يهدف إلى تقليل رفض العضو المزروع من جسم المريض، لكن المخاطر لا تزال قائمة وتستلزم مراقبة دقيقة وتقييمات مستمرة على المرضى. كما يبرز التوازن بين الأمل في تقصير فترات الانتظار وتدابير الوقاية من مخاطر محتملة مرتبطة بإجراءات من هذا النوع.

قال المريض ريـتشارد سليمان: “رأيت في خوض هذه العملية فرصة ليس فقط لمساعدتي شخصياً، بل كذلك لتقديم الأمل لآلاف الأشخاص الآخرين المنتظرين لزراعة الأعضاء، يوجد أكثر من 100 ألف شخص في الولايات المتحدة ينتظرون دورهم للخضوع لعمليات زرع الأعضاء، من بينهم حوالي 88 ألفاً في انتظار زرع كلى.” يظهر هذا التصريح مدى التقدير العميق للآثار الناجمة عن أي تقدم في هذا المجال. لا يوجد اقتباس ثانٍ مذكور في السياق المتاح.

إلى جانب هذه التطورات، تبرز حاجات عملية وتهديدات صحية محتملة تفرضها تقنيات الزرع عبر الكائنات الحية، وهو ما يدفع المختصين إلى تعزيز الرقابة والشفافية والحوكمة التنظيمية قبل تعميم هذه الوسائل على نطاق أوسع. في هذا السياق، يشير المتابعون إلى أن التقدم في المجال الطبي الحيوي يترافق دائماً مع ضرورة وضع أطر أخلاقية وقانونية تراعي حقوق المرضى وسلامة المجتمع.

وفي تطورات أخرى مرتبطة، جرى ذكر أن العقد الأخير شهد تقدماً في استخدام التكنولوجيا الحيوية لتطوير علاجات جديدة للأمراض المستعصية، كما أن دخول تقنيات الذكاء الاصطناعي في التشخيص والتخطيط للجراحات يسهم في تسريع اكتشاف الأدوية وتحسين دقة النتائج. وتُظهر تقنيات جراحية حديثة، مثل الروبوتات وأدوات التصوير المتقدمة، قدرة على رفع نسب نجاح العمليات وتقليل فترات التعافي، وهو ما يعزز الأمل في مستقبل صحي أكثر فعالية وأمناً.