أكّد الكاتب الصحفي ضياء رشوان، رئيس هيئة الاستعلامات، أن خطة ترامب تمثل أول وثيقة تحمل اسم الرئيس الأمريكي بخصوص ما يجري في غزة، وتؤكّد حرص واشنطن على وضع حد للحرب. وفي لقاء على قناة إكسترا نيوز، قال رشوان إن المجتمع الدولي يُحمّل الولايات المتحدة مسؤولية الالتزام بتنفيذ بنود مشاورات شرم الشيخ. كما أوضح أن المجتمع الدولي لم يمارس ضغوطاً على حركة حماس لقبول خطاب ترامب، وأشار إلى أن إسرائيل تسعى لاستمرار تفتيت الصف الفلسطيني بين الفصائل. واختتم رشوان بأن تصريحات خليل الحية تعكس موافقة حركة حماس على الخطة الأمريكية.

في قراءة للمشهد، تبدو الخطة الأمريكية إطاراً سياسياً يفتح باباً للمفاوضات حول غزة تحت رعاية دولية، مع إشارات إلى وجود اختلافات في مواقف الأطراف الإقليمية. يرى مراقبون أن نجاح مثل هذه المبادرة يعتمد على الالتزام المتبادل وتوحيد مواقف الفصائل قبل الدخول في جولات تفاوض لاحقة. وتترقب الأوساط الفلسطينية والمراقبون تبعات تصريحات الحية وتداعياتها المحتملة على ديناميات الحوار داخل حركة حماس ومسار التفاوض. على المستوى الإنساني، يظل الواقع في غزة بحاجة إلى تحرك عاجل لتخفيف المعاناة وتوفير مساعدات عاجلة، وهو ما يطالب به المجتمع الدولي في كل مناسبة.

وتؤكد التطورات أن أي إطار دولي ينبغي أن يصب في تخفيف المعاناة وتحقيق التهدئة الشاملة، بما يتيح للمجتمع الفلسطيني ترتيب صفوفه وتحريك آليات تفاوض حقيقية. كما أن وجود آليات متابعة دولية لإلزام الأطراف بالالتزامات قد يقلص فرص الانزلاق إلى خطوات تصعيد جديدة. وفي ظل هذا المشهد، تبقى عيون المجتمع الدولي مركزة على ما إذا كانت الأطراف الفلسطينية ستتوحد بما يضمن مساراً تفاوضياً يعتمد على واقع يلمسه الناس في غزة يومياً.

وتبقى قراءة حذرة للمسار القادم، فالمأمول أن تُتحقق نوايا وقف الحرب وتخفيف المعاناة، وأن تكون الخطة الأمريكية إحدى محاور إعادة بناء الثقة بين الإسرائيليين والفصائل الفلسطينية، بعيداً عن تنازع الصفوف. وبينما تتكثف النقاشات حول المفاضلة بين الضغط والتسوية، تبدو الحاجة للمراقبة الدولية الشديدة والشفافية في تنفيذ أي اتفاق أمراً ملحاً لضمان النتائج وخروج الوضع من دوامة التصعيد.

من جهة أخرى، تظل تصريحات خليل الحية بمثابة مؤشّر مهم على مدى قبول الفصائل لخطة ترامب وتقييمها لجدوى مسارات التفاوض المحتملة، وهو ما سينعكس في خطوات قادمة من أساليب وأطر الحوار بين الأطراف المعنية. وفي النهاية، يبقى الأمر مرتبطاً بإرادة سياسية موحدة تسمح لمخرجات التفاوض أن تتجاوب مع الواقع الإنساني الصعب في غزة وتفضي إلى وقف طويل للحرب وتدفع باتجاه إعادة بناء الحياة اليومية للسكان.