معاناة غزة تشتد.. إعلام عبري يستبق لقاء ترمب ونتنياهو بتكهنات عن فحواه

أفاد مراسل التلفزيون العربي من القدس المحتلة أحمد جرادات، اليوم الإثنين، بأن وسائل الإعلام الإسرائيلية تتعامل مع اللقاء المرتقب بين رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترمب بوصفه لقاءً مختلفًا عما سبقه، مرجّحة أن يحمل ضغوطًا أميركية مباشرة على الحكومة الإسرائيلية، وخصوصًا في ما يتصل بملف قطاع غزة.
وأوضح جرادات أن التقديرات الإسرائيلية تكاد تجمع على أن إدارة ترمب ستطالب نتنياهو بتقديم تنازلات تتعلق بغزة، تتمحور في جوهرها حول تطبيق بنود الاتفاق القائم، بما يشمل إعادة فتح معبر رفح بالاتجاهين، وتنفيذ انسحابات إضافية من داخل القطاع بعيدًا عن الخط الأصفر، إلى جانب الدفع نحو الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
وبحسب المراسل، تسعى الإدارة الأميركية إلى أن يشكّل مطلع العام المقبل نقطة انطلاق لترسيخ وقف إطلاق النار، وتنفيذ المرحلة الثانية التي تتضمن إنشاء قوة استقرار دولية أو قوة إسناد، إلى جانب حكومة تكنوقراط في غزة، وبدء مسار إعادة الإعمار.
إسرائيل و”مكتسبات الحرب”
وأشار جرادات إلى أن مساعي إسرائيلية تُبذل لعقد لقاء ثانٍ بين نتنياهو وترمب، وفق ما نقلته القناة 13 الإسرائيلية عن مصادرها، إلا أنه حتى الآن لا يوجد تأكيد رسمي عما إذا سيتم عقد لقاء واحد أم اثنين، رغم تعدد الملفات المطروحة على جدول الأعمال.
وفي المقابل، تحدث عن تحذيرات صادرة عن المنظومة الأمنية الإسرائيلية من أن الاستجابة للمطالب الأميركية قد تُضعف ما وصفته بـ”مكتسبات الحرب”، ما يعزز التقديرات بأن اللقاء قد يشهد توترًا غير مسبوق، رغم إدراك الإسرائيليين لطبيعة ترمب غير المتوقعة وتعقيد العلاقة الشخصية والسياسية التي تجمعه بنتنياهو.
لكن جرادات أكد أن هذه العلاقة، على تعقيدها، تبقى عميقة، إذ إن ترمب قدّم لنتنياهو خلال ولايتيه الحالية والسابقة سلسلة من “الهدايا السياسية”، رغم وجود تحفظات داخل الإدارة الأميركية، سواء من نائب الرئيس أو وزير الخارجية أو مسؤولين آخرين، مشيرًا إلى أن ترمب لا يزال يتعامل مع نتنياهو بوصفه حليفًا مقربًا.
لقاء مرتقب بين ترمب ونتنياهو.. ما هي الملفات المطروحة على الطاولة؟ pic.twitter.com/rPYSehrIZq
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) December 29, 2025
وبحسب المراسل، سيعرض نتنياهو خلال اللقاء “معلومات استخباراتية” تتعلق بإعادة تسلّح إيران، لا سيما في مجال الصواريخ الباليستية، إضافة إلى معطيات عن الملف اللبناني، في محاولة للحصول على ضوء أخضر أميركي لتوجيه ضربات لإيران أو للبنان.
وفي ما يخص غزة، من المتوقع أن يدفع نتنياهو باتجاه ربط تنفيذ المرحلة الثانية بشرطين أساسيين، هما استعادة جثة آخر إسرائيلي موجود داخل القطاع، ونزع سلاح حركة حركة حماس بالكامل، رغم أن إسرائيل نفسها، بحسب جرادات، لم تلتزم بتطبيق بنود المرحلة الأولى التي وقّعت عليها.
وختم مراسل التلفزيون العربي بالإشارة إلى أن كل السيناريوهات تبقى مفتوحة، في ظل غياب ضغوط أميركية حقيقية حتى الآن، مذكّرًا بأن ترمب أفرج عن شحنات أسلحة أميركية كانت معلّقة، ومنح إسرائيل ضوءًا أخضر في أكثر من ملف، في وقت يسعى فيه اليوم إلى تحقيق إنجازات سياسية وإعلامية ملموسة، لا سيما عبر الإعلان عن خطوات مرتبطة بالمرحلة الثانية من اتفاق غزة أو تشكيل قوة الاستقرار الدولية.
غزة تحت النار والعواصف
ميدانيًا، يواصل جيش الاحتلال خرق اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، لليوم الـ81 تواليًا من خلال تكثيف القصف المدفعي وتدمير المنازل، إضافة إلى شن سلسلة غارات جوية على مناطق متفرقة في القطاع.
وقد أفاد مراسل التلفزيون العربي، بسقوط جرحى في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة الفالوجا في جباليا شمالي قطاع غزة.
كما ذكر أن طائرات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت المنطقة الشرقية لمدينة غزة. وفي الجنوب، شنّ الاحتلال سلسلة غارات على مدينة رفح. وأفاد المركز الفلسطيني للإعلام، بأن غارة جوية استهدفت شرق مدينة خانيونس.
وفي الوسط، نفذ طيران الاحتلال الحربي غارة في محيط المقبرة الشرقية لمخيم البريج.
وتشهد غزة أوضاعًا إنسانية بالغة التعقيد، مع تدهور الخدمات الأساسية والقيود الإسرائيلية على إدخال الوقود والمياه ومواد إعادة الإعمار، ما يفاقم الأزمة خاصة في شمال القطاع الذي وصفته البلديات بأنه منطقة منكوبة.
وتسببت الرياح القوية والأمطار الغزيرة الناتجة عن منخفض جوي يضرب القطاع في غرق عدد من خيام النازحين وتطاير أخرى، ما أجبر العائلات، بينها أطفال، على البقاء في العراء وسط طقس بارد، في وقت باءت فيه محاولات تثبيت الخيام بالفشل.
“المزيد من البؤس واليأس والموت”
وقال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني، أمس الأحد، إن طقس الشتاء القاسي في قطاع غزة يفاقم معاناة مستمرة لأكثر من عامين، جراء الحرب الإسرائيلية في القطاع.
وأوضح لازاريني، في منشور على منصة “إكس”، أن “المزيد من الأمطار” في القطاع، يعني “المزيد من البؤس واليأس والموت”. وأفاد بأن “طقس الشتاء القاسي يفاقم معاناة لأكثر من عامين” في غزة، حيث يعيش السكان في “خيام بالية وغارقة بالمياه، وسط الأنقاض”.
وأكد لازاريني، أن “مساعدات الإغاثة لا تصل بالكمية المطلوبة”. وأشار إلى أن الأونروا بإمكانها مضاعفة جهود الإغاثة في حال السماح بتدفق المساعدات إلى القطاع المحاصر.



