رغم ضعف الإمكانات.. طلاب من غزة يعيدون فتح مدرسة الكمالية الأثرية

في مشهدٍ يُجسّد الإصرار على استمرار العملية التعليمية رغم التحديات، أعاد طلاب من حي الزيتون بمدينة غزة فتح أبواب مدرسة الكمالية الأثرية، الواقعة في شارع عمر المختار وسط المدينة.
تأتي هذه المبادرة من أهالي الطلاب لتعويض ما فاتهم من تعليم وغياب عن المقاعد الدراسية على مدى العامين الماضيين، وهي الفترة التي شهدت حرب الإبادة على قطاع غزة، وما تلاها من تضرر وقصف لجيش الاحتلال الإسرائيلي للمدارس والمراكز التعليمية.
وأدّى العدوان الإسرائيلي، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إلى استشهاد عشرات الآلاف من الفلسطينيين بينهم أكثر من 20 ألف طالب وطالبة، فضلًا عن تدمير مئات المدارس والمؤسسات التعليمية.
وتُظهر المشاهد استئناف الطلاب للطابور الصباحي، والعودة إلى الحصص الدراسية داخل الفصول، في مُحاولة لاستعادة حقهم في التعليم والعودة إلى أجواء الدراسة التي غابت خلال العامين الماضيين.
إصرار رغم الصعوبات
وتحدّثت دانة كامل فخري درشان وهي معلمة لغة عربية في المدرسة عن تحدّي الكادر التعليمي للظروف الصعبة والمعاناة التي تواجههم وتواجه الطلاب.
وأكدت المعلمة أنّهم جاءوا لإقامة هذه المبادرة التعليمية بهدف إعادة الطلاب إلى مقاعد الدراسة بروحٍ مفعمة بالجهد والعطاء، لاستمرار الرحلة التعليمية رغم كل الصعوبات.
وبدأت المعلمة مع طاقم المدرسة من الأساتذة، التدريس في الأول من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، لكن المدرسة مازالت تفتقر للكثير من الضروريات.
وقالت: “هناك مؤسسات وفّرت لنا خيمًا تعليمية ومقاعد لكن هناك أمور كثيرة تنقص الطلاب الذين ليس لهم الإمكانيات لشراء الدفاتر والأقلام والرزم التعليمية التي نحن بحاجة إليها كمعلمين”.
وفي 21 أكتوبر الماضي، قالت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية إنّ أكثر من 20 ألف طالب استشهدوا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة.
ووفقًا لإحصائية الوزارة، فإنّ 179 مدرسة حكومية تدمرت بالكامل في قطاع غزة، إضافة إلى 63 مبنى تابعًا للجامعات، كما تعرضت 118 مدرسة حكومية وأكثر من 100 مدرسة تابعة لوكالة “الأونروا” للقصف والتخريب، فيما أدت الحرب إلى إزالة ما مجموعه 30 مدرسة بطلبتها ومعلميها من السجل التعليمي



