جولة ميدانية.. التلفزيون العربي يعاين حدود الخط الأصفر ويكشف حقيقته بالأرقام

مع إعلان وقف إطلاق النار في العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أصبح ما يُعرف بـ”الخط الأصفر” جزءًا من حياة الغزيين وواقعهم اليومي، وربما مستقبلهم أيضًا.
من أقصى نقطة في شمال غرب القطاع، بدأ فريق التلفزيون العربي جولة ميدانية لاكتشاف الموقع الفعلي للخط الأصفر والمساحة الحقيقية التي يعيش فيها مليونا إنسان فلسطيني من مواطني القطاع.
وبدأت الجولة من زاوية صعبة الوصول في مدينة غزة، حيث بالكاد تمّ العثور على عائلة واحدة تسكن وسط الدمار الهائل، وكان طاقم القناة يقف فوق شارع صلاح الدين، الشارع الحيوي الذي يربط جميع محافظات القطاع.
مكعبات صفراء وعلامات الخط الأصفر
وخلال الجولة، تمّ العثور على مكعبات صفراء، وهي علامة مُميّزة للخط الأصفر، لكنّها لم تظهر إلا في هذه المنطقة.
كما تجوّلت كاميرا التلفزيون العربي في منطقة معسكر جباليا قرب دوار لترس في الموقع العسكري السابق “نيت سريم” في الشرق، حيث كانت المساحات الكبيرة جزءًا من الخط الأصفر، إلا أنّها الآن غير صالحة للاستخدام السكاني بسبب الدمار ونقص البنية التحتية والخدمات الحيوية.
وهناك كانت كاميرا التلفزيون العربي على بُعد أقلّ من 500 متر عن شارع صلاح الدين القريب من الخط الأصفر في المناطق الشرقية، حيث كانت تُوجد جامعات ومستشفيات ومرافق مختلفة. لكنّها اليوم باتت فارغة تمامًا من السكان، حيث يقتصر الاستخدام على مرور السيارات بين المناطق الجنوبية والشمالية.
وعلى الجانب الغربي من الشارع، المنطقة غير ماهولة تمامًا فهي قريبة من مواقع عسكرية، ما يجعلها غير صالحة للسكن بسبب المخاطر ونسبة الدمار العالية وانعدام الخدمات الأساسية.
أما منطقة البريج التي تقع على يمين شارع صلاح الدين، فتُعد آخر منطقة مأهولة يُمكن الوصول إليها. وعدد السكان فيها قليل للغاية نتيجة قربها من الخط الأصفر والمواقع العسكرية ونسبة الدمار الكبير. تم تدوين إحداثيات هذه المنطقة لحساب المساحة الإجمالية التي يُمكن أن يستفيد منها السكان في قطاع غزة.
كما امتدّت الجولة إلى الزاوية الشرقية الجنوبية من القطاع شرق دوار بني سهيلة، حيث لم يكن بالإمكان التوجه جنوبًا. وهناك يمكن السير فقط بضع أمتار في المنطقة الشرقية، ثم التوجّه غربًا للوصول إلى أقرب نقطة للخط الأصفر في الزاوية الغربية الجنوبية أمام الموقع العسكري وخلف مواصي رفح. وهذه كانت آخر نقطة في الجولة قبل البدء باحتساب المساحة الإجمالية بين الإحداثيات الميدانية.
مساحة العيش الفعلية في غزة
وبعد إدخال الإحداثيات، تبيّن أنّ المساحة الحقيقية التي يعيش فيها سكان غزة تبلغ 132 كيلومترًا مربعًا، أي نحو 36% من إجمالي مساحة القطاع البالغة 365 كيلومترًا مربعًا.
ومع ذلك، إذا احتسبنا نسبة الدمار التي تصل إلى 75% وفق التقارير الأممية، فإنّ المساحة الفعلية الصالحة للسكن تصل إلى 33 كيلومترًا مربعًا فقط، أي حوالي 9% من مساحة القطاع.
ويعني ذلك أنّ كل 62 ألف نسمة يعيشون في كيلومتر مربع واحد، وهو رقم يزيد بعشرة أضعاف عن المعايير العالمية لكثافة السكان في المناطق الحضرية.



