أبعاد

الروبوتات الشبيهة بالبشر.. ثورة في مستقبل الذكاء الاصطناعي المادي

طوّرت شركة يابانية ذراعين شبيهتين بالأطراف البشرية تُحاكيان حركات شخص يرتدي خوذة الواقع الافتراضي، في إطار أبحاث الذكاء الاصطناعي المادي، بهدف ابتكار روبوتات قادرة على أداء مهام الإنسان اليومية.

وتعمل شركة “إناكتيك” التي تتّخذ من طوكيو مقرًا لها، على تصميم روبوتات شبيهة بالبشر تستطيع غسل الأطباق والملابس في دور الرعاية اليابانية التي تُعاني نقصًا في عدد الموظفين.

وتقول الشركة إنّ هذه الروبوتات يُمكنها إنجاز المهام اليومية من دون إشراف مباشر، بعد تلقي التدريب الكافي.

مستقبل الذكاء الاصطناعي المادي

ويُرجّح الخبراء أن تُشكّل هذه الابتكارات مستقبل الذكاء الاصطناعي، الذي بدأ يتسلل إلى العالم المادي من خلال روبوتات ذكية، سيارات ذاتية القيادة، وآلات أخرى ذاتية التشغيل.

وكان الرئيس التنفيذي لشركة “إنفيديا” الأميركية لصناعة الرقائق جانسن هوانغ، قد وصف العام الماضي الذكاء الاصطناعي المادي بأنّه “الذكاء الاصطناعي القادر على فهم قوانين الفيزياء والعمل بين البشر”.

في هذا السياق، تستثمر الشركات مبالغ ضخمة في هذا المجال. ويتوقع مصرف “مورغان ستانلي” أن يتجاوز عدد الروبوتات الشبيهة بالبشر مليار وحدة بحلول عام 2050. كما تنتشر مقاطع فيديو تُظهر الروبوتات وهي تؤدي حركات راقصة أو تحمل أغراضًا ثقيلة بسهولة.

ويعتزم هيرو ياماموتو، الرئيس التنفيذي لشركة “إناكتيك”، إطلاق روبوتات جديدة قيد الاختبار في الصيف المقبل، مشيرًا إلى أنّها مُصمّمة “للعيش جنبًا إلى جنب مع البشر في بيئات شديدة الفوضى، مثل دور الرعاية، مع الحفاظ على الأمان بفضل هيكل خارجي ناعم”.

تدريب الروبوتات على المهام اليومية

وليست اليابان وحدها في هذا المجال، فقد عرضت شركة “إكس بنغ” الصينية الأسبوع الماضي روبوتًا بملامح أنثوية أمام الإعلام في مدينة غوانجو، كأحدث نموذج للروبوتات الشبيهة بالبشر، ضمن سعيها لدخول سوق الذكاء الاصطناعي المادي.

كيف يهدد الذكاء الاصطناعي الخارق البشرية؟#تواصل@amanie_geha pic.twitter.com/TcuWJiBn0f

— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 26, 2025

وأوضح رئيس “إكس بنغ” شياو بينغ أنّ الروبوتات الصينية قادرة على المشي والرقص، لكنّها لم تُعرض بعد لتأدية مهام أكثر تعقيدًا كالعمل بالمصانع، بسبب تكاليف الصيانة المرتفعة.

وعلى عكس تطبيقات الذكاء الاصطناعي النصية مثل “تشات جي بي تي”، تحتاج الروبوتات المادية إلى التعامل مع الرؤية وفهم العلاقات الميكانية بين الأشياء. ويقول ياماموتو إن تدريب كل حركة يتطلب بين 30 و50 عرضًا توضيحيًا، لضبط العلاقة بين “الرؤية واللغة والفعل”.

وتخطط “إناكتيك” لتشغيل روبوتاتها عن بعد في دور الرعاية، لتخفيف المهام الشاقة عن الموظفين وتمكينهم من التركيز على رعاية المسنين. كما تتبع شركات مثل “وان إكس” نهجًا مماثلًا مع روبوتها المنزلي “نيو”، المزمع طرحه في الولايات المتحدة العام المقبل بسعر 20 ألف دولار.

التحديات البدنية والفجوة بين الذكاء والقدرة البدنية

وواجهت بعض الروبوتات مواقف محرجة، مثل روبوت روسي شبيه بالبشر سقط على المسرح خلال ظهوره الأول. وتصف أستاذة علم الروبوتات في كلية لندن الجامعية سارة أديلا آباد الفجوة بين قدرات الذكاء الاصطناعي للروبوتات وإمكاناتها البدنية، مؤكدة أنّ “التكيف مع الطبيعة يحتاج إلى جسد ملائم”.

مع ذلك، تستمر الاستثمارات الضخمة في الذكاء الاصطناعي المادي، حيث أعلنت “سوفت بنك” اليابانية استحواذها على شركة “إيه بي بي روبوتيكس” في مقابل 5.4 مليارات دولار، معتبرة هذا القطاع “وجهته التالية”.

ورغم المخاوف المتعلقة بتأثير الروبوتات على الوظائف البشرية، تؤكد آباد أنّ الفوارق بين البشر والروبوتات لا تزال كبيرة.

hgv,f,jhj hgafdim fhgfav>> e,vm td lsjrfg hg`;hx hghw'khud hglh]d

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

اللهم اجعلنا من أهل القرآن وخاصته