أبعاد

أحجية الدهون العنيدة.. لماذا يصعب الحصول على بطن مسطح؟

لطالما شكّلت الدهون العنيدة، تلك التي تقاوم الحميات الغذائية القاسية والتمارين الرياضية المكثفة، مصدر إحباط مستمر للكثيرين. ولا تتوقف المسألة عند حدود الرغبة في الظهور بجسم مشدود أو “مثالي”، بل تمتد لتلامس الصحة العامة، والثقة بالنفس، والشعور بالراحة في الجسد والحياة اليومية.

وبحسب موقع “صحتك”، هناك نوعان من الدهون في الجسم: الدهون الحشوية التي تتراكم حول الأعضاء الداخلية، والدهون تحت الجلد التي تتموضع تحت سطح البشرة مباشرة. وتعدّ الدهون الحشوية الأخطر صحيًا؛ إذ تزيد من احتمالات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري، كما ترتبط بارتفاع ضغط الدم، وفق موقع “ويب ميد”.

ما هي الدهون العنيدة؟

تختلف الدهون العنيدة فسيولوجيًا عن الدهون الأخرى في الجسم. فالخلايا الدهنية تحتوي على أنواع متعددة من المستقبلات التي تستجيب للإشارات الهرمونية والعصبية بطرق مختلفة، لكن في حالة الدهون العنيدة تكون مستقبلات ألفا-2 وبيتا-2 هي الأكثر تأثيرًا، بحسب موقع “سي أم آي ميديسن”.

تبطئ مستقبلات ألفا-2 عملية حرق الدهون وتعيق تفكيكها، في حين تسهم مستقبلات بيتا-2 في تسريع عملية الحرق. وتؤثر نسبة وجود هذين النوعين من المستقبلات في كل خلية دهنية على سرعة استجابة تلك الخلية لعمليات الحرق. وفي مناطق الدهون العنيدة، تكون كثافة مستقبلات ألفا-2 أعلى بكثير من مستقبلات بيتا-2، ما يجعل التخلص منها مهمة أصعب بكثير من التخلص من الدهون العادية.

ويعد الحفاظ على مستويات الأنسولين منخفضة نسبيًا من الوسائل المساعدة على تثبيط مستقبلات ألفا-2، ويمكن تحقيق ذلك من خلال اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات. ورغم أن هذا النوع من الأنظمة قد يساهم في تقليل نسبة الدهون الكلية في الجسم، فإن الدهون العنيدة تحديدًا قد تستمر في مقاومة كل هذه الجهود.

أما من ناحية الرياضة، فلا تؤدي التمارين إلى حرق الدهون في منطقة بعينها كما يعتقد كثيرون. فقد يظن البعض أن تكثيف تمارين البطن كفيل بإذابة الدهون المتراكمة حول محيط الخصر. إلا أن الحقيقة أن التمارين الرياضية ترفع إجمالًا من معدل حرق السعرات الحرارية، وعند تقليل الوارد من السعرات يُفقد الوزن من مختلف أنحاء الجسم، وليس فقط من العضلة أو المنطقة المستهدفة بالتمرين. لذلك، تبقى تمارين البطن مفيدة لبناء العضلات وتقويتها حول الجذع، لكنها لا تضمن وحدها التخلص من الدهون العنيدة في تلك المنطقة.

ويشير موقع “سي أم آي ميديسن” إلى أن بعض مناطق الجسم تميل فطريًا إلى التنحيف بوتيرة أسرع من غيرها، وهو عامل فسيولوجي لا يمكن تغييره بشكل كامل، وإن أمكن التخفيف من تأثيره عبر تحسين نمط الحياة.

تأثير الهرمونات على دهون البطن العنيدة

إلى جانب مستقبلات الخلايا الدهنية، يُرجَّح أن تلعب الهرمونات دورًا أساسيًا في التصاق الدهون العنيدة بمناطق معيّنة من الجسم، حتى عند الالتزام بنظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام.

لدى النساء مثلًا، يسهم هرمون الإستروجين في زيادة تراكم الدهون في الجزء السفلي من الجسم، مثل الوركين والأرداف والفخذين. كما يمكن لارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول، المعروف بهرمون التوتر، أن يدفع الجسم إلى تخزين المزيد من الدهون، خصوصًا في منطقة البطن.

وترتبط دهون البطن ذات المنشأ الهرموني عادةً بالدهون الحشوية. ومع التقدّم في السن، يصبح أي خلل بسيط في توازن الهرمونات عاملًا إضافيًا يعزز تراكم دهون البطن العنيدة، ويجعل التخلص منها أكثر تعقيدًا.

لا توجد وصفة سحرية واحدة للتخلص من الدهون العنيدة أو الحصول على بطن مسطح بين ليلة وضحاها، فالمسألة مرتبطة بعوامل جينية وهرمونية وغذائية ونمط حياة

وتشير التقديرات إلى أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالسمنة من الرجال، كما أن نسبة الدهون في الجسم لديهن أعلى بطبيعتها. فالمرأة ذات الوزن الطبيعي تحمل في المتوسط نحو 25% من وزنها على شكل دهون، مقابل نحو 15% لدى الرجل. وتميل النساء إلى امتلاك عدد أكبر من مستقبلات ألفا-2 في مناطق الدهون العنيدة مقارنة بالرجال.

فالدهون تحت الجلد لدى النساء في الجزء السفلي من الجسم تحتوي على مستقبلات ألفا-2 أكثر بنحو 9 إلى 10 مرات من الدهون في الجزء السفلي من جسم الرجل. ولذلك تعاني كثير من النساء من تراكم الدهون حول الوركين والأرداف والفخذين، ولا ينجحن في التخلص منها بسهولة حتى مع اتباع حميات قاسية وممارسة الرياضة بانتظام. لكن هذا النمط يعد طبيعيًا إلى حد كبير، لأن أجسام النساء مصممة بيولوجيًا لتحمل الحمل والإنجاب، والدهون الزائدة في هذه المناطق تؤدي دورًا مهمًا في هذه العملية.

تُستخدم تقنية الليزر لتفتيت الدهون تحت الجلد- غيتي

الغذاء ودهون البطن

مع كل هذه العوامل الهرمونية والفسيولوجية، يبقى النظام الغذائي عاملًا حاسمًا في انتفاخ البطن وتكدس الدهون. فوفق موقع “ويب ميد”، يعد الإفراط في تناول الأطعمة غير الصحية السبب الرئيسي لتراكم دهون البطن؛ إذ تؤدي الكميات الكبيرة من الكربوهيدرات البسيطة والدهون الضارة إلى زيادة سريعة في حجم الخصر.

بدلًا من ذلك، يُنصح بالتركيز على تناول كميات وافرة من الخضراوات الغنية بالألياف، وتقليل حصص الكربوهيدرات المكررة. كما يُفضَّل اختيار مصادر للبروتين قليلة الدهون، وتجنب الإفراط في تناول اللحوم الحمراء الغنية بالدهون المشبعة، مع الاعتماد على الدهون الصحية الموجودة في الأسماك الدهنية والمكسرات والأفوكادو والزيوت النباتية الجيدة.

التدخين والمشروبات الغازية ودهون البطن

إلى جانب مخاطره الصحية المعروفة، يرتبط التدخين أيضًا بزيادة تراكم الدهون في البطن والأحشاء. فقد أظهرت إحدى الدراسات، وفق موقع “نيوز ميديكال”، أن المدخنين معرضون أكثر لزيادة الدهون الحشوية في البطن مقارنة بغير المدخنين، حتى عند تشابه الوزن الكلي.

كما يوصي الخبراء بالتقليل قدر الإمكان من استهلاك المشروبات السكرية مرتفعة السعرات الحرارية، بما في ذلك العصائر المحلّاة ومشروبات الطاقة والمشروبات الغازية غير المخصصة للحمية. فهذه المشروبات تسهّل استهلاك كميات كبيرة من السكر من دون شعور بالشبع، ما ينعكس مباشرة على دهون البطن.

ممارسة الرياضة ودورها في حرق دهون البطن

يؤدي نقص النشاط البدني المنتظم إلى رفع احتمال تراكم الدهون حول منطقة الخصر. وتشير الإرشادات الصحية إلى أن محيط خصر الرجل لا يستحسن أن يتجاوز 101 سنتيمترًا، وألا يزيد محيط خصر المرأة على 89 سنتيمترًا، إذ ترتبط الأرقام الأعلى بمخاطر صحية أكبر.

ويمكن للمشي المنتظم والتمارين الهوائية (الكارديو) مثل الركض وركوب الدراجات والسباحة أن ترفع من معدل حرق السعرات الحرارية، وتساعد على خفض نسبة الدهون في الجسم بما فيها دهون البطن. ولا تكفي تمارين البطن وحدها في كثير من الأحيان، لذلك يُنصح بإضافة تمارين الأثقال وتمارين المقاومة إلى البرنامج الرياضي لبناء الكتلة العضلية؛ لأن زيادة العضلات تعني استهلاكًا أكبر للطاقة حتى في حالة الراحة، وبالتالي حرقًا أعلى للسعرات الحرارية على مدار اليوم.

 

تمارين عملية تستهدف دهون البطن وتساعد على تحسين محيط الخصر | من أرشيف برنامج “صباح النور”

العوامل الوراثية والتوتر وقلة النوم في تراكم دهون البطن

تؤكد مراجعات طبية عدة، من بينها ما ورد على موقع “ويب ميد”، أن العوامل الوراثية تلعب دورًا في قابلية الجسم للإصابة بالسمنة، وفي الطريقة التي يوزع بها الدهون بين أجزاء الجسم المختلفة. فبعض الأشخاص مهيأون وراثيًا لتخزين جزء أكبر من دهونهم في منطقة البطن مثلًا، وهو ما يزيد صعوبة التخلص من “الكرش” رغم الجهود المبذولة.

كما يساهم التوتر المزمن في تراكم دهون البطن؛ إذ يؤدي الإجهاد المستمر إلى ارتفاع مستويات الكورتيزول، ما يدفع الجسم للاحتفاظ بالمزيد من الطاقة على هيئة دهون، خاصة في منطقة البطن. ويأتي هنا دور نمط النوم أيضًا؛ فقلة النوم أو اضطرابه يحفّزان إفراز هرمونات التوتر ويخلّان بالتوازن الهرموني الذي ينظم الشهية والتمثيل الغذائي، ما ينعكس بدوره على شكل الجسم وحجم الخصر.

المكملات الحارقة للدهون

في مواجهة هذه التحديات، قد يلجأ البعض إلى ما يُعرف بـ”المكمّلات الحارقة للدهون”، وهي مكمّلات غذائية تحتوي على مركبات طبيعية أو صناعية يُروّج لها على أنها تساعد في فقدان الوزن وتسريع حرق الدهون.

ويشير موقع “صحتك” إلى أن هذه المكمّلات لا تجعل الخلايا الدهنية تختفي أو “تتبخر”، لكنها قد تؤثر في الوزن عبر آليات أخرى، من أبرزها:

  • زيادة معدل التمثيل الغذائي في الجسم، ما يعني حرق المزيد من السعرات الحرارية.

  • تقليل كمية الدهون التي تمتصها الأمعاء من الطعام.

  • كبح الشهية أو تقليل الإحساس بالجوع، وبالتالي خفض كمية السعرات المستهلكة يوميًا.

لكن المشكلة الأساسية أن هذه المكمّلات لا تخضع عادة لرقابة صارمة من إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA)، ما يتيح الترويج لها ولوعودها الكبيرة من دون وجود أدلة علمية كافية على فعاليتها أو سلامتها على المدى البعيد.

التوتر المزمن وقلة النوم قد يكونان من أقوى حلفاء دهون البطن، لأنهما يرفعان هرمونات التوتر ويُربكان التوازن الذي ينظّم الشهية والتمثيل الغذائي

ومن بين المكونات الأكثر شيوعًا في المكمّلات الحارقة للدهون: الكافيين، ومستخلص الشاي الأخضر، والكارنيتين، واليوهمبي، والألياف القابلة للذوبان. ويحذر الأطباء من تناول هذه المستحضرات بشكل عشوائي، لأنها قد تحتوي على مكونات أخرى غير مذكورة بوضوح، أو غير مدروسة التأثيرات.

لذلك يُنصح بالاعتماد على مصادر طبيعية وآمنة قدر الإمكان، مثل شرب كميات معتدلة من الشاي والقهوة، وزيادة تناول الأطعمة الغنية بالألياف والبروتينات، لما لها من دور في تعزيز الشعور بالشبع ودعم عملية التمثيل الغذائي وحرق الدهون بشكل طبيعي ومتوازن.

تقنيات إزالة الدهون العنيدة

أمام صعوبة التخلص من الدهون العنيدة لدى بعض الأشخاص، قد يكون الخيار هو اللجوء إلى أساليب طبية وجراحية للحصول على نتائج أسرع وأكثر وضوحًا.

من أبرز هذه الأساليب عملية شفط الدهون، حيث يُدخل الجرّاح أنبوبًا رفيعًا (كانولا) إلى مناطق تراكم الدهون من خلال شقوق صغيرة في الجلد، ثم تُشفط الخلايا الدهنية عبر جهاز خاص. وتُستخدم هذه العملية لنحت مناطق معينة من الجسم، لكنها لا تعد علاجًا للسمنة بحد ذاتها، بل وسيلة لتعديل الشكل بعد فقدان جزء من الوزن أو عند ثباته.

ولمن يعانون من انتفاخات دهنية محدودة في مناطق بعينها، ويرغبون في تجنب الجراحة، ظهرت خيارات غير جراحية مثل تقنية “CoolSculpting” التي تعتمد على إزالة الخلايا الدهنية عن طريق تجميدها. في هذه التقنية تُعرّض المنطقة المراد علاجها لدرجات حرارة منخفضة تسبب تبلور الخلايا الدهنية وموتها تدريجيًا، ثم يتولى الجسم لاحقًا معالجة هذه الخلايا الميتة والتخلص منها بشكل طبيعي، ما يمنح مظهرًا أنحف للمنطقة المعالَجة دون جراحة.

تتنوع أساليب إزالة الدهون بين التقنيات الجراحية وغير الجراحية- غيتي

كما توجد تقنية تقليل الدهون بالليزر التي تعمل على تفتيت الدهون تحت الجلد باستخدام حرارة موجهة بدقة. يُمرر طول موجي محدد من أشعة الليزر عبر الجلد نحو الأنسجة الدهنية، فيسخّنها حتى تبدأ الخلايا الدهنية بالتحلل، بينما تساعد آلية التبريد المستمرة في حماية سطح الجلد من الاحتراق أو التلف. ويعرف الاسم التجاري الشائع لهذه التقنية غير الجراحية باسم “SculpSure”، بحسب المجلس الأميركي لجراحة التجميل.

ومن الأساليب غير الجراحية أيضًا حقن حمض الديوكسيكوليك للتخلص من التكتلات الدهنية الموضعية. فحمض الديوكسيكوليك مادة طبيعية موجودة في الجسم تساعد على تكسير الدهون لتسهيل هضمها. وعند حقنه في منطقة معينة، يعمل على إذابة الخلايا الدهنية التي يلامسها، ما يؤدي إلى تقليل حجم التجمعات الدهنية بشكل موضعي. ويعدّ منتج “كيبيلا” (Kybella)، المعروف سابقًا باسم ATX-101، الشكل الوحيد المعتمد من إدارة الغذاء والدواء الأميركية لحمض الديوكسيكوليك القابل للحقن، ويستخدم بفعالية لتقليل مظهر الذقن المزدوجة.

الموجات فوق الصوتية والضوء الأحمر لتقليل الدهون

من بين التقنيات غير الجراحية الأخرى، تقليل الدهون بالموجات فوق الصوتية، حيث تُستخدم موجات صوتية عالية التركيز لتفتيت جدران الخلايا الدهنية في المنطقة المستهدفة. يؤدي ذلك إلى إطلاق الدهون المخزنة داخل هذه الخلايا، ليعاد استقلابها في الجسم والتخلص منها تدريجيًا، ما يقلل من حجم الرواسب الدهنية دون الإضرار بالأنسجة المحيطة.

أما العلاج بالضوء الأحمر فيعد من أحدث الأساليب التي حصلت على اعتماد إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) لتقليل الدهون بشكل غير جراحي. ويعتمد هذا الأسلوب على تقليص حجم الخلايا الدهنية تحت الجلد بدلًا من إزالتها أو تدميرها بالكامل.

يعمل ما يعرف بالتحلل الضوئي للدهون (Photobiomodulation) أو “العلاج بالضوء الأحمر” على تمرير أطوال موجية محددة من الضوء عبر الجلد باستخدام مصابيح أو أجهزة متخصصة. يحفّز هذا الضوء بعض الخلايا الدهنية على تكوين فتحات صغيرة في غشائها، ما يسمح بخروج جزء من محتوياتها إلى خارج الخلية، فتتقلص في الحجم. وبمعاودة تكرار الجلسات، يمكن ملاحظة انخفاض تدريجي في سماكة طبقة الدهون تحت الجلد في المنطقة المعالَجة.

بين العلم والصبر.. كيف نواجه الدهون العنيدة؟

لا توجد وصفة سحرية واحدة للتخلص من الدهون العنيدة أو الحصول على بطن مسطح بين ليلة وضحاها. فهذه المشكلة ترتبط بمجموعة معقدة من العوامل: جينية، وهرمونية، وغذائية، ونفسية، ونمط حياة.

لكن فهم الآليات التي تتحكم في تراكم هذه الدهون – من مستقبلات الخلايا والهرمونات، إلى نوعية الطعام، وكمية الحركة، ومستوى التوتر والنوم – يمكن أن يساعد على التعامل معها بواقعية وصبر.

من خلال الجمع بين نظام غذائي متوازن، ونشاط بدني منتظم، وإدارة للتوتر، ونوم كافٍ، والتفكير بعناية في جدوى المكمّلات أو الإجراءات الطبية عند الحاجة، يمكن تحقيق نتائج ملحوظة على المدى المتوسط والبعيد، وتقليل الدهون العنيدة بما ينعكس إيجابًا على الصحة والمظهر العام معًا.

Hp[dm hg]i,k hgukd]m>> glh`h dwuf hgpw,g ugn f'k ls'p?

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ