قال الإعلامي باسم يوسف: “هناك جيل جه من أمريكا وأوروبا من زمان، وكان منغمس جدا فى أنه ياكل عيش ويقوي حياته، والأجيال دي لم تكن متداخلة فى السياسة، طلع gen z بص على جيل أهله الخاضع أو القبول أن الغرب متقدم أكثر مننا، لم يعد يقبل هذا الموقف”. وأضاف يوسف خلال لقائه ببرنامج “كلمة أخيرة” المذاع عبر فضائية “on”: “لما طلعت مع بيرس مورغان هذا الأمر أتكسر قليلا، وأعتقد أن ناس كتير حست أن فيه حد كبير بيتحدث بصوتهم ويقول للغرب نفس الكلام اللي عايزين يقولوا”. وتابع: “الكوميديا زى الأوبن بوفيه فيه كذا أكلة وكذا طعم، واللي بيضحك فيها هم الجنس والدين والسياسة، وعارف أني ساعات بكسر شوية حدودي بس الكوميديا أحيانا بتكون كدا، ولما طلعت فى البرنامج كنت بنوه عن كدا، وبعمل الكوميديا اللي بتعجبني ساعات بيكون فيها ألفاظ أو إيحاءات أو أراء سياسة لا تعجب الناس، ودي تكون سلعة تاخدها أو متاخدهاش خالص”.

في إطار هذا الطرح، يرى يوسف أن التغير في أذواق الأجيال الجديدة، خاصة جيل Z، يعيد تشكيل حدود الكوميديا ويجعلها أقرب إلى محاكاة الواقع من دون تجريد. هذا التطور في ما يُقبل وما يُرفض يعكس نقاشاً أوسع حول حرية التعبير ومسؤولية الفنانين في مواجهة جمهور متنوع، ليس فقط في مصر بل في العالم العربي والعالم أجمع.

يضيف حديثه أن الكوميديا تشبه بوفيهاً مفتوحاً يضم نكهات متعددة، بعضها يفضله جمهور ما ويرفضه آخرون، وبعضها قد يثير جدلاً طويلاً أو يلامس قضايا حساسة مثل الجنس والدين والسياسة. وهو يؤكد أن الحرية في الفن قد تأتي مع حدود ينبغي إدارتها بحذر، وأن الاختيار الفني أحياناً يفرض مخاطرة وقراراً شخصياً بشأن ما يُقدَّم للجمهور.

وفي سياق التفاعل الجماهيري، تبرز أسئلة حول ما إذا كان المقصود بالجرأة هو الإضحاك وحده أم أيضاً فتح باب النقاش حول قضايا جوهرية. بعض الجمهور يرحب بالجرأة وبإعادة قراءة المفردات الفنية، فيما يخشى آخرون من مقاربة قد تؤدي إلى استقطاب حاد. وبين هذا وذاك، يظل يوسف يوازن بين شغفه الفني ومتطلبات المنصات التي يبث منها،مختاراً في كثير من الأحيان ما يراه مناسباً لرسالته الفنية ولمشاعر جمهوره.

يختتم باسم يوسف حديثه بالتأكيد على أن الكوميديا تظل فناً يملك بين طياته قدرة الترفيه والانتقاد والتوجيه، مع الإبقاء على قدر من المسؤولية تجاه المجتمع. فالإبداع الحر لا يعني الفوضى، وإنما يدفع الفنان الدارج في فضاء عام إلى تجربة جديدة مع مراعاة تبعاتها، بما يحافظ على وجوده كصوت مسؤول في زمن التغير المستمر.