إصابة خطيرة لضابط إسرائيلي خلال تبادل نار في غزة مع حماس

كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أن ضابطاً من جيش الاحتلال الإسرائيلي أصيب بجروح بالغة خلال اشتباك محدود في مدينة غزة مع عناصر من حركة حماس. وأوضح المتحدث باسم الجيش أن القوة رصدت أثناء القتال في غزة مجموعة من المسلحين يطلقون النار عليهم، فجرى تمشيط ميداني وتتبّع قصير، انتهى بإسقاط المجموعة المسلحة في تبادل إطلاق نار مباشر. كما أشار إلى أن الضابط القتالي المنتمي إلى كتيبة شاكيد في لواء جفعاتي أصيب بجروح بالغة خلال المعركة، ونُقل إلى المستشفى وأُبلغت عائلته. وفي وقت سابق، ذكرت قناة القاهرة الإخبارية في نبأ عاجل سقوط 20 شهيداً بنيران جيش الاحتلال في القطاع منذ فجر اليوم، بينهم 15 في مدينة غزة. وفي تطور موازٍ، أكد وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول أن الهجوم الإسرائيلي على مدينة غزة مسار خاطئ، ودعا إلى بدء عملية حل الدولتين مع الفلسطينيين، مع الإبقاء على آمال بلاده في تحقيق السلام عبر تفاوض طويل ومضني. كما صرح بأن ألمانيا تعمل على إقامة دولة فلسطينية ودعم حل الدولتين، مع التأكيد على أن الحل القائم على التفاوض هو السبيل نحو عيش الإسرائيليين والفلسطينيين في سلام وأمن وكرامة. وشدد على أن ما تحتاجه المنطقة الآن وقف فوري لإطلاق النار، ومزيد من المساعدات الإنسانية لسكان غزة، والإفراج الفوري وغير المشروط عن الرهائن. وفي مقابل ذلك، أوضح أن ذلك يجب أن يتحقق عبر المفاوضات وقال: لا ينبغي لأحد أن ينتهج سياسة فرض الإرادة بأي ثمن.. يبقى طريق التفاهم والتسوية والمفاوضات الطريق الوسطي الصعب والمرهق. لكننا نؤيد هذا الطريق. ويعتزم فاديفول المشاركة في مؤتمر تنظمه السعودية وفرنسا حول تعزيز حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين بعد ظهر اليوم، وذلك قبل بدء مناقشات الجمعية العامة للأمم المتحدة غداً الثلاثاء.

في غزة، يتزايد القلق بين السكان مع استمرار الحديث عن التصعيد، حيث وصل فريق من الأطباء في المستشفيات إلى صدمة أعداد المصابين وتزايد الحالات الحرجة، فيما تتواصل المحاولات لتوفير الأوكسجين والدم للمصابين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية للمتضررين. يقول سكان محليون إن حياة المدنيين باتت على المحك مع ارتفاع أعداد المصابين وتضرر البنية التحتية الأساسية. وتُعَزِّز هذه التطورات مخاوف المجتمع الدولي من تدهور الوضع الإنساني في القطاع والتأثير على مهل الإغاثة.

من جهة أخرى، دعت منظمات دولية إلى وقف فوري لإطلاق النار وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وتخفيف المعاناة اليومية للسكان، مع الإبقاء على قنوات للحوار بين الأطراف المعنية. وفي سياق متصل، فتحت القنوات الدبلوماسية بين العواصم مسارات جديدة للنقاش حول آفاق حل الدولتين كإطار للبحث عن حل سياسي يضمن الأمن والاستقرار للجميع، في محاولة لتخفيف حدة التوتر وتيرته في المنطقة. وتأتي هذه الدعوات في وقت يسعى فيه المجتمع الدولي لتهيئة بيئة مناسبة لاستئناف مفاوضات جادة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

أما وجهة النظر الأوروبية، فقد أخذت منحىً يؤكد أهمية التفاوض وتبني حل الدولتين كإطار للسلام المستدام، مع التأكيد على ضرورة وقف التصعيد وإيصال المساعدات وحماية المدنيين. وبالتوازي، استمر الحديث عن مسار تفاوضي طويل يهدف إلى إنهاء حالة الحرب وتحقيق تسوية سياسية مقبولة للجميع، وهو ما يعزز الحاجة إلى دعم دولي متواصل لمساعي الاستقرار. وفي مؤتمر رفيع المستوى تنظمه السعودية وفرنسا حول تعزيز حل الدولتين، من المقرر أن يشارك وزير الخارجية الألماني لمتابعة مسار السلام وتبادل الرؤى مع شركاء دوليين قبل بدء مناقشات الجمعية العامة للأمم المتحدة.