غرق خيام النازحين.. “حماس” تطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في غزة

طالبت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” اليوم الجمعة، المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية إزاء الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، مع حلول فصل الشتاء وغرق خيام النازحين.
واجتاحت مياه الأمطار مئات خيام النازحين ومراكز الإيواء اليوم الجمعة، ما زاد من تفاقم الوضع المأساوي الناجم عن عامين من حرب الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل بحق الفلسطينيين.
حماس تدعو لوقف التدهور الإنساني
وقال المتحدث باسم الحركة حازم قاسم في بيان، إنّ الكارثة المتصاعدة في قطاع غزة بعد تساقط الأمطار على الخيام المهترئة والبيوت المدمرة، تضع “كل المجتمع الدولي أمام مسؤولية أخلاقية وإنسانية وقانونية غير مسبوقة في تاريخها”.
واعتبر استمرار حالة العجز التي تضرب المنظومات العربية والإسلامية والدولية عن إغاثة غزة في ظل هذه الكارثة، بمثابة إغراء “للاحتلال بتشديد حصاره على القطاع وزيادة معاناة أهله بشكل كارثي”.
ورغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار منذ 10 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إلا أنّ واقع المعيشة لفلسطينيي غزة لم يشهد تحسنًا، في ظل القيود المشددة التي تفرضها إسرائيل على دخول شاحنات المساعدات، منتهكة بذلك البروتوكول الإنساني من الاتفاق.
ويعيش النازحون واقعًا مأساويًا بسبب انعدام مقوّمات الحياة، وصعوبة الوصول إلى مستلزمات أساسية، ونقص تقديم الخدمات الحيوية بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي.
تلف الخيام وانهيار البنى التحتية
ويتّخذ معظم هؤلاء النازحين من الخيام التالفة مأوى لهم، فيما قدّر المكتب الإعلامي الحكومي نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي، أنّ نسبة الخيام التي لم تعد صالحة للإقامة في القطاع بلغت نحو 93 في المئة، بواقع 125 ألف خيمة من أصل 135 ألفًا.
وعلى مدار نحو عامين من الإبادة الجماعية، تضرّرت عشرات آلاف الخيام بفعل القصف الإسرائيلي الذي أصابها بشكل مباشر أو استهدف محيطها، فيما اهترأ بعضها بسبب عوامل الطبيعة من حرارة الشمس المرتفعة صيفًا والرياح شتاء.
الدفاع المدني يحذر من غرق خيام النازحين
وفي هذا الإطار، أعلن جهاز الدفاع المدني بقطاع غزة اليوم الجمعة، أنّ مئات من خيام النازحين الفلسطينيين غرقت بسبب مياه الأمطار.
وتتأثّر فلسطين بمنخفض جوي مصحوب بكتلة هوائية باردة نسبيًا إلى باردة وبأمطار غزيرة مصحوبة بعواصف رعدية أحيانًا، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية “وفا” عن دائرة الأرصاد الجوية.
وأضاف المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل في كلمة مصورة: “مع أول هطول للأمطار بغزة فجر الجمعة، تعرضت مئات الخيام للغرق خاصة في مدينة غزة”، في أوضاع وصفها بـ”الكارثية”.
وأوضح أنّ الطواقم رصدت غرق خيام في مدينة غزة، بمن فيها وبمقتنيات المواطنين وملابسهم التي انتشلوها في أوقات سابقة من تحت ركام منازلهم المدمرة.
مخاطر انهيار المنازل مع فصل الشتاء
ووسط هذا الواقع المأساوي، قال بصل إنّ النازحين لا يعرفون أين يذهبون في ظل نقص مراكز الإيواء وسط الدمار الهائل الذي خلفته إسرائيل على مدار عامين من الإبادة.
ووفق أحدث معطيات المكتب الإعلامي الحكومي، فإنّ الإبادة الإسرائيلية تسبّبت بتدمير 90 بالمئة من البنى التحتية المدنية في القطاع، بخسائر أولية تقدر بنحو 70 مليار دولار.
وأفادت المعطيات بأنّ إسرائيل دمّرت 268 ألف وحدة سكنية بشكل كامل، و148 ألف وحدة بشكل بليغ غير صالح للسكن، و153 ألفًا بشكل جزئي.
وحذّر بصل من مخاطر الإقامة في منازل آيلة للسقوط في ظل تساقط الأمطار، خشية غرقها وانهيارها.
ومنذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار بغزة حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، فضّل آلاف الفلسطينيين العيش في منازلهم المدمّرة جزئيًا أو على أنقاض منازلهم المدمرة، في ظل انعدام توفّر البدائل خاصّة البيوت المتنقلة.
وبفعل المنخفض الجوي، أشار بصل إلى حالة نزوح داخلية يشهدها القطاع يبحث خلالها الفلسطينيون عن مأوى آمن يقي برد ومطر الشتاء.
وطالب العالم بالوقوف أمام مسؤولياته أمام الجريمة البشعة والمتمثلة في “عدم إبقاء أي مكان أو مركز إيواء آمن يلجأ إليه الفلسطينيون”.



