يعتبر تأهل المنتخب المصري لكأس العالم 2026 إنجازًا يضاف إلى سجل الرياضة المصرية، خاصة بعد سلسلة من التحديات التي واجهها الفراعنة خلال التصفيات الإفريقية. فالفوز الأخير على غينيا بيساو، بهدف وحيد في مباراة كانت من أصعب المواجهات، أكد أن الإرادة والتخطيط الجيد يحققان النتائج المرجوة. كان الهدف في الدقيقة العاشرة، حين نفذ زيزو ركلة ركنية مميزة، ومهدت الطريق لمحمد حمدي لتسديد الرأسية التي سكنت الشباك، ليحسم التأهل ويشعل أجواء الاحتفالات في مصر. نجاح المنتخب في تصدر المجموعة الأولى برصيد 26 نقطة من أصل 10 مباريات، مع تحقيق ثمانية انتصارات وتعادلين، من دون أن يتعرض لأي هزيمة، يدل على قوة الأداء وتماسك الفريق خلال التصفيات.

في الوقت الذي يشعر فيه الكثيرون بالفخر لهذا الإنجاز، يرى البعض الآخر أن المهم في المرحلة القادمة هو التركيز على تطوير الأداء، والاستعداد جيدًا للبطولات القادمة، خاصة كأس الأمم الإفريقية التي ستستضيفها المغرب. ياسر ريان، نجم الأهلي السابق، أكد أن هناك فرصة ذهبية أمام الجهاز الفني بقيادة حسام حسن لتجهيز فريق قوي قادر على التتويج باللقب الإفريقي، والذي يعد بمثابة الطريق لتحقيق الإنجازات الأكبر على المستويين القاري والعالمي. وسلط الضوء على أن التركيز الآن يجب أن ينصب على تكوين قائمة مناسبة، تجمع بين الخبرة والشباب، لتمثيل مصر بأفضل صورة ممكنة، خاصة مع اقتراب المنافسات القارية.

وفي سياق متصل، تأتي هذه الأهداف ضمن استراتيجية طويلة الأمد لتنمية الكرة المصرية، والتي تحتاج إلى استثمار في المواهب الوطنية وتوفير بيئة مناسبة للتطوير. إذ أن التأهل للمونديال وهو الحدث الأكبر في كرة القدم، يتطلب معه أن نضاعف جهودنا لكي نحقق نتائج ملموسة على الصعيد القاري، وأن نستفيد من الخبرات والتقنيات الحديثة لتعزيز مستوى لاعبي المنتخب. لا شك أن تجارب الماضي وتحدياته، بما فيها الفشل أو الانتصارات الصغيرة، تظل دروسًا قيمة تُمهد الطريق نحو النجاحات الكبرى.

أما في الوقت الراهن، فالمسؤولية تقع على عاتق الجهاز الفني والجماهير أيضاً، بحيث يكون التكاتف من أجل دعم الفريق وتحفيزه، خاصة أن المواجهة أمام الأندية الكبرى ستتطلب جاهزية عالية. تفاؤل الجماهير وتوقعاتهم تزداد مع كل خطوة ناجحة، وهو ما يفرض على المنتخب أن يكون في أهب الاستعداد للمنافسات القادمة، وأن يحول فرحة التأهل إلى دافع لتحقيق المزيد من الألقاب. النجاح في المونديال هو الهدف الأسمى، لكنه لا يتحقق إلا بالإصرار والاستمرارية في العمل الجاد.

وفي ظل ذلك، يسعى مسؤولو الكرة المصرية لتوفير كل أدوات النجاح من تحضيرات وتدريبات وأجهزة فنية حديثة، لما بعد مرحلة التصفيات. فتصدر المجموعة وإتمام التأهل خطوة مهمة، لكن الوصول بعيداً في البطولة يحتاج إلى استثمار أكبر على مستوى اللاعبين والأجهزة المعاونة. يبقى الطموح أن تثمر جهود هذا الجيل من اللاعبين عن إنجازات تاريخية، تجسد تطور الكرة المصرية، ويخلد اسمها في سجل البطولات العالمية. فهل ينجح المنتخب في أن يحقق حلم الجماهير ويُتوج بتلك القمة الأفريقية، قبل أن ينعطف نحو العالمية؟