اعتراف بلا شرعية.. الغضب الدولي من خطوة إسرائيل تجاه “صومالي لاند”.. ورفض عربي قاطع لأي مخططات لتهجير الفلسطينيين

في ظل تصاعد الجدل الإقليمي والدولي عقب إعلان إسرائيل اعترافها الأحادي بما يسمى بـ”صومالي لاند”، اتسعت دائرة الانتقادات والغضب السياسي تجاه هذه الخطوة التي اعتبرتها أطراف عربية ودولية تجاوزًا خطيرًا لقواعد النظام الدولي، وانتهاكًا صريحًا لمبادئ السيادة ووحدة أراضي الدول المعترف بها.
ولم يقتصر الأمر على البعد القانوني فحسب، بل امتد ليطرح تساؤلات كبرى حول دوافع هذا التحرك وتوقيته، وما يحمله من رسائل سياسية تتقاطع مع تطورات المشهد في البحر الأحمر والقرن الإفريقي، في منطقة شديدة الحساسية تشهد تنافسًا إقليميًا ودوليًا متزايدًا.
وتزايدت المخاوف من التداعيات المحتملة لهذه الخطوة على استقرار الإقليم، وما قد تفتحه من مسارات لإعادة إنتاج سيناريوهات التقسيم وإضفاء الشرعية على الكيانات الانفصالية، إلى جانب الربط بين هذه التحركات ومحاولات طرح تصورات مرفوضة دوليًا بشأن تهجير سكان قطاع غزة خارج أراضيهم.
وهي تطورات قوبلت بمواقف حاسمة من مصر وعدد من الدول العربية والإفريقية، إلى جانب تأكيدات المجتمع الدولي الرافضة لأي إجراءات تمس وحدة الأراضي الصومالية أو تنتقص من حقوق الشعب الفلسطيني، بوصفها مساسًا مباشرًا بأمن المنطقة واستقرارها وبمبادئ الشرعية الدولية.
أستاذ سياسة: لا شرعية للاعتراف الإسرائيلي بصومالي لاند.. والعالم يرفض محاولات تهجير سكان غزة
قال استاذ السياسة كمال ريان في تصريحات خاصة لموقع مصر اليوم إن الخطوة الإسرائيلية الخاصة بالاعتراف بما يسمى بـ”صومالي لاند” قوبلت باستهجان دولي واسع، سواء من مصر والدول العربية أو من مختلف دول العالم، مؤكدًا أن هذا الموقف يتعارض مع مبادئ القانون الدولي ومع الإجماع العربي والدولي الرافض للاعتراف بأي إقليم انفصالي داخل دولة عضو بالأمم المتحدة، لما يمثله ذلك من انتهاك صريح لمبدأ السيادة ووحدة الأراضي.
إشعال التوتر في منطقة القرن الإفريقي
وأكد ريان أن هناك مخاوف حقيقية من أن يؤدي هذا القرار إلى إشعال التوتر في منطقة القرن الإفريقي، وإلى انعكاسات سلبية على الأمن الإقليمي في البحر الأحمر والشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن إسرائيل اتخذت هذا القرار منفردة دون أي دعم دولي، وهو ما يثير علامات استفهام كبيرة حول دوافعها وأهدافها من هذه الخطوة.
رغبة إسرائيلية في تهجير الفلسطينيين
وقال إن بعض التسريبات الإسرائيلية تحدثت عن أن الاعتراف جاء مقابل قبول ما يسمى بـ”صومالي لاند” استقبال عدد من سكان غزة، موضحًا أن هذه التسريبات تعكس رغبة إسرائيلية في البحث عن أي منفذ لتهجير الفلسطينيين بعد فشل محاولاتها السابقة، إلا أنه شدد في المقابل على أن هذه المحاولات ستفشل في ظل رفض فلسطيني قاطع لمغادرة الأراضي، إلى جانب موقف مصري وعربي حاسم، ورفض دولي واسع لأي مخططات تهجير.
وأكد ريان أن موقف الصومال كان واضحًا وقويًا برفض الاعتراف الإسرائيلي، والتأكيد على وحدة أراضي الدولة الصومالية، مثلما كان الموقف المصري واضحًا في رفض هذه الخطوة والتشديد على رفض أي محاولات لتهجير سكان قطاع غزة.
وأشار إلى أن الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي والعديد من دول العالم ومن بينها الولايات المتحدة لم تعترف بما يسمى “صومالي لاند”، بل صدرت بيانات قوية ترفض هذا المسار وتؤكد الالتزام بوحدة الدولة الصومالية.
واختتم كمال ريان تصريحاته بالتأكيد على أن الاعتراف الإسرائيلي لا يمثل أي قيمة سياسية أو قانونية، ولا يفتح الطريق أمام أي اعتراف دولي بالإقليم، واصفًا إياه بأنه موقف إسرائيلي منفرد ومحاولة للبحث عن مكاسب في منطقة حيوية، غير أنها على حد تعبيره “محاولة ستبوء بالفشل في ظل الرفض العربي والدولي الواسع”.



