أبعاد

هرمون التوتر وأكثر.. لماذا عليك الحفاظ على ثبات مستويات الكورتيزول؟

مع تسارع وتيرة الحياة وتزايد الضغوطات اليومية في البيئات العملية والاجتماعية على حد سواء، يحذّر اختصاصيو التغذية والأطباء من ارتفاع هرمون “الكورتيزول” وتأثيره السلبي في جسم الإنسان.

ورغم أن الكورتيزول يُعرَف باسم “هرمون التوتر”، فإنه يؤدي عددًا لا يُحصى من العمليات الفسيولوجية الأساسية في الجسم، لا تقتصر على إدارة استجابة الجسم للتوتر.

والكورتيزول هو هرمون غلوكوكورتيكويدي، وهو نوع من الهرمونات الستيرويدية التي تُفرزها الغدد الكظرية الموجودة فوق الكليتين. يشارك في تنظيم استقلاب الجلوكوز والتحكم في الالتهاب، بالإضافة إلى تنظيم دورة النوم واليقظة ووظائف الجهاز المناعي، وفق موقع “كليفلاند كلينك”. ويُعد الحفاظ على مستويات ثابتة من الكورتيزول أمرًا أساسيًا لصحة الإنسان.

لماذا يعد الكورتيزول هرمون توتر؟

يلعب الكورتيزول دورًا رئيسيًا في إدارة استجابة الجسم للتوتر، إذ تفرز الغدد الكظرية هذا الهرمون عند التعرض لأيٍّ من أنواع التوتر الحاد قصير المدى، أو التوتر المزمن طويل المدى، أو التوتر الناتج عن الصدمة.

وخلال أوقات التوتر، يُفرز الجسم الكورتيزول بعد إفراز هرمونات “القتال أو الهروب”، مثل الأدرينالين، وذلك للمحافظة على بقاء الفرد في حالة تأهّب قصوى. كما يُحفّز الكورتيزول إطلاق الغلوكوز (السكر) من الكبد، مما يوفر طاقة سريعة خلال أوقات التوتر.

لكن التعرض لضغط مستمر يُعطّل أهمّ وظائف الجسم، ما قد يؤدي إلى عدد من المشاكل الصحية، منها:

  • القلق والاكتئاب

  • الصداع

  • أمراض القلب

  • مشاكل الذاكرة والتركيز

  • مشاكل الهضم

  • اضطرابات النوم

  • زيادة الوزن

الكورتيزول وتنظيم الأيض

يؤثر الكورتيزول في جميع أجهزة الجسم تقريبًا، إذ يساعد في تنظيم العديد من الوظائف الرئيسية، ومنها تنظيم عملية الأيض ومستويات السكر في الدم.

ويشير مصطلح “الأيض” إلى العمليات الكيميائية التي تسمح للجسم بالعيش والقيام بوظائفه، حيث تحدث آلاف العمليات الأيضية في جميع الأوقات.

ينظم هرمون الكورتيزول مستويات ضغط الدم- غيتي

وفي عملية الأيض، يساعد الكورتيزول في تنظيم كيفية استخدام الجسم للغلوكوز للحصول على الطاقة، إذ يُحفّز البنكرياس على خفض الأنسولين وزيادة الغلوكاغون. فالأنسولين يخفّض مستوى الغلوكوز (السكر) في الدم، بينما يرفعه الغلوكاغون.

كما يؤثر الكورتيزول في أنسجة الجسم الأخرى ويتحكم في استهلاكها للغلوكوز، بما في ذلك: الأنسجة الدهنية (دهون الجسم) والكبد والعضلات، وذلك بالتوازي مع دوره في كبح الالتهاب.

ففي دفعات قصيرة، يمكن للكورتيزول أن يعزّز المناعة عن طريق الحد من الالتهاب. ولكن إذا كانت مستويات الكورتيزول مرتفعة باستمرار، فقد يعتاد الجسم عليه، ما قد يؤدي إلى الالتهاب المزمن وضعف جهاز المناعة.

تنظيم ضغط الدم

ينظّم الكورتيزول أيضًا ضغط الدم، رغم أن الآلية الدقيقة التي يعتمدها في ذلك لا تزال غير واضحة. لكن ارتفاع مستويات الكورتيزول يمكن أن يسبب ارتفاع ضغط الدم، فيما يسبب انخفاض مستوياته عن المعدل الطبيعي انخفاضًا في ضغط الدم.

ويبدو أن الكورتيزول يضبط إيقاع الساعة البيولوجية وكيفية استيقاظ الجسم. ففي المساء، وعند النوم، تكون مستويات الكورتيزول منخفضة لدى معظم الناس، وتبلغ ذروتها في الصباح قبل الاستيقاظ مباشرة.

آلية إفراز الكورتيزول

ووفق موقع “صحتك”، يتمتع الجسم بنظام مُعقّد لتنظيم مستويات الكورتيزول. ويتحكم كلٌّ من المهاد، وهو منطقة صغيرة في الدماغ تشارك في تنظيم الهرمونات، والغدة النخامية الموجودة أسفل الدماغ، في إنتاج الكورتيزول في الغدد الكظرية.

وعندما ينخفض مستوى الكورتيزول في الدم، يُفرز المهاد هرمونًا مُطلقًا للكورتيكوتروبين (CRH)، الذي يوجّه بدوره الغدة النخامية لإنتاج هرمون قشر الكظر (ACTH). ويحفّز هذا الأخير الغدد الكظرية على إنتاج الكورتيزول. ويؤدي عمل المهاد والغدة النخامية المتناسق إلى الحفاظ على مستويات مستقرة من الكورتيزول.

ويمكن قياس مستوى الكورتيزول من خلال فحص عينة من الدم. ووفق “صحتك”، فإن مستوى الكورتيزول الطبيعي في الدم هو: بين 10 و20 ميكروغرامًا لكل ديسيلتر من الساعة 6 صباحًا إلى الساعة 8 صباحًا، ومن 3 إلى 10 ميكروغرامات لكل ديسيلتر حوالي الساعة 4 مساءً.

متلازمة كوشينغ

يؤدي ارتفاع مستويات الكورتيزول لفترة طويلة إلى حالة تُسمى متلازمة كوشينغ، وفق موقع “ميدلاين بلاس”. وتتنوع الأسباب التي تؤدي إلى هذه المتلازمة، ومنها:

  • تناول أدوية الهرمونات الاصطناعية لعلاج الالتهابات.

  • الأورام في الغدة النخامية أو الغدد الكظرية التي تُنتج هرمونات قد تسبب إفراز الجسم كمياتٍ زائدة من الكورتيزول.

وتشمل أعراض متلازمة كوشينغ:

  • زيادة الوزن

  • سمنة الجزء العلوي من الجسم

  • نحافة الذراعين والساقين

  • الإرهاق الشديد وضعف العضلات

  • ارتفاع ضغط الدم

  • ارتفاع سكر الدم

  • ظهور الكدمات

  • فرط نمو الشعر

  • هشاشة العظام وزيادة قابلية الكسور

أسباب انخفاض مستويات الكورتيزول

في المقابل، يعاني البعض من انخفاض مستويات الكورتيزول عن المعدل الطبيعي، ويُطلق الأطباء على هذه الحالة اسم قصور الغدة الكظرية. ووفق موقع “كليفلاند كلينك”، هناك نوعان من قصور الغدة الكظرية: الأوّلي والثانوي.

تشمل أعراض متلازمة كوشينغ زيادة الوزن- غيتي

يحدث قصور الغدة الكظرية الأوّلي غالبًا عندما يهاجم جهاز المناعة الغدد الكظرية، ويُسمى ذلك مرض أديسون. وقد تؤدي العدوى أو فقدان الدم في أنسجة الغدد الكظرية أيضًا إلى نقص الكورتيزول.

أما قصور الغدة الكظرية الثانوي فيحدث في حال وجود قصور في الغدة النخامية أو ورم فيها، إذ يمكن أن تحدّ هذه الحالات من إنتاج هرمون قشر الكظر (ACTH)، مما يحد بدوره من إنتاج الكورتيزول. كما يمكن أن تنخفض مستويات الكورتيزول بعد التوقف المفاجئ عن العلاج بالكورتيكوستيرويدات.

ما هي أعراض انخفاض مستويات الكورتيزول؟

وفق موقع “ويب ميد”، تشمل أعراض انخفاض مستويات الكورتيزول، أو قصور الغدة الكظرية:

  • تغيّر في لون البشرة، مثل اسمرار الندوب وطيات الجلد

  • التعب المستمر

  • ضعف العضلات

  • الإسهال والغثيان والقيء

  • فقدان الشهية والوزن

  • انخفاض ضغط الدم

تنظيم مستوى الكورتيزول

وبحسب موقع “صحتك”، فإن متلازمة كوشينغ أو قصور الغدة الكظرية يستدعيان تدخّلًا طبيًا، حيث تتنوع سبل العلاج من تناول الأدوية إلى الأساليب الجراحية.

لكن اتباع نمط حياة صحي قد يساعد في تنظيم مستويات هرمون الكورتيزول، ويشمل ذلك:

  • النوم الجيد، إذ يمكن أن تؤدي مشاكل النوم المزمنة، مثل الأرق أو العمل في نوبات ليلية، إلى ارتفاع مستويات الكورتيزول.

  • ممارسة الرياضة، حيث يساعد النشاط البدني المنتظم على تحسين جودة النوم وتقليل التوتر.

  • ممارسة تمارين التنفس العميق، إذ يساعد التنفس المتحكَّم فيه على تحفيز الجهاز العصبي الباراسمبثاوي، وهو نظام “الراحة والهضم”، مما يساعد على خفض مستويات الكورتيزول.

  • الضحك، فهو يعزّز إطلاق الإندورفين ويكبح الكورتيزول.

  • الترفيه عن النفس، إذ يعزّز الشعور بالراحة ويقلّل التوتر.

  • الابتعاد عن العلاقات المؤذية التي تؤدي إلى التوتر.

ivl,k hgj,jv ,H;ev>> glh`h ugd; hgpth/ ugn efhj lsj,dhj hg;,vjd.,g?

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين