أحمد عز.. عرّاب التوريث: نهوض بعد سقوط وعودة “مقيّدة” في زمن السيسي

كان الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري تاريخيًا في القاهرة. ففي هذا اليوم افتُتح المتحف المصري الكبير في احتفال باذخ الجمال، استضافت خلاله مصر عددًا كبيرًا من القادة ومئات الشخصيات المرموقة من دول العالم والمنطقة.
كان ثمة ملكان استحوذا على اهتمام الحضور.
لقد جاءا من زمن بعيد، من مصر القديمة نفسها؛ أحدهما هو الملك رمسيس الثاني الذي كان يقف في مدخل المتحف بشموخه وقامته المديدة في استقبال الزوار الذين جاؤوه من المستقبل بالنسبة له ربما.
الملك رمسيس الثاني في بهو المتحف المصري الكبير – غيتي
أما الثاني فهو الملك توت غنج أمون، بالغموض الذي اكتنف مصيره وعقيدته عبر التاريخ، وهو الآن حاضر بكامل متعلقاته: بقناعه الذهبي الذي دُفن فيه، وكرسي حكمه وتابوته، ونحو خمسة آلاف قطعة تتعلق بالملك الشاب كانت موزعة في متاحف العالم.
كان ملوك مصر القديمة يطلّون على حاضر مصر من ماضيهم: منحوتات ضخمة، مهيبة، تتجمّع في مبنى ضخم تساوي مساحته مساحة مدينة الفاتيكان، واستغرق بناؤه أكثر من 20 عامًا، بتكلفة بلغت أكثر من مليار دولار.
أحمد عز إلى الواجهة
تعود فكرة بناء المتحف إلى عام 2002، حين وُضع حجر أساس المشروع، لكنّ المشروع تعثر وتأثر بأحداث سياسية عاصفة عرفتها البلاد، ومنها الثورة الشعبية التي أطاحت نظام الرئيس الراحل حسني مبارك عام 2011.
غاب مبارك الذي توفي عام 2020 عن الافتتاح، لكنه حضر رمزيًا بقوة، فكما كان هناك ملكان جاءا من ماضي مصر الفرعونية إلى حاضرها، كان ثمة اثنان آخران جاءا من ماضي مبارك إلى حاضر مصر وشاركا في حفل الافتتاح: أحمد عز وهشام طلعت مصطفى.
رجل الأعمال المصري هشام طلعت مصطفى وزوجته في افتتاح المتحف المصري الكبير – فيسبوك
كلاهما رجلا أعمال ارتبطا بالنظام السابق في علاقة قامت على زواج المال بالسلطة، واعتبرا من تجليات الفساد والرغبة في التوريث اللذين أخرجا المواطنين المصريين إلى الشوارع، وأطاحوا أطول رؤساء البلاد مكوثًا في الحكم منذ الملك فاروق، آخر ملوك مصر المعاصرة، في منتصف القرن الماضي.
الصورة المخاتلة
كان أحمد عز، الذي ظهر في المؤتمر الصحافي الخاص برعاية فعاليات افتتاح المتحف المصري الكبير، يبدو عجوزًا، وتقدّم وهو يتأبط ذراع آخر زوجاته (شاهيناز النجار)، مرتديًا بدلة أنيقة لا تخلو من لمسات عصرية، إلى مشهد يتداخل فيه ماضي بلاده بحاضرها على نحو نادر.
رجل الأعمال المصري أحمد عز وزوجته في افتتاح المتحف المصري – فيسبوك
للوهلة الأولى بدا كأن ثمة خطأ في صور عز وزوجته أو تلاعبًا فيها، أظهرهما كأنهما قادمان من الماضي نفسه الذي جاء منه رمسيس الثاني وتوت عنخ آمون، وأنهما لسبب ما فضّلا أن يرتديا أزياء عصرية في ظهورهما الأول أمام الحضور.
لكنّ الصور كانت حقيقية ومعاصرة، وانطوت على تناقضات أظهرتهما أقرب إلى الشر القادم من الأساطير والمعالجات النمطية في السينما العالمية، ما فتح شهية مئات الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي للتعليق بالسلب على صور عز وزوجته اللذين كانا في قلب الجدل السياسي المحتدم في السنوات الأخيرة من حكم الرئيس مبارك.
اعتقال أحمد عز بعد ثورة يناير 2011 وإطاحة نظام مبارك – غيتي
أعلن مبارك تنحيه عن الحكم في الحادي عشر من فبراير/ شباط 2011، بعد نحو أسبوعين من ثورة 25 يناير التي اندلعت ضده، وبعد نحو أسبوع واحد من ذلك اعتقلت سلطات المجلس العسكري الذي تولى الحكم مؤقتًا أحمد عز، وفي سبتمبر/ أيلول من العام نفسه قضت محكمة جنايات القاهرة بحبسه عشر سنوات.
على أن الضربة الأشد قسوة التي وُجهت لعز كانت خلال الفترة القصيرة لرئاسة محمد مرسي للبلاد؛ ففي مارس/ آذار 2013، قضت محكمة مصرية بسجن عز 37 عامًا في قضية الاستيلاء على أسهم شركة الدخيلة لتصنيع الحديد.
لكنّ عز سرعان ما خرج من سجنه بعد عزل مرسي، بكفالة مالية قدرها 250 مليون جنيه في أغسطس/ آب 2014، وبعد خروجه أعلن ترشّحه للانتخابات البرلمانية لعام 2015، لكن طلبه رُفض.
الإفراج بكفالة عن أحمد عز عام 2014 – غيتي
منذ ذلك الوقت جرت مياه كثيرة في النهر أتاحت لرجل الأعمال أحمد عز العودة إلى المشهد مجددًا، بل والمشاركة في افتتاح المتحف المصري الكبير الذي لم يُدعَ إليه نجلا مبارك (علاء وجمال)، رغم ارتباط عز بالأخير بل واتهامه بهندسة توريثه الحكم في العقد الأخير من حكم الرئيس مبارك.
أحمد عز عازف الدرامز
وُلد أحمد عز عام 1959 لأب كان لواءً في الجيش المصري، وأم فلسطينية (عفاف حلاوة) تتحدّر من عائلة ميسورة من قطاع غزة.
ارتبط والده، اللواء عبد العزيز عز، بصداقة مع الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، ورغم ذلك فقد كان ممن شملتهم حملة التطهير والإعفاء من الخدمة العسكرية في أعقاب هزيمة عام 1967.
لكنّ عبد الناصر منحه بعد ذلك حصة في توزيع الحديد الذي كان يتاجر فيه تصل إلى 40 طنًا شهريًا، وحصة أخرى لتوريد الأنابيب إلى الجيش، ما منح عائلة عز دخلًا ماليًا كبيرًا أتاح لها إدخال أبنائها مدارس خاصة ناطقة بالإنكليزية في الستينيات.
مع اندلاع الثورة الشعبية ضد نظام الرئيس مبارك وتنحي الأخير لاحقًا، بدأت رحلة رجل الأعمال أحمد عز مع المتاعب، وبدا كأن نهاية الرجل باتت قريبة، إلا أن التحوّلات العاصفة التي مرّت بها مصر آنذاك ساهمت في نجاته في نهاية المطاف
وخلال مراهقته انخرط عز في إدارة أعمال والده، وخاصة في متجر حديد كان يملكه في حي السبتية الشعبي بوسط القاهرة.
درس عز الهندسة في نهاية السبعينيات ومطلع الثمانينيات في جامعة القاهرة، وسافر بعد تخرجه إلى ألمانيا لاستكمال دراسته لكنه عاد بعد فترة قصيرة.
وخلال دراسته الجامعية كوّن مع أصدقائه حسين الإمام ومودي الإمام وآخرين فرقة “طيبة” الموسيقية التي قدمت أغانٍ عربية بتوزيع جديد وعلى إيقاع موسيقى غربية، في ملاهي وفنادق القاهرة، وكان عز عازف “الدرامز” فيها.
ولد عز لأب كان لواء في الجيش وأم من قطاع غزة – غيتي
صعود صاروخي وثراء فاحش
على أن الشاب الذي كان يتمتع بذكاء كبير سرعان ما ترك حياة اللهو بعد تخرجه من الجامعة عام 1982، وتزوج ابنة نقيب الأشراف في مصر أحمد ياسين، وبعد ذلك بشهور قليلة كان القدر يمهّد له الطريق نحو الثراء الفاحش.
ففي عام 1983، كُشفت في البلاد ما سُميت قضية “الحديد المغشوش”، وألقي القبض على عدد كبير من التجار المتورطين فيها، فاستغل والده الذي لم يكن من بينهم الفرصة وطرح مخزونه كله من الحديد في السوق بالسعر الذي يناسبه، ما راكم ثروة كبيرة للأسرة التي أصبحت تحتكر صناعة وتجارة الحديد لاحقًا.
ومكّنت الثروة المفاجئة عز الابن من تأسيس شركة “الجوهرة” للسيراميك التي أصبحت من الشركات الرائدة في مجالها.
أما صعوده المدوّي والكبير فكان في تسعينيات القرن الماضي، وبدأ بحصوله على قطعة أرض في مدينة السادات لإقامة مصنع لدرفلة الحديد بما لا يزيد على 200 ألف جنيه.
وبعدها بدأ تكوين إمبراطوريته التي بدأت برئاسته لمجموعة شركات عز الصناعية التي تضم شركة “عز الدخيلة للصلب” بالإسكندرية، وشركة “عز لصناعة حديد التسليح” بمدينة السادات، و”عز لمسطحات الصلب” بالسويس، ومصنع “البركة” بالعاشر من رمضان، وشركة “عز للتجارة الخارجية”.
وخلال عقد واحد أصبح عز أكبر منتج للحديد في العالم العربي، وفق تقرير للاتحاد العربي للصلب، وتليه شركة سابك السعودية.
مع جمال مبارك.. مال وسياسة
وتزامن صعود عز المعروف بأناقته المفرطة، مع صعود نجم جمال مبارك، نجل الرئيس الراحل حسني مبارك، حيث ظهرا معًا في منتدى دافوس الذي عُقد في مصر في أكتوبر/ تشرين الأول 1996، لتبدأ رحلة صعود عز السياسي وتغلغله في أروقة صنع القرار المصري، من بوابة الحزب الوطني الحاكم ومجلس الشعب (البرلمان)، حيث شغل منصب أمين التنظيم بالحزب ثم رئيسًا للجنة الخطة والموازنة بمجلس الشعب في انتخابات عام 2000.
ارتبط نفوذ عز السياسي والاقتصادي بصعود نجم جمال مبارك منتصف التسعينيات-غيتي
ساهم عز في جمعية “جيل المستقبل” التي بدأ بها جمال مبارك رحلة صعوده عام 1998، وبحكم قربه من نجل الرئيس بدأ يحتكر صناعة السيراميك مع رجل الأعمال محمد أبو العينين، وزاد من نشاط مصنع الحديد، وأنشأ شركة للتجارة الخارجية وامتلك مساحات شاسعة من الأراضي في السويس وتوشكي.
وفي عام 2000 أصبح عضوًا في البرلمان، وبعد ذلك بنحو عامين (عام 2002) أصبح عضوًا في الأمانة العامة للحزب الوطني الحاكم، وجاء ذلك في سياق أكبر لتبديل النخب المصرية، وإدخال رجال الأعمال فيها تمهيدًا لزيادة نفوذ جمال مبارك في البلاد.
أصبح عز لاحقًا رئيسًا للجنة التخطيط والموازنة في مجلس الشعب، وعضوًا في لجنة الإصلاح التي تشكلت في الحزب الوطني الحاكم، ثم رئيسًا للجنة الحفاظ على الأراضي الزراعية وأمينًا للجنة العضوية في الحزب، ثم أمينًا للتنظيم فيه، ما منحه نفوذًا كبيرًا ونادر الحدوث في جناحي صنع السياسة المصرية آنذاك: البرلمان والحزب الحاكم.
مهندس خطط التوريث
هذا النفوذ أهّله عام 2005 لقيادة حملة إعادة انتخاب الرئيس الراحل حسني مبارك نفسه لفترة رئاسية خامسة، وقيادة حملة انتخابات مجلس الشعب (البرلمان) عام 2010، والتي اتسمت بإلغاء إشراف القضاء عليها، بعد تعديلات دستورية قالت المعارضة إن عز وضعها لإنفاذ خطة توريث الحكم لجمال مبارك.
“كنت من الأشخاص الذين ثار الشعب المصري عليهم في عام 2011، وبالتالي على الأقل وعلى أضعف الإيمان، أعتذر عن هذا الغضب الذي كنت أحد أسبابه” – مقتطف من اعتذار أحمد عز من الشعب المصري
لكن هذا الصعود اصطدم بصخرة الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت ضد نظام مبارك عام 2011، وكان عز جزءًا من أسبابها. وللنجاة من مصير كان يقترب قدّم عز في 29 يناير من ذلك العام استقالته من الحزب الوطني، لكن المطالبات تزايدت في حينه لمحاكمته مع بقية رموز نظام مبارك، فصدر في 3 فبراير من العام نفسه قرار بتجميد أرصدته ومنعه من السفر، وتم اعتقاله في 18 فبراير.
وفي سبتمبر 2011، قضت محكمة جنايات القاهرة بحبس عز وعمرو عسل، رئيس هيئة التنمية الصناعية، لمدة 10 سنوات، وتغريمهما مبلغ 660 مليون جنيه.
ومع اندلاع الثورة الشعبية ضد نظام الرئيس مبارك وتنحي الأخير لاحقًا، بدأت رحلة رجل الأعمال أحمد عز مع المتاعب، وبدا كأن نهاية الرجل باتت قريبة، إلا أن التحولات العاصفة التي مرت بها مصر آنذاك ساهمت في نجاته في نهاية المطاف، ومن أبرز هذه التحولات:
• في 11 فبراير/ شباط 2011 تولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية شؤون البلاد إلى حين إجراء انتخابات جديدة لمجلسي الشعب والشورى ورئاسة الجمهورية.
• في مايو/ أيار ويونيو/ حزيران 2012 أُجريت الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها مرشح حزب الحرية والعدالة محمد مرسي على منافسه أحمد شفيق بنسبة 51.73%، وتولّى مرسي الرئاسة ما بين 30 يونيو/حزيران 2012 إلى 3 يوليو/تموز 2013.
• في يوليو/ تموز 2013 قام وزير الدفاع آنذاك الفريق أول عبد الفتاح السيسي بعزل مرسي واعتقاله، وتكليف رئيس المحكمة الدستورية عدلي منصور برئاسة البلاد.
• في مايو/ أيار 2014 جرت انتخابات رئاسية فاز فيها عبد الفتاح السيسي بنسبة 96.9%، مؤديًا اليمين الدستورية في يونيو/ حزيران لولاية رئاسية أولى.
احتجاجات ضخمة في ساحة التحرير بوسط القاهرة عام 2011 – غيتي
عودة متدرجة بعد عزل مرسي
كانت فترة حكم الرئيس المخلوع محمد مرسي (30 يونيو/ حزيران 2012 – 3 يوليو/ تموز 2013) عصيبة على رجل الأعمال أحمد عز؛ ففي 6 مارس/ آذار 2013، أي قبل نحو ثلاثة شهور من عزل مرسي، قضت محكمة جنايات الجيزة بسجن عز 37 عامًا في قضية الاستيلاء على أسهم شركة الدخيلة لتصنيع الحديد، والمتهم فيها إبراهيم محمدين وزير الصناعة الأسبق، و5 من مسؤولي الشركة، لاتهامهم بالتربح والإضرار بالمال العام بما قيمته أكثر من 5 مليارات جنيه.
لكن نجاة عز كانت مرهونة بوصول السيسي إلى الحكم؛ فبعد نحو شهرين فقط من أدائه اليمين الدستورية رئيسًا للبلاد، تم الإفراج عن عز في السابع من أغسطس/ آب 2014 بكفالة مالية قدرها 250 مليون جنيه عن القضايا الثلاث التي اتُّهم بها.
وفي العام التالي (2015)، تبرع عز بنصف ثروته لصندوق “تحيا مصر” الذي يشرف عليه السيسي بنفسه، بحسب مصادر إعلامية نقلت ذلك عن مقربين من الرئيس المصري لكن دون إعلان ذلك رسميًا.
أحمد عز.. محنة في عهد مرسي وانفراجة في عهد السيسي – غيتي
غير أن العلاقة بين الاثنين لم تسر على وتيرة واحدة، بل اتسمت بالشد والجذب؛ فبعد الإفراج عنه أعلن عز عن ترشّحه للانتخابات البرلمانية لعام 2015، لكنّ اللجنة العليا للانتخابات استبعدته ورفضت طلبه في فبراير/ شباط 2015 “لعدم استيفائه الأوراق المطلوبة للترشح”، ومنها “إقرار الذمة المالية الخاص بزوجته شاهيناز النجار (عضوة مجلس الشعب سابقًا) ومستندات تتعلق بالحسابات البنكية”.
أحمد عز يعتذر للمصريين
وفي أعقاب منعه من الترشّح، سعى عز لتبييض صفحته أمام الشعب، وفي الوقت نفسه تقديم أوراق اعتماده للنظام على أمل إعادة تأهيله ودمجه مجددًا؛ فظهر في مقابلة تلفزيونية لأول مرة منذ ثورة يناير 2011 منتقدًا قرار منعه من الترشح، قائلًا: “الإقصاء الآن معناه الإقصاء في المستقبل. وهل الديمقراطية هي ديمقراطية المنتصر؟”.
في المقابل أعرب عز عن “احترامه” لقرار القضاء واللجنة العليا للانتخابات البرلمانية باستبعاده، مشددًا على أنه كان يريد خوض الانتخابات “لا من أجل إعادة برلمان سابق أو محاولة استنساخ ماضٍ كان أو من أجل الحصانة”، بل لخدمة دائرته الانتخابية.
كما تقدّم عز بالاعتذار من الشعب المصري، قائلًا:
“أعتذر عن كل شيء. كنت من الأشخاص الذين ثار الشعب المصري عليهم في عام 2011، وبالتالي على الأقل وعلى أضعف الإيمان، أعتذر عن هذا الغضب الذي كنت أحد أسبابه”.
كما أعرب في الوقت نفسه عن دعمه لاحتجاجات 30 يونيو/ حزيران 2013 التي أطاحت بالرئيس المعزول محمد مرسي، وأكد دعمه للرئيس عبد الفتاح السيسي.
كان نفوذ أحمد عز من أسباب السخط الشعبي على نظام مبارك – غيتي
96 مليون دولار للتصالح مع النظام
وأثمرت مساعيه للاندماج في نظام السيسي بأي ثمن عن موافقة لجنة حكومية في مارس/ آذار 2018 على التصالح معه في قضية فساد مالي مقابل سداد مبلغ 96 مليون دولار.
وقال بيان صدر عن النائب العام المصري في حينه إن اللجنة القومية لاسترداد الأموال والأصول في الخارج قررت التصالح مع رجل الأعمال أحمد عز مقابل سداد مبلغ مليار وسبعمئة مليون جنيه (حوالي 96 مليون دولار)، منها 600 مليون جنيه (حوالي 33 مليون دولار) تم استردادها من الخارج.
بعد ذلك تسارعت عملية إعادة تأهيل عز التي يبدو أنها كانت محدّدة بسقوف معينة تحول دون عودته السياسية، مع منحه التسهيلات اللازمة للعودة بقوة إلى ساحة رجال المال والأعمال.
وساهم في هذا ذكاء الرجل ومرونته، إضافة إلى تبرعاته السخية لمشاريع الرئيس السيسي؛ فخلال انتشار جائحة كورونا بادر إلى مساعدة السلطات المصرية في تمويل استيراد اللقاحات، كما قام بإنتاج أسطوانات الأوكسجين للمستشفيات في ذروة أزمة شح الأوكسجين آنذاك.
مؤيدون للسيسي يرفعون صوره عام 2019-غيتي
وتُوّج ذلك بظهوره في عام 2021 إلى جوار السيسي خلال احتفال تدشين مبادرة “حياة كريمة” في استاد القاهرة الدولي، إضافة إلى تسهيل مساعيه للاستحواذ على النسبة التي يمتلكها رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة في شركة “حديد المصريين” والتي تبلغ 18%.
واللافت أن يتشابه الاثنان (عز وأبو هشيمة)، اللذان عُرفا بأنهما أباطرة الحديد، في علاقاتهما العاطفية؛ فكما عُرف عن رجل الأعمال الشاب أبو هشيمة تعدّد علاقاته ومنها زواجه من الفنانتين هيفاء وهبي وياسمين صبري، فقد عُرف عن أحمد عز زيجاته أيضًا، لكن من سيدات أعمال أو ممن تمتعن بنفوذ سياسي أو اجتماعي، وكانت آخر زوجاته شاهيناز النجار، النائب في مجلس الشعب في حقبة مبارك، والتي ظهر وهو يتأبط ذراعها في مطلع الشهر الجاري في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير.



