كتلة السوداني تتصدر الانتخابات.. ماذا ينتظر العراق في مفاوضات تشكيل الحكومة؟

أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق النتائج الأولية لانتخابات مجلس النواب 2025، حيث تصدّر ائتلاف الإعمار والتنمية برئاسة محمد شياع السوداني في محافظة بغداد كأكبر كتلة انتخابية، ما يفتح المجال أمام مفاوضات تشكيل الحكومة المقبلة.
وفق المفوضية، حصل ائتلاف الإعمار والتنمية على نحو 411 026 أصوات في بغداد، متصدّراً النتائج في العاصمة، وهو ما أكده بيان موجز نشرت فيه المفوضية حصيلة الأصوات الأولية لاتّحادها.
وتتزامن هذه النتيجة مع إعلان السوداني مساء الإعلان قائلاً إن تحالفه «سيدخل مباشرة في مفاوضات تشكيل حكومة كفوءة» وأنه منفتح على «جميع الأطراف من دون استثناء».
تُشير النتائج الأولية إلى أن تصدّر الإعمار والتنمية لم يقتصر على بغداد فحسب، بل شمل أيضاً محافظات جنوبية ووسطى عدة، إذ أفادت المفوضية بأن التحالف فاز بالمركز الأول في 8 من أصل 18 محافظة، منها بغداد، النجف، المثنى، كربلاء، ميسان، ذي قار، القادسية، وبابل.
رغم هذا التقدم، تؤكد المصادر أن الأرقام النهائية تخضع لعملية استئناف وشكاوى محتملة، ما يعني أن المشهد النهائي قد يشهد تغيّرات.
من الناحية السياسية، تُعدّ هذه النتيجة انتصاراً واضحاً لسوداني الذي يسعى لولاية ثانية في منصب رئيس الوزراء، مستنداً إلى شعارات «الإعمار والتنمية» التي ركّزت على إعادة إعمار البنى التحتية وتحسين الخدمات، في وقت شهد فيه العراق تذبذبات أمنية واقتصادية واجتماعية خلال السنوات الأخيرة.
بيد أنّ الحصول على المرتبة الأولى لا يعني السيطرة المطلقة — إذ إن البرلمان يضم 329 مقعداً، ولا يمكن لأي كتلة أن تشكّل الحكومة وحدها، ما يضع السوداني في موقع مفاوض رئيسي يتوجب عليه عقد تحالفات مع أطراف متعددة.
ويُشكل الحضور الانتخابي في هذا الاستحقاق دليلاً على عودة بعض الثقة إلى العملية السياسية، حيث أعلنت المفوضية أن نسبة المشاركة بلغت حوالي 56.11% من المسجّلين، وهو رقم مهم في ظلّ دعوات مقاطعة من بعض القوى السياسية.
وفي تصريح له عقب الإعلان، قال السوداني إن هذه النسبة «دليلٌ واضح على استعادة الثقة في النظام السياسي».



