الذهب يحقق أعلى مستوى في أسبوعين بدعم ضعف الدولار وتزايد رهانات خفض الفائدة الأمريكية

ارتفعت أسعار الذهب في الأسواق المحلية والعالمية خلال تعاملات اليوم الإثنين، لتسجّل أعلى مستوى في أسبوعين، مدعومة بتزايد التوقعات بأن يُقدم مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على خفض جديد في أسعار الفائدة خلال اجتماعه المقبل في ديسمبر، بحسب تقرير صادر عن منصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات.
وقال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي للمنصة، إن أسعار الذهب بالأسواق المحلية قد ارتفعت بنحو 110 جنيهات خلال تعاملات اليوم، ليسجل سعر جرام الذهب عيار 21 مستوى 5455 جنيهًا، في حين ارتفعت الأوقية بنحو 100 دولار لتسجل 4101 دولار.
وأضاف أن جرام الذهب عيار 24 سجّل 6234 جنيهًا، وعيار 18 بلغ 4676 جنيهًا، وعيار 14 وصل إلى 3634 جنيهًا، بينما استقر سعر الجنيه الذهب عند 43640 جنيهًا.
وكانت أسعار الذهب قد تراجعت بنحو 5 جنيهات خلال تعاملات الأسبوع الماضي، حيث افتتح جرام الذهب عيار 21 التداولات عند 5350 جنيه، وأغلق الأسبوع عند 5345 جنيهًا، وعالميًا، تراجعت الأوقية بنحو دولاين دولارًا، من 4003 دولارًا، وأغلقت عند 4001 دولار.
رهانات قوية على خفض الفائدة الأمريكية
عالميًا، عززت البيانات الاقتصادية الضعيفة في الولايات المتحدة توقعات الأسواق بخفض جديد للفائدة الشهر المقبل، في حين ساهم تراجع الدولار في دعم الذهب.
ووفقًا لأداة CME FedWatch، ترجّح الأسواق بنسبة 64.6% أن يخفض الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى نطاق 3.50%-3.75%، وهو ما سيكون الخفض الثالث على التوالي هذا العام.
كما أشار التقرير إلى أن الدولار الأمريكي يواجه ضغوطًا بيعية طفيفة مع تحسّن شهية المخاطرة لدى المستثمرين، بعد موافقة مجلس الشيوخ على مشروع قانون التمويل المؤقت لإعادة فتح الوكالات الفيدرالية، مما زاد التفاؤل في الأسواق.
لكن تصريحات أوستان جولسبي، رئيس الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، أضفت نغمة حذرة، إذ حذر من صعوبة تقييم الوضع الاقتصادي في ظل غياب بيانات التضخم بسبب الإغلاق الحكومي، وهو ما أبقى حالة الترقب مسيطرة على الأسواق.
عوامل داعمة للطلب على الملاذات الآمنة
تزايد الإقبال على الذهب كملاذ آمن وسط استمرار التوترات التجارية والجيوسياسية، إلى جانب ضعف بيانات التوظيف الأمريكية خلال أكتوبر، حيث فقد الاقتصاد وظائف في قطاعي الحكومة والتجزئة، بينما تراجعت ثقة المستهلك الأمريكي إلى أدنى مستوى منذ نحو ثلاث سنوات ونصف، بحسب جامعة ميشيغان.
وفي الوقت ذاته، قدّم مجلس الشيوخ الأمريكي مشروع قانون لإنهاء الإغلاق الحكومي المستمر منذ 40 يومًا، والذي تسبب في تعطيل عمل مئات الآلاف من الموظفين الفيدراليين، فيما حذّر المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت من أن استمرار الإغلاق قد يدفع النمو الأمريكي في الربع الأخير إلى المنطقة السلبية.
تحليل الأسواق العالمية: الذهب والفضة في صعود متوازٍ
شهدت أسعار الفضة ارتفاعًا قويًا بنسبة 3.4% لتصل إلى 49.95 دولارًا للأونصة، وهو أعلى مستوى منذ 21 أكتوبر، كما ارتفع البلاتين بنسبة 1.7% مسجلًا 1571.10 دولارًا.
ويرى محللون أن إنهاء الإغلاق الحكومي سيُعيد تدفق البيانات الاقتصادية ويمنح الفيدرالي صورة أوضح قبل اجتماعه في ديسمبر، لكنه سيعيد أيضًا التركيز على العجز المالي الأمريكي الذي يقترب من 6% من الناتج المحلي الإجمالي.
وفي هذا السياق، أثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن توزيع “علاوة الرسوم الجمركية” بقيمة 2000 دولار للأسر منخفضة الدخل، والممولة من عائدات الرسوم والاقتراض، موجة من الانتقادات نظرًا لتناقضها مع مساعي السيطرة على التضخم.
الذهب في طريقه إلى مستويات قياسية
توقع ساكسو بنك في مذكرة بحثية أن يقترب الذهب من 5000 دولار للأونصة خلال الاثني عشر شهرًا المقبلة، والفضة من 65 دولارًا، مشيرًا إلى أن تجاوز الأسعار لهذه المستويات سيعكس تحوّلًا جوهريًا في سلوك المستثمرين ونظرتهم للمخاطر العالمية.
الصين: إنتاج متزايد واستهلاك متراجع
وأظهرت بيانات جمعية الذهب الصينية أن الصين أنتجت 271.78 طنًا متريًا من الذهب خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2025، بزيادة قدرها 1.39% على أساس سنوي، بينما انخفض استهلاك الذهب بنسبة 7.95% ليبلغ 682.73 طنًا.
وتراجع استهلاك المجوهرات الذهبية إلى 270.04 طنًا بانخفاض 32.5%، في حين ارتفع استهلاك السبائك والعملات بنسبة 24.55% ليصل إلى 352.12 طنًا، فيما زاد الطلب الصناعي بنسبة 2.72% إلى 60.58 طنًا.
وأكدت الجمعية أن الطلب على السبائك والعملات الذهبية ظل قويًا مدفوعًا بتزايد التوترات الجيوسياسية، في حين حافظت المجوهرات خفيفة الوزن وعالية القيمة المضافة على جاذبيتها في السوق الصينية، كما ساهم نمو قطاعات الإلكترونيات والطاقة الجديدة في دعم الطلب الصناعي على الذهب.



