اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، العديد من المناطق بمحافظة بيت لحم وسط تصعيد ميداني في الضفة الغربية. وقال مصدر أمني فلسطيني لوكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” إن قوات الاحتلال اقتحمت ضواحي بلدات العبيدية، دار صلاح، والشواورة، فضلاً عن المناطق المحيطة بقبر حلوة. دخلت القوات تلك المناطق واحتلت أحياء سكنية دون أن تتسبب في اعتقالات حتى الآن، لكنها أثارت استياء السكان الذين يعيشون حالة توتر دائمة.

وفي سياق آخر، شهدت قرية كفر قدوم شرق قلقيلية حملة اعتقالات واسعة، حيث قامت قوات الاحتلال باعتقال شقيقين من القرية، وأغلقت مداخلها بالسواتر الترابية لمنع دخول وخروج السكان، في محاولة لتقليل الحركة والنيل من صمود الأهالي. فيما أقدم مستوطنون على تدمير معدات زراعية تعود لمزارعين من القرية، في اعتداء يهدد مصادر رزق المواطنين، ويؤكد تصعيد الاحتلال لنهج التضييق على السكان.

وفي مدينة جنين، شهدت محيط منزل أحد المواطنين مداهمة قوية من قبل قوات الاحتلال، التي حاصرت المنزل واعتقلت خمسة شبان، بينهم أربعة بعد اقتحام الحي الشرقي، وهو ما يزيد من عزلة المدينة ويعمق حالة التوتر هناك. يبقى المشهد في جنين، كما باقي المناطق، مليئاً بالمواجهات المتقطعة بين قوات الاحتلال واليوصلين الفلسطينيين، في ظل غياب الأفق السياسي لحل ينهي مأساة العزل والاحتكاك المستمر.

وبين استهداف المنازل، والمداخل المشرعة بالسواتر الترابية، وبين اعتقال نشطاء واحتجاز قيادات، تتواصل المقاومة الشعبية الفلسطينية في مواجهة الإجراءات الاحتلالية القاتلة، لتعبر عن تمسكها بحقها في مقاومة الاحتلال ومحاولة الحفاظ على الهوية الوطنية. الأمر الذي يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية حقيقية لإيجاد حل ينهي مسلسل العنف ويعيد الحياة الطبيعية لأهل المنطقة، قبل أن تتغير ملامح الصراع باستمرار.