تلقّى دار الإفتاء المصرية سؤالاً حول جواز إمساك الخاطب بيد مخطوبته، وهو سؤال يهم كثيرين في المجتمع ويطرح دائماً مناقشات حول حدود الخِطبة قبل الزواج. أوضح الدكتور محمد عبدالسميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أنه لا توجد بين الخاطب ومخطوبته علاقة شرعية تبيح له إمساك يده. كما أشار إلى أن لمس اليد عند وضع خاتم الخطبة يعد تجاوزاً للحدود الشرعية، خصوصاً وأن الخاطب يعدّ حينها رجلًا أجنبياً عن مخطوبته وليست بينهما محارمة شرعية، وأن الوعد بالخِطبة لا يغير هذه الحقيقة.

ولفتت الدار إلى أن الخِطبة في ميزان الشرع مجرد وعد بالزواج يمكن لأي طرف فسخه، وهو ما يجعل لمس اليد أثناء هذه المرحلة غير مناسب. وإذا كان الخاطب يريد استرداد الشبْكة من مخطوبته فإن له ذلك، حتى وإن كان فسخ الخطبة من جانبه، لأن الشبْكة جزء من المهر الذي يُستحق نصفه عند العقد ويبقى كله عند الدخول. وفي إطار التوجيه العام، أكدت الفتوى أن الخاطب والمخطوبة أجانب عن بعضهما، وأن حفاظ الفتاة على عفتها وكرمتها هو العامل الذي يرفع مكانتها ويرسّخ مكانة من يراها ويسمعها، كما أن من يعجل في أمر لا يليق به قد يخسر شيئاً ثميناً.

وفي سياق آخر، قال الدكتور أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية بدار الإفتاء، إنه من المستحب أن يختار الشاب لنفسه ذات الدين والأخلاق، وأن تكون من بيت ملتزم ذي سمعة طيبة تعرف الله والدين. ورداً على سؤال ورد خلال بث مباشر على صفحة الإفتاء في فيسبوك حول حكم اختبار المخطوبة للتأكد من أخلاقها والادعاء بأن الخاطب لا يستطيع شراء الأشياء غالية الثمن حتى يتأكد من أنها ترضى بالقليل، أكد ممدوح أن ذلك ليس حراماً، لكن الأخلاق لا يمكن الكشف عنها من خلال أمور مادية فقط، فبعض الجوانب لا تظهر إلا بعد الزواج والمعاشرة.

وفي هذا السياق الإرشادي، تبرز أربعة عناصر مهمة تتعلق بمسار العلاقة قبل الزواج: أولاً، أن الخِطبة هي مرحلة ضابط حدود، وليست رخصة لتجاوزها. ثانيًا، ضرورة تحقيق التوازن بين العاطفة والالتزام الديني، والابتعاد عن التصعيد في المواقف. ثالثًا، أهمية إشراك الأسرة والمشورة الشرعية لضمان مسار موثوق وآمن للطرفين. رابعاً، أن الزواج ليس عقداً فحسب، بل مسؤولية مشتركة تستدعي التريث والحكمة في اتخاذ القرار النهائي.

وفي إطار حماية القيم الأخلاقية، تُؤكد دار الإفتاء على وضع حدود واضحة بين الخطيب ومخطوبته، وتجنب أي سلوك قد يفتح باباً للخطايا.

كما تنصح المجتمع بالاعتماد على أساليب تواصل محترمة وتفاهم عميق قبل الدخول في الخطبة، وتجنّب الاستعجال الذي قد يفضي إلى سوء فهم أو نوايا مخالفة. وتؤكد الفتاوى أن إشراك الأسرة وطلب المشورة الشرعية يمنح الثقة والطمأنينة في فترات الترقب، خاصة أمام مخاوف المستقبل.

ويختم التقرير بأن الزواج ليس مجرد عقد بل مشروع حياة يتطلب الحذر والاحترام والمسؤولية المشتركة، وهو ما يحث الشباب على التريث والاعتماد على المصادر الموثوقة قبل اتخاذ أي خطوة، حتى يضيفوا إلى حياتهم قدراً من الاستقرار والسكينة.