ترامب يهدد كندا بسبب عزمها الاعتراف بفلسطين

أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الخميس، تصريحات نارية ضد كندا، على خلفية إعلانها نيتها الاعتراف رسميًا بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، المقررة في سبتمبر المقبل. واعتبر ترامب أن موقف أوتاوا يمثل تهديدًا مباشرًا للعلاقات الاقتصادية بين البلدين، خصوصًا في ما يتعلق بإبرام اتفاق تجاري مشترك.
وكتب الرئيس الأمريكي في منشور عبر منصته الخاصة “تروث سوشيال”:
“كندا أعلنت للتو أنها تدعم دولة فلسطين.. سيجعل ذلك التوصل إلى اتفاق تجاري معها صعبًا جدًا”.
هذه التصريحات تأتي في ظل تصاعد الخلافات السياسية والدبلوماسية بين البلدين الحليفين، اللذين لطالما ارتبطا بعلاقات استراتيجية قوية، خاصة في المجالات الأمنية والاقتصادية. إلا أن موقف كندا الأخير بخصوص القضية الفلسطينية يبدو أنه سيعيد رسم خارطة المصالح بين الطرفين.
وكان رئيس الوزراء الكندي، مارك كارني، قد أعلن، في مؤتمر صحفي عقده أمس الأربعاء، أن بلاده تعتزم الاعتراف رسميًا بدولة فلسطين خلال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وأكد أن هذه الخطوة جاءت بعد دراسة معمقة وبتنسيق مع عدد من الحلفاء الأوروبيين، وعلى رأسهم فرنسا وبريطانيا، اللتين أعلنتا مؤخرًا التوجه نحو الخطوة نفسها.
وقال كارني إن هذا التحول في السياسة الخارجية الكندية هدفه دعم حل الدولتين الذي يرى أنه يواجه “خطر الانهيار”، مضيفًا أن الاعتراف بدولة فلسطين “ضرورة سياسية وأخلاقية لضمان العدالة والسلام في المنطقة”.
إلا أن كارني ربط هذا الاعتراف بجملة من الشروط، أبرزها التزام السلطة الفلسطينية بإجراء إصلاحات جذرية في منظومة الحوكمة. و تنظيم انتخابات عامة عام 2026، على أن لا تشارك فيها حركة حماس. و نزع سلاح الدولة الفلسطينية وجعلها دولة مدنية بالكامل.
وأكد رئيس الوزراء الكندي أن بلاده تسعى مع شركائها إلى “إحياء الأمل في حل الدولتين” عبر خطوات ملموسة على أرض الواقع، منتقدًا في الوقت نفسه السياسات الإسرائيلية، ولا سيما ما وصفه بـ”تهاون الحكومة في مواجهة الكارثة الإنسانية الجارية في غزة”، معتبرًا أن هذا التهاون يقوّض أي فرصة للسلام.
ومن جانبهم، عبّر مراقبون عن تخوفهم من أن يؤدي هذا التوتر الجديد بين واشنطن وأوتاوا إلى أزمة دبلوماسية أعمق، خاصة إذا مضت كندا قدمًا في خطوتها دون تنسيق مع الإدارة الأمريكية. ويُذكر أن إدارة ترامب لطالما عارضت أي اعتراف أحادي بدولة فلسطين، واعتبرته إخلالًا بالتوازن السياسي في المنطقة.
وفي انتظار ما ستسفر عنه اجتماعات الأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، يبقى الموقف الكندي محل ترحيب فلسطيني وتحفظ أمريكي، وسط ترقب دولي لمآلات هذه الخطوة، وما إذا كانت ستفتح الباب أمام دول أخرى للانضمام إلى هذا المسار الدبلوماسي الجديد.
ولد عام 1946 في نيويورك، وتخرج في الاقتصاد من جامعة بنسلفانيا.
أدار منظمة ترامب العقارية وحقق شهرة واسعة عبر برنامج \"ذا أبرينتس\".
يتبنى سياسات شعبوية وقومية تحت شعار \"أمريكا أولًا\".
خسر انتخابات 2020 ثم عاد وفاز في انتخابات 2024 أمام كامالا هاريس.
أُدين جنائيًا في 2024 ويواجه عدة قضايا قانونية متعلقة بالانتخابات والاحتيال.
يُعد من أكثر الشخصيات إثارة للجدل في التاريخ السياسي الأمريكي.