تراجع شعبية نتنياهو بعد زيارته للولايات المتحدة وتزايد الانقسام الداخلي في إسرائيل

أظهر استطلاع رأي حديث أن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة إلى الولايات المتحدة أثرت سلبًا على شعبيته وشعبية حزبه “الليكود”. ووفقًا للاستطلاع الذي أجرته شركة “لازر للأبحاث” بالتعاون مع “Panel4All” ونشرته صحيفة “معاريف”، خسر الليكود ثلاثة مقاعد في الكنيست الإسرائيلي، متراجعًا من 27 إلى 24 مقعدًا، في ظل تنامي الجدل حول احتمال قبول نتنياهو بشروط اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.

الاستطلاع أشار إلى أن التراجع جاء نتيجة استياء في أوساط اليمين الإسرائيلي من ما اعتُبر مرونة زائدة أبداها نتنياهو خلال زيارته لواشنطن، ما دفع العديد من أنصار الليكود إلى تحويل ولائهم إلى حزب “الصهيونية الدينية” برئاسة بتسلئيل سموتريتش، الذي ارتفع رصيده إلى أربعة مقاعد بعد تجاوزه نسبة الحسم للمرة الأولى منذ فترة طويلة.

اقرأ أيضا: نتنياهو ينفي تحديد موعد خطابه أمام الكونجرس الأمريكي

في المعسكر المعارض، تراجعت شعبية حزب “يوجد مستقبل” بقيادة يائير لابيد من تسعة إلى سبعة مقاعد، مع بقاء تلك الأصوات داخل كتلة المعارضة. وبرز اسم رئيس الوزراء الأسبق نفتالي بينيت في الاستطلاع، إذ حصل افتراضيًا على 25 مقعدًا في حال شكّل حزبًا جديدًا، بينما حصل كل من حزبي “إسرائيل بيتنا” بزعامة أفيجدور ليبرمان و”أزرق أبيض” بقيادة بيني جانتس على مقعد إضافي لكل منهما.

ورغم هذا التغير في خريطة توزيع المقاعد، فإن التوازن العام بين الكتلتين لم يتغير جوهريًا، إذ يحافظ ائتلاف نتنياهو الحالي على 51 مقعدًا، مقابل 59 للمعارضة بقيادة بينيت (افتراضيًا). هذا التوازن يعكس هشاشة الأغلبية البرلمانية التي يتمتع بها الائتلاف، خاصة في ظل الخلافات المتواصلة حول إدارة الحرب في غزة وقضية الأسرى.

من جانب آخر، أظهر الاستطلاع أن 47% من الإسرائيليين يشعرون بالتفاؤل إزاء إمكانية التوصل لاتفاق بشأن تبادل الأسرى في الأيام القادمة، بينما عبر 37% عن تشاؤمهم، و16% لم يحددوا موقفهم. وتفاوتت مستويات التفاؤل بين مؤيدي الحكومة والمعارضة؛ إذ بلغت النسبة بين أنصار الحكومة 61%، مقابل 40% فقط في أوساط المعارضة.

وحين طُلب من المشاركين تحديد الجهة المسؤولة الأكبر عن إعادة الأسرى، حمّل 51% نتنياهو هذه المسؤولية، بينما اعتبر 34% أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يتحمل النصيب الأكبر، فيما لم يعطِ 15% رأيًا محددًا.

النتائج تعكس بوضوح أن غالبية الإسرائيليين يضعون المسؤولية الرئيسية في ملف الأسرى على عاتق قيادتهم السياسية، رغم الدور الذي تلعبه واشنطن في الوساطة.