قصص وروايات

رواية رضوخ للعشق بقلم قسمة الشبينى

افنح حساب فى افضل شركة وساطة عربية

 مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة المتألقة والمبدعة قسمة الشبينى التي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الحادى والثلاثون من رواية رضوخ للعشق بقلم قسمة الشبينى. 

 تابع أيضا: قصص رومانسية

رواية رضوخ للعشق بقلم قسمة الشبينى – الفصل الحادى والثلاثون

 لم تشعر أمينة بالوقت في اليوم التالي منذ استيقظت صباحاً كان للجميع خطط كاملة لكل ساعة بل وكل دقيقة . لم يهاتفها هلال مبكراً هذا اليوم لكنه وصل في الظهيرة ليقلها إلى مركز التجميل بينما أصر مهيب أن يصحب مها بسيارة أبيه لذا تركت سيارتها لصديقاتها .

_ مااتصلتش النهاردة ليه؟

_ الناس تقول صباح الخير يا أمينة

_ صباح الخير مااتصلتش ليه؟

_ سبتك تنامى براحتك علشان تقدرى تسهرى بالليل ، وابن عمك ساب كل الأيام وراح اشترى شبكته النهاردة وممرمطنى معاه من الصبح ، ما تيجى نلغى القاعة ده بقا فرح جماعى

_ لاااا ده بعدك انا عاوزة احلى فرح في الدنيا ونفسى كل الناس تفرح معايا النهاردة

اتسعت ابتسامته فمجرد أنها أعلنت عن سعادتها اسعدته وبعثت حرارة دمائه الراغبة في قربه منها . أمسك كفها وجذبها نحوه ليرى توترها وتشاغلها بالطريق وتبدأ فورا محاولة تشتيت مشاعره عنها

_ هو انت شايف مها ومهيب؟ انا مش شايفاهم

_ لا ورانا ماتقلقيش ومهيب مش هيتوه يعنى ماتخافيش

لاحظ مؤخرا أنها أصبحت تتوتر وتتلاشى قربه منها وبدأ هذا الأمر يقلقه ، ربما تأثرا بمحاولة تعدى مروان عليها، لم يمر على الأمر سوى أيام وهو يقدر مخاوفها في هذا الوقت، مؤكد أنها تتظاهر بالقوة كعادتها

_ هلال روحت فين بكلمك؟

_ معلش حبيبتي سرحت بتقولى إيه؟

_ بقولك هات لى الغدا بتاعى ولا هتبتدى بخل من أولها

_ لا طبعا هستنى لما ادبسك وبعدين ابقى بخيل النهاردة هاغديكى ماتخافيش.

_ وتعشينى

_ واعشيكى مرات عمك اصلا هتجيب العشاء

_ وتجيب لى تورتة حقيقية

_ التورتة في التلاجة جابها عمك

_ وانت هتجيب إيه بقا؟

_ انا هجيب جاز يا أمينة بطلى رغى مش عارف اقولك كلمتين حلوين

قطبت جبينها بمبالغة واضحة ليضحك لهيئتها

_ بحبك يا مجنونة

_ وانا كمان بحبك بس ماتاخدش على كده

عاد يضحك وهو يتوقف جانبا محذراً لقرب نفاذ صبره

_ سبعة بالثانية تكونى جاهزة .

غادرت السيارة وهى تلوح له دون أن تعلق، تقدمت خطوتين ثم توقفت وتقهقرت فلم تصل صديقاتها بعد، علم أنها لا تثق في العاملين وأنها تخشى التقدم وحدها ليترجل عن السيارة ودون أن يتحدث بررت مخاوفها

_ هستنى البنات وندخل سوا

تأكد من خوفها ليلعن داخله تلك التي خانتها واستغلت عملها لتساعد ذلك الحقير، لم تكن تستحق السماح الذى منحه لها أبيه، تلك النظرة الخائفة بعينى أمينة تؤلم قلبه وتشعره بتقصيره ليعمل عقله سريعا ويحاول أن يشتت أفكارها عن الخوف

_ هو الفستان فين؟

_ سهيلة هتجيبه بعد شوية معاها عربية مها

اقتربت سيارة مهيب لتترجل مها واثنين من الفتيات فتتجه نحوهن ويتقدمن جميعاً للداخل .

……………………

رغم أن الجميع يشغل وقت أمينة طيلة اليوم إلا أنها دائمة الشرود، هناك داخل صدرها خوف لا تستطيع السيطرة عليه، يتحكم في ردود أفعالها رغماً عنها وهذا يسبب لها حرجا وتخبطا تشعر أن شيئاً ما بداخلها تغير ، ليست هى أمينة القوية، ليست قادرة على المتابعة .

ظلت طيلة اليوم تترك الوقت يمضى كما يشاء المحيطين بها لتفيق فى نهاية النهار على صورتها الفاتنة فى المرآة أمامها، صورة مرضية تماماً لأي فتاة لكن ليس لها فهى لا يرضيها هذا الخوف الذى تراه وحدها كما يبدو.

أعلنت الفتيات عن حالة تأهب قصوى فقد وقف هلال بالباب ينتظر خروج عروسه التى تشعر بالتردد، لا تتردد للخروج لهلال بل تتردد من متابعة الحياة بهذا الخوف تتمنى أن تنزعه عنها ولكنها عاجزة.

لم يتخل عنها محبيها وحصلت على الكثير من الدعم بعد تعرضها للاعتداء لكن وجود من اعتدى عليها طليقاً فى مكان تجهله يفزعها. لا تشعر أنها استعادت حقها الذى سلبه منها فى خصوصية بدنها واختيارها وقرارها.

لقد تجاوز كل هذا وسمح لنفسه بلمسها وهى ليست حقا له وسمح لنفسه برسم حياتها والتفكير في تغير قرارها والغريب أنه بعد كل هذا هرب ببساطة وكأنه لم يفعل شيئاً.

أخبرها هلال أنه لم يقتص منه فقط لكونه ابن عمها فهل شفع لها كونها ابنة عمه في اعتدائه عليها؟؟

لم يفعل بالطبع فلم تشفع القرابة وصلة الدم للجانى وتنجيه من القصاص بينما لا تشفع للضحية ولا تنفذها من الاعتداء؟؟

أفاقت من شرودها على لمسه انتفضت لها لتجد أبيها فزعا لفزعها

_ مالك يا أمينة اتفزعتى كده ليه؟

_ أبدا يا بابا اصلى سرحت شوية

_ طب يلا يا حبيبتي جوزك واقف برة

تنفست بعمق وعلقت ذراعها بذراع أبيها وتحركت معه للخارج فى موكب من الزهور كانت فيه الأكثر تألقا.

كان يقف بالقرب من الباب يستحث خطواتها لتقترب وتعبر هذا الباب لينطلق نحوها بلا إبطاء .

قدم له أبيها كفها ليلتقطه بين دفء كفيه قبل أن يقترب ليطبع رمز سعادته فوق جبينها .

تحركت معه لكنها تتحرك دون قلبها وعقلها، تسير فقط كما ينبغى أن تفعل .

حصلا على لقطات تذكارية لليلة العمر ثم توجها إلى قاعة الزفاف حيث أعلن قرانهما وعقد قران جمال وسلمى وسط أمواج من السعادة غمرت الجميع دونها.

جلس جمال قرب سلمى شاعراً أنه ملك الدنيا أحاط كفها بدفء زاد من إحساس الأمان الذى انعكس على ملامحها بشكل ملفت فزادها فتنة .

لم يفكر هلال فى البعد عنها فهو يرى بوضوح أنها تتخبط بشكل لا يفهم سببه، لقد قطعا شوطاً كبيرا في التقرب وزادت بينهما روابط الثقة وتآلفت القلوب بحميمية يجب أن تمحى كل هذا التخبط الذي يراه.

أين اللهفة التى ينتظر أن يراها؟

خبت لهفته هو تبعا لتزايد وتيرة قلقه لما تعانيه هى فكان كل منهما حاضرا فى ليلة عمره دون تركيز ولا بهجة ظاهرة .

انتهت الليلة بخير ليرى أنها بدأت تسترخى قليلا مما يزيد من دهشته لكل ردود أفعالها الليلة.

اغلق الباب بعد أن تمنى لهما الجميع ليلة سعيدة وحياة زاخرة بالمحبة بينما تقدمت للداخل تحمل أطراف ثوب زفافها ليتبعها منتظرا ظهور رغبتها في قربه.

_ نورتى بيتك يا أمينة

ابتسمت له ابتسامة مقتضبة لم تطل من عينيها وهى تنظر نحوه ليقترب خطوة بقلق ظاهر فتبدأ هى طمر مخاوفها

_ مالك يا لولى متوتر كده ليه؟

ها هي بدأت نشر غطاء المرح لتخفى حقيقة مشاعرها لكنها لا تعلم أن من السهل خداع الدنيا بمن فيها ومن المستحيل خداع من يرى قلبها بمثل ما يفعل

صمت تاركا لها مساحة لتفريغ الخوف الذى يملأ صدرها

_ بص ادخل غير هدومك ولا خد شاور هتلاقى نفسك ريلاكس خالص.

_ حاضر يا أمينة زى ما تحبى

_ مش زى ما احب زى ما المفروض يحصل

_ ماشى زى ما المفروض يحصل

_ انت بتاخدنى على قد عقلي ولا إيه؟

_ أمينة انت عصبية ليه؟

_ انا مش عصبية انت اللى خايف، تنكر انك خايف؟

_ لا ماانكرش كلنا بنخاف يا أمينة بس فى فرق بين خوفى وخوفك

_ انا مش خايفة

_ ماشى يا أمينة انا اللى خايف بس مش خايف من حاجة انا خايف على اهم حاجة فى حياتى

تعلم أنها مقصد حديثه ولا يمكنها أن تواجه مشاعره حالياً ، اتجهت إلى أقرب مقعد وجلست تخفى وجهها فى محاولة لإخفاء مشاعرها التى يطلع عليها ببساطة .

اقترب وجلس بالمقعد المجاور وحين اقترب كفه يتلمس كفها انتفضت وكأنه تيار كهربائي مسها .

_ مالك يا أمينة؟

_ مفيش

_ أمينة انت بتترعشى

مسدت ذراعيها تدعى شعوراً بالبرودة هى بعيدة عنه كل البعد ثم نهضت باتجاه الغرفة ليظل مكانه منتظرا لدقائق لا لتتمكن من تمرير خوفها فهو يرى أنها لن تفعل بل لتتمكن من تقبل محاولته بالقرب منها أو دعمها.

تقدم نحو الغرفة بعد دقائق كافية تماماً وكانت تجلس فوق الفراش تنظر أرضاً

_ أمينة انت كويسة؟

رفعت رأسها تنظر إليه ليبتسم بمودة

_ إحنا تعبنا اوى النهاردة إيه رأيك نغير ونصلى ونرتاح شوية ممكن الصبح نبقى احسن .

تريد قربه وتخشاه، ما الجنون الذى يدور في رأسها ؟

منذ أيام قليلة كانت تعجز عن النوم دون جلوسه بالقرب منها وتمسكها بكفه ليغلف الأمان قلبها.

فما الذي تغير؟

هل تخشى هلال؟

نفضت الفكرة عن رأسها فورا فهى لا تخشى هلال ولا تخشى قربه بل تخشى تلك الرجفة المفزعة التى سكنت قلبها منذ اقترب منها مروان ليبدد بلحظة واحدة أحلاما عاشت تبنيها لشهور لقرب هلال منها.

خطوات منهزمة تخطوها ليعتصر قلبه بين اضلعه التى ضاقت بإختناق مؤلم وهى تتجاهل ما ترك لها فوق الفراش وكأنها تخبره بذلك رفضها قربه وتتجه نحو الخزانة لتنتقى شئ اخر حاولت أن تكون إثارته محدودة.

……………………….

أوقف جمال سيارة والده التى استخدمها ليقل سلمى إلى المنزل متعقبا سيارة عبيدة وهو لازال محتفظا بكفها .

_ جمال عاوزة انزل

_ انزلى

_ انت ماسك أيدى

مسد كفها يبثها المزيد من دفئه قبل أن يحرره ببطء

_ ينفع ازورك بكرة؟

_ زى ما تحب

_ انا عاوز اللى انت تحبيه أما اللى انا احبه فأنا أحب اخدك معايا واروح دلوقتى

_ خلاص خدنى معاك وروح

_ ببساطة كده؟

_مش هتفرق مع حد صدقنى

ما هذا الكم من الألم الذي تعانيه صمتا ؟

نظر نحو عمها بالخارج كاتما غضبه من إيصالها لهذه الحالة اليائسة

_ تفرق معايا انا، انت غالية اوى يا سلمى والغالى بيتاخد بالغالى وقدام كل الناس اللى يسرق الغالى يخسره

_ جمال وبعدين معاك؟

_ انا عملت ايه؟

نظرت له خجلا لا تدرى كيف تخبره أنه يتلاعب بقلبها بتلك الكلمات لكنها لا تعلم أن عينيها أخبرته

_ انا هنزل علشان عمى مستنى

وغادرت السيارة ليظل ينظر في أثرها حتى غابت عن ناظريه.

……………………

مرر الوقت محاولا عدم الاقتراب منها رغم صعوبة ذلك على نفسه ، تسطح بالفراش وهو يرى أنها تتهرب منه

_ مش هتنامى يا أمينة؟

_ هنام

اقتربت بتردد ليبتسم لها بمجرد أن استوت بجانبه

_ أخيراً اجمل احلامي اتحقق وبقيتى معايا، بس نفسى تبقى معايا بقلبك زى ما كنت من كام يوم

_ مش فاهمة !!

تبددت ابتسامته ليحل محلها الألم ويتحرك كفه فقط ليحيط كفها

_ انت خايفة منى يا أمينة؟

_ لا يا هلال هخاف منك ليه؟

_ لو مش خايفة قربى نامى فى حضنى صدقينى مش هضايفك .

رأى التردد في تشنج بدنها الواضح واستغرقت دقائق قبل أن تتغلب عليه وتقترب منه قليلا فيقترب هو أيضا حتى توسدت ذراعه مع توتر أنفاسها بشكل ملحوظ

_ أهدى يا حبيبتي اتنفسى بالراحة

لم تجادل فقط لعدم قدرتها على المجادلة واغمضت عينيها بينما ترقب هو شعورها بالأمان ولم يطل توترها واستسلمت للدفء الذى يبثه قربه لتغفو .

تطلع إليها بشغف يخشى أن تراه فتخطئ تفسيره وزاد قربا حتى لفحت وجهه أنفاسها المنتظمة ليستنشق عبيرها فتتخدر حواسه ثم يغفو قليلاً غفوة متقطعة سيئة.

فتحت أمينة عينيها فلم تشعر بقربه بحثت عنه وكان بأحد الأركان يصلى، نهضت بتثاقل تلحق به قبل أن يفرض النهار سطوته، حين عاد للفراش مرة أخرى كان يشعر بصداع شديد دعاه لإغماض عينيه حتى شعر بعودتها للفراش وقد بدت أفضل حالاً بشكل كبير عن الساعات الماضية.

تزحزح قليلاً يدعوها لقربه بصمت فاستكانت لهذا القرب دون مقاومة، استرخى كفها فوق صدره لتشعر بإنقباضة قوية فتنظر لوجهه

_ مالك يا هلال؟

_ سلامتك حبيبتي شوية صداع

نظر لها وزاد قربا منها ليرى التوتر يزحف إلى ملامحها وتتهرب عينيها منه، بحركة خفيفة أشرف عليها لتغمض عينيها فورا وتنقبض ملامح وجهها ، رفع كفه يتلمس وجنتها برفق

_ فتحى يا أمينة ماتخافيش، انقشى صورتى جواكى يمكن تقدر تمحى الصور اللى بتبعدك عنى .

انفرجت شفتيها لكنه أوقف كلماتها بلمسة من سبابته قبل أن تتلاقى الأنفاس في عناق طال انتظاره لتكن قوته دليلاً على مدى الرغبة فيه.

برفق شديد بدأ ينحى تلك الصور المفزعة التى تسكن صدرها ويستبدلها بأخرى تخصه محملة بالرعاية ومحفوفة باللهفة. نظرت نحو كفه الذى اندس أسفل وسادتها ليعيد وجهها إليه متمنيا ألا ترى خوفه .

لم يتوقف لسانه عن الترنم باسمها وترديد نفس التساؤل عن كونها بخير وحثها على تنظيم أنفاسها رغم صعوبة ذلك عليه نفسه . لم تعلم كم مر من الوقت وهو يحيطها بهذا الكم من العناية لتزداد تشبثا به فتزيد من مخاوفه.

أغمضت عينيها برضا لتشعر بمدى خوفه عليها وهو يحيط وجهها بلهفة

_ أمينة، أمينة مالك ؟

لم تجد صوتا أو كلمات ليتحرك ذراعيها ويقربانه منها لتعبر له عن كونها بخير فتسمع نهدة ارتياحه

_ بحبك يا هلال

أشرق وجهه بالتزامن مع شروق الشمس التى تسللت للغرفة على استحياء لكنه نهض عن الفراش ليرخى الستائر رافضا أن يشاركه في هذه اللحظات حتى ضوء الشمس.

……………………….

استيقظت مها مع رنين الهاتف المزعج لتتذمر ملامحها رفضا لسحبها من عالم أحلامها لتلتقط الهاتف يتذمر

_ إيه يا بنتى كنت محوشة النوم تناميه عندنا؟

_ مهيب؟؟ فى إيه على الصبح؟ هى الساعة كام؟

_ الساعة سبعة اصحى يلا علشان افسحك على الجرار

انتفضت جالسة بحماس مفرط

_ بجد؟

_ طبعا مش خلاص بقيتى خطيبتى. يلا هعدى عليكى وجمال مستنينا عند أرضنا

_ ماتجيبه هنا يا مهيب

_ لاااا لازم فى الغيط

تسابقت كلماتها تخبره عن سرعة استعدادها وبالفعل تحركت فورا لتكن أمام المنزل في دقائق، مر بها لتسير بمحاذاته تعلن ملامحها عن سعادتها بينما تتعجب هى أن الجميع مستيقظ في هذا التوقيت المبكر .

وصلا وكان جمال بالقرب يبدو عليه النعاس ايضا وبمجرد أن رأى مها تقطب وجهه وقد فهم إصرار أخيه على ملاقاته بالجرار الزراعي

بالكاد استطاعت تسلق الجرار والجلوس بمشقة لتنظر نحو جمال بحماس

_ مش هتيجى تتفسح معانا؟

_ لا اتفسحوا انتو انا مروح

تحرك مبتعدا رافضاً هذا الجنون بينما ظل مهيب جالسا ينتظر ابتعاد جمال بالقدر الكافي لكنها حثته

_ يلا يا مهيب واقف ليه؟

أمسك مهيب شاله الذى يلتف حول رقبته وربطه بالجرار ليحيطها به كحزام للأمان ثم أدار المفتاح محذرا

_ امسكى جامد

انطلق لتدوى صرختها الفزعة تتبعها ضحكاته وهو يثق أن أخيه يضحك أيضاً

_ لا وقف خلاص مش عاوزة

_ جمدى قلبك انا معاكى اهو

تشبثت بذراعه الممسك بعجلة القيادة لدقائق قبل أن تعتاد الحركة العنيفة ويتبدد خوفها ليعاودها الحماس.

……………………….

تقلبت أمينة فى الفراش مرة أخرى بتكاسل وهى تعيد ضبط الوسادة معلنة رغبتها في المزيد من النوم لتعلم سبب تشبث كفه بأسفل وسادتها حين وصلت أناملها للبخاخ الذى يخفيه أسفلها خوفا من إصابتها بنوبة. ابتسمت لتعود للاتجاه الذى يرقد فيه فتحيطه بقوة تسببت في ايقاظه معلنة مرة أخرى

_ انا بحبك اوى يا لولى

_ وانا بعشقك يا نور عين لولى

_ مش زعلان من لولى يعنى؟

_ زعلان! والله انت طيبة بزيادة ومش عارفة لولى دى بتعمل فيا ايه!

_بتعمل ايه؟

_ بلاش تعرفى دلوقتى لأن امى حالا هتخبط على الباب

ضحكت بالفعل مع طرقات الباب التى سبقتها اصوات الزغاريد لينهض وقلبه يتراقص مثل ألسنة النسوة المنطلقة بالسعادة لقد تمت فرحته ولم يقف خوفها حائلا بينهما، عليه أن يهدم هذا الخوف تماماً لتعد إشراقة حبيبته التى يعشق للحياة، يعلم أن الأمر ليس يسيرا لكنه سيعمل جاهداً لتعود لها كل عفويتها وطبيعتها.

…………………….

فى عصر اليوم تجمعت صديقات أمينة بحماس مع إعلان فاطمة التوجه لمنزل العروس وحمل صباحية الزفاف كما اخبرتهن ليجدن أمامهن كمية كبيرة من المؤن والحلويات وفتيات العائلة اللائى اجتمعن للمشاركة ويحملن تلك الأعراض فوق رؤسهن ببراعة

أسرعت مها نحو فاطمة

_ طنط عاوزة أشيل زيهم

_ مش هتعرفى يا مها

_ ليه ما هم شايلين سهل اهو !

ضحكت فاطمة ووضعت فوق رأس مها إناء به بعض الحلوى لتفزع مها مع تمايله الذى ينذر بسقوطه فتتمسك به بفزع . عادت فاطمة تضحك

_ استنى اعملك حواية

رأتها تحضر قطعة من القماش وتلفها حول كفها بإحكام ثم تنزعها دون أن تتلف لتضعها فوق رأسها وتضع فوقها الإناء الذى أصبح حمله أسهل، سرعان ما تلهفت الفتيات لتقليد مها ليلتقطن العديد من الصور قبل المغادرة فى جو من المرح ساد طول الطريق حتى منزل أمينة.

……………………..

استمع فرج للصخب الذى يدور بالخارج رغم أنه لا يعلم أين هو ويعجز عن التساؤل أو الرفض، يشعر بأيديهم تحمله من هنا لهناك دون أن يدرك أي مكان .

علم بالأمس أنه بقاعة الاحتفال وكم تمنى أن يصرخ رافضا تواجده أمام الناس بتلك الهيئة التى تدعو للشفقة لكن عجزه أوقفه عن ذلك.

لم يعد قادراً سوى على إطلاق صرخاته الداخلية التى لا يسمعها سواه، ربما قدر عليه عذابه بهذه الصرخات للأبد.

*********************

إلي هنا ينتهي الفصل الحادى والثلاثون من رواية رضوخ للعشق بقلم قسمة الشبينى 

افنح حساب فى افضل شركة وساطة عربية

زر الذهاب إلى الأعلى