قصص وروايات

رواية جمارة ج 2 بقلم ريناد يوسف

افنح حساب فى افضل شركة وساطة عربية

 مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة ريناد الشهيرة ب رينوو والتى سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الحادى والثلاثون من رواية جمارة الجزء الثاني بقلم ريناد يوسف.

رواية جمارة ج 2 بقلم ريناد يوسف – الفصل الحادى والثلاثون

إقرأ أيضا: قصص قبل النوم 

رواية جمارة ج2 بقلم ريناد يوسف – الفصل الحادى والثلاثون

 بكر رجع البيت واول مادخل وشاف تمره قاعده فالصالة، قرب عليها وقعد جارها وبهدوء طلع التقرير من جيبه واداهولها،،

وتمره فتحته بسرعه واول ماقرت اللي فيه ضحكت بفرحه ووقفت ولسه كانت هتعمل هليله لكن بكر شدها قعدها تاني؛

بكر : متهمدي ياتمره انتي ماعتصدقي عايزه تظيطي وخلاص..

تمره باعتراض : ايه يابكر ماتسيبني ياخي فرحانه باخوي هيوبقي اب عتكتم فرحتي ليه؟ وبعدين تعالا اهنه انت مفرحانش ليه وشكلك مهموم وشايل الهم؟!!

بكر : يعني بذمتك فالظروف اللي احنا فيها دي وفظل اللي حاصل بيني وبين مليكه ينفع افرح!!

تمره بهدوء :ماهو اللي حصل ديه لطف بيكم من ربنا عشان يغير الظروف ويبدل الاحوال يابكر..

عايز ايه اكتر من اكده تاني إشاره من ربنا يقولك بيها انك مينفعش تبعد عن مليكه ولا مليكه تبعد عنك،، واهو ربط بينكم بخيط متين محدش فيكم هيقدر يقطعه مهما اتتلح فيه وحاول..

بكر :تفتكري بعد كل اللي عملناه فبعض واللي قولناه لبعض هينفع الرجوع تاني؟

تمره : حاول،، حاول عشان ديه يستحق المحاوله..

قالتها ولفت عليه التقرير وحطت صباعها علي نتيجة التقرير اللي عتقول ان مليكه حامل..

بص بكر لتمره وبص للمكان اللي عتشاور عليه بصباعه واتنهد بغلب، وهي طبقت التقرير ومدتهوله وهي عتقوله :

خد وادخل لمرتك وام ولدك ياخوي وبشرها وفرحها،، خليها تعرف انها خلاص كبرت وهتوبقي ام يمكن ديه يخليها تخف شويه من كِبر الجدود اللي واخدها ديه..

وقامت بعد مابكر خد منها التقرير وهمستله :

ادخلها واني هقوم اعملها حاجه خفيفه تاكلها عشان خاطر ولد اخوي يتقوي.. قالتها ودخلت الموطبخ، وبكر استدعى كل شجاعته، ودخل علي مليكه الاوضه بعد ماخبط خبطتين وكانت مسنوده علي تاج السرير بتعب وحاطه ايدها علي خدها،،

مليكه بصتله وهي ساكته لغاية ماقرب منها وقف جنب السرير حتنها نطقت بس من غير ماتبصله : ايه جاي تصفي بقية دمي ولا ايه..

تجاهل بكر كلامها وقرب اكتر وقعد جمبها علي السرير وبهدوء مدلها يده بالتقرير اللي فأيده…

مليكه بصت للتقرير ورفعت عنيها بصت لبكر بتساؤل، وبكر حرك ايده بالتقرير باصرار عشان تاخده من غير ولا حرف،، ومليكه لما شافت تصميمه اخدت منه التقرير وفتحته بمنهي العنف عشان تشوف السبب اللي فيه مخلي بكر مصمم انها تقراه،،

عملت اكده تحت انظار بكر اللي كان مستني بلهفه يشوف رد فعلها ايه علي اللي هتقراه،،

واللي هيحسم جداله بينه وبين نفسه بأنها عارفه بالحمل او مش عارفه.. لكن للأسف رد فعلها نفي حاجه واكد حاجه تانيه، وفي النهايه بعض من شكوكه طلعت حقيقه..

مليكه قرت التقرير بملامح ثابته ومن غير اي رد فعل خالص، عكس البراكين اللي اتفجرت جواها ،وقلبها اللي سقط من فوق جبل عالي ،

وبعدها رفعت عنيها من التقرير وبصت قدامها علي نقطه فالفراغ ومتكلمتش ولا نطقت،

ولا طلع منها غير بس دمعه سالت من عينها، نزلت تجري كنها سجين فتحوله باب السجن بعد اسر سنين وقالوله لو مسكناك هنعيدوك للسجن تاني،،

بكر : ياتري دي دموع ايه بالظبط يامليكه،، دموع فرح ولا دموع حزن،، ولا دموع اعتراض علي حكمة ربنا..

مليكه بكل قهر : له يابكر دي دموع وجع وعتب،، دموع عتب علي حظي اللي كل مااقول خلاص هطلع من اللي انا فيه واخلص،، يخلي حاجه تحصل تخليني ارجع لنفس النقطه تاني واقف فنفس موطرحي الاولاني..

حظي اللي طول عمره واقف لكرامتي بالمرصاد وكل مااحاول الملمها واخدها وامشي من الموطرح المتهانه فيه يمنعني اني اقربلها ولا اتلايم عليها،، عامل عليها كيف كلب الحراسه.

بكر : وهي كرامتك دي مينفعش تفضل فمكان غير وهي منتصره علي اي كرامه غيرها وقاضيه عليها؟ مينفعش كرامتك تراعي كرامة غيرها عشان غيرها يراعيها،، هي ليه كرامتك انانيه قوي اكده؟!!

مليكه بصتله ومتكلمتش لان ساعات الدفاع عن النفس عيكون هو فحد زاته اهدار للكرامه،، ففضلت السكوت عن الرد وبصت بعيد ومسحت الدمعه اللي خانتها وهربت منها غصب عنها..

بكر اتنحنح وكلمها بجديه ممزوجه بحنان وترجي : مليكه تعالي ننسوا كل اللي فات ونفتحوا صفحه جديده،،

مليكه بتعب : انا مفياش جهد افتح صفحات جديده كل يوم وابتديها بسطرين حلوين وباقي الصفحه املاها شخبطه علي اخطاء يابكر..

وبعد مايبقاش فيها مكان وتتملي اوجاع تاني يوم اقلبها وابدأ من اول وجديد.. ويوم ورا يوم الصفحات مسيرها هتخلص ويخلص معاها العمر، ونبصوا فالاخر نلاقوا دفترنا صفحاته مليانه ولما تيجي تقلب فيها، متلقاش غير سطور صحيحه وتتقري والباقي شخابيط و طلاسم وجع متتقريش ولا يفهما الا اللي خطها بيده..

وتبص للدفتر تلاقيه بعد اكده مفيش منه اي نفع،، لأأنك عرفت تتعامل معاه.. ولا انك سبته نضيف وصفحاته بيضه ممكن حد غيرك يكون عيجيد الكتابه كان خده واتعامل معاه المعامله اللي يستحقها وكتب في صفحاته السطور اللي تخليله قيمه حداه ..

بكر : طيب ايه رأيك تساعديني انتي فالكتابه وتعلميني وحده وحده وتمسكي ايدي وتحركيها علي الصفحه كيف ماتحبي عشان تطلع الكلام اللي يرضيكي؟

مليكه هزت دماغها بالراحه برفض وهمستله : الكلام اللي عيتخط فصفحات الحياة يابكر لازمن يكون طالع من قلب الكاتب عشان يكون صادق،، مينفعش حد يلقنك اسلوب حياتك ولا يعلمك معاملتك مع حبايبك،، ومتنساش ان أي صفحه جديده عتتفتح بين اتنين لازمن هما الاتنين يكتبوا فيها،، ولو اني مكتبنش فصفحتي معاك وفضلت طول الوقت ماسكه ايدك وعوجهها تكتب ايه وكيف،، هنسى نفسي،،

ومش هينفع اكتب حاجه لاني طول الوكت هكون مشغوله امشي ورا اخطائك واحاول امسحها،، او اغمض عيني واعديها واعمل مش شايفاها،، وابص فالاخر الاقي الصفحه مليانه بكلامك وافعالك انت بس واني مليش اي وجود فيها..

بكر : طيب هحاول اتعلم لحالي بس تصبري عليا.

مليكه : معدش حداي صبر ولا هقدر اتحمل.

بكر : بس فيه حاجه دلوك يامليكه تجبرك وتجبرني اننا نتحملوا.. نتحملوا ونحاولوا كمان مره..

مليكه : اني مش هقضي عمري فتجارب،، وصراحةً يابكر اني سمعت وشوفت منك اللي خلي قلبي اتقفل من تلاك وقفله صدا ومعدش هيتفتحلك تاني مهما حصل،، اني مش هكمل حياتي مع واحد شايف اني مااستحقهوش واستغني عني قدام الكل وقال بالحرف الواحد،، بت عواد مبقتش تلزمني..

مش هقولك حط نفسك مكاني عشان مينفعش.. لكن هقولك حط تمره اختك مكاني وشوف هترضاها عليها وهي هترضاها علي نفسها ولا له،

بكر سكت لثواني مردش وبعدها سألها بنبره يائسه : يعني ايه يامليكه،، يعني خلاص علي اكده هتنهيها وولدنا يتشتت مابيني وبينك؟

مليكه بثبات : ومين قالك انه هيتولد اصلا عشان يتشتت..

جمله خلت بكر سكت عاجز عن استيعابها،، او مش عايز يصدق المعني اللي وصله وعيكدبه لآخر لحظه،، وسألها وهو مديق عنيه وضامم حواجبه :

معناه ايه كلامك دا يامليكه؟

مليكه : المعني اللي وصلك يابكر،، اللي فبطني ديه غلطه والغلط عيتصلح،، والغلطه دي تصليحها بنزوله،، العيل دا اني هنزله..

وهنا بكر برق عنيه لما المعني وصله واضح وضوح الشمس و بتصريح مباشر،، ومره وحده مليكه لقت فكها فقبضة ايده وباصصلها بعيون عتطق شرار وقرب من ودنها وبصوت يحمل كل معاني التهديد والوعيد قالها :

خليكي بس تفكري فيها تاني.. تفكري مجرد تفكير،، مش تنطوقيها وكمان تعمليها،، مجرد تفكير يامليكه انك تعملي حاجه فرلدي اقسم بالله لاكون عامل فيكي مالا اذن سمعت ولا عين رأت..

قالها وبعد عن ودنها وفضل دقايق باصص لعنيها بتحدي واصرار يوازي اصرار متباري علي الفوز فمعركة حياه او موت..

وبعدها ساب وش مليكه بنتره من ايده وهي صبرت كام ثانيه ظن فيهم بكر انها استسلمت لتهديدة لكن هيهات،،فنطقت بثبات : بس اني مش عايزه حاجه تربطني بيك يابكر..

بكر : حتي لو مش عايزه دي حاجه حصلت و مش بأرادتك او بقولك انك ترفضيها او متقبليهاش،،

ولدي هيكمل فبطنك وهيقعد لغاية مايتولد حتي لو اضطريت اني اربطك ادين ورجلين فالسرير ديه لغاية ماتولدي ووقتها ليكي مطلق الحريه فأختيار انك تكوني معايا ومعاه او تبعدي عننا وتسيبيني اني واللي مني..

مليكه : هتفضل طول عمرك اكده يابكر مهتتغيرش..

بكر : له اني اتغيرت يامليكه،، واتغيرت قوي كمان، بس الظاهر ان التغير اللي اتغيرته مش كافي لجنابك..

لانك ببساطه عايزه بكر يكون تحت رجلك ويفضل طول الوقت يلف حواليكي ويراضي فيكي علي كل حاجه،، يراضيكي حتي علي نسمة الهوا اللي هتمر عليكي بعد منه عشان هتقولي اني آني اللي راميها عليكي عشان اكده النسمه نعكشت شعرك،،

انتي حد متصيد للغلط يامليكه ومعيفوتش واللي زيك صعب ان حد يعيش معاه،، عشان اللي هيعيش معاكي هيفضل فدفاع دايم عن النفس والتبرير ودا شيء مرهق ومتعب..

نهاية الكلام يابت الحلال،، انتي علي ذمتي لغاية ماتتمي شهورك وتولدي.. ومن اهنه لوكتها معاكي الوقت الكافي لمراجعة نفسك فمسألة انك تكملي معاي او متكمليش،، ولكن فالحالتين ولدي هيكون معاي عشان متحاوليش فيوم تخليه وسيلة ضغط عليا من اي نوع..

مليكه كل دا باصاله ومتابعه زوبعة غضبه ومنتظره انها تنتهي لكن بكر لساه مكمل :

وبصي.. تحطي طول الوقت فبالك انك فلحظه فكرتي وقررتي انك تتخلصي منه،، وبمجرد مادا ورد فدماغك واقتنعتي بالفكره ونطقتيها وكنتي عازمه علي تنفيذها اذن حقك فالعيل ديه سقط،، حتي امومتك ليه سقطت..

قالها وفضل باصص لمليكه بتحدي ومستنيها تنطوق اي كلمه، او حتي تعترض علي كلامه، عشان بكده هتكون اشعلت فتيل الحرب اللي هتواجهها من بكر لغاية مايرديها قتيلة عنادها.. لكنها فاجئته للمره اللي ميعرفش عددها وهي عترد عليه ببرود..

خلاص يابكر.

بكر : خلاص ايه يامليكه؟

مليكه : خلاص اتفقنا،، انت كل اللي ليك حداي ولدك وبس،، ومن اهنه لغاية مااولده مليكش اي حاجه عندي،، عشان انت لا عدت تلزمني ولا تلزمني حاجه من ريحتك اصلا،،

قالتها وكان غرضها الوحيد منها انه تردله القلم اللي اداهولها على مرأي ومسمع الجميع،، وتحسسه بنفس اللي حست بيه وكتها من احساس بالدونيه والاستغناء،،

ومتعرفش بأنها بكده عملت كيف اللي عيعمل اتفاقيه مع الشيطان لما يحققله رغبه، وفالمقابل يقوله تمنها ابنك اللي هتخلفه،، ويوافق الانسان انه يتخلي عن حته منه لسه لا شافها ولا شاف غلاها مقابل متعه زايله او احساس بالتشفي،، ودا بالظبط اللي عيملته مليكه..

بكر فضل باصصلها ومش مصدق اللي سمعه ولا مستوعبه وهمسلها بغرابه: انتي لا يمكن تكوني بشر وليكي قلب ابداً

مليكه ردت عليه بهمس يشبه همسه : البركه فيك وفغيرك،، موتوني بالحيا وقلبي اللي عتتكلم عنيه ديه كل واحد منكم كان يمسكه بدوره ويرميه عالارض يعفص عليه ويعدي رايح جاي من غير مايرفله جفن..

بكر بصلها بصه اخيره وهز دماغه بيأس وراح علي الباب لكنه وقف عالباب وقالها : عموما انتي اللي اخترتي وانتي اللي قررتي وافتكري انك انتي اللي استغنيتي عني وعن ولدي .

مليكه : استغنيت زي ماانت استغنيت.. ومن عنا استغني فنحن عنه اغني.. قالتها ونزلت علي السرير تنام لكن منعها صوت تمره اللي دخلتلها وهي شايله كباية حليب وفواكه مشكله وقعدت جارها وقومتها تاكل عشان تباركلها وتوكلها ..

اما بكر فطلع قعد فالصاله وهو لساه مش مصدق اللي مليكه قالته، ولا كان يتوقع انها بايعه للدرجادي،، ومش جديد عليه الخذلان والندم اللي حاسس بيه وهو عيمدلها ايده بالمحبه ويرجع بيها خاليه،،

عدي يوم وبعده يوم، وبكر اتصل بابوه وامه وقالهم عالخبر، بس معاه قالهم علي قرار مليكه اللي صدم الكل،،

واللي خلي جماره بالذات تستنكر اللي عملته مليكه،، وكيف انها مستعده تستغني عن حته منها في سبيل انها تخلص من بكر ولدها…

قرار مليكه دا خلي جماره اتأكدت مليون فالميه انها صح وان وحده زي مليكه بياعه ومعندهاش عزيز ولا غالي ومستعده تضحي بحته منها بكل سهوله مينفعش تكون مره لولدها، ولا تحافظ عليه وعلي بيته ودا اللي قالته لحكيم واللي اعترض عليه وقالها ان مفيش وحده توصل بيها المواصيل لأكده الا ويكون ليها اسباب قويه،، وكالعادة جماره افتكرته عياخد صف مليكه ضد بكر ولامت وعارضت،، لكنها متعرفش ان الشيخ حكيم عارف اللي هي متعرفهوش وعيتكلم على هذا الاساس..

عدت الايام وابتدت الدراسه والوضع بين الاتنين كما هو عليه فالخصام،، لكن اللي اتغير ان بكر بقي بيهتم بمليكه اكتر، وطول الوقت عينه عليها ومراعيها ومراعي وكلها وشربها،، واول ماتيجي تعترض او تقوله معاوزاش منك حاجه يقولها اني ععمل لولدي مش ليكي..

طبعا التحاليل بتاعتها ظهرت واطمن بكر انها معندهاش اي حاجه بس كشفلها سونار بمجرد ماكملت ٤٠ يوم،، ويافرحة قلبه وهو واقف معاها وشايف نطفته جوا حشاها مستقره وعتعلن عن وجودها ليهم..

فضل باصص لشاشة التلفزيون وهو مش مصدق حاله، وابتسامته منوره وشه ومش واخد باله للي بصاله ومركزه مع ملامح وشه وتفاصيله ومستغربه من فرحته بحاجه هتجيله من وحده كارهها، ومش عايزها، ومستني الفرصه عشان يستبدلها بوحده تانيه احسن منها،، واتمنت لو انها تقدر تفرح بحملها كيف فرحة بكر بيه،، لكنها للأسف معندهاش القدره انها تخادع نفسها زيه وتفرح بحاجه من انسان كارهها،،

اما عن تمره..

فمنعم استمر يكلمها بحجة امه وتعبها بصفه مستمره وهي متابعه الحاله وفوسط حديتهم عن امه تتخلق المواضيع ويتوه الكلام الاصلي ويتبدل بكلام فحجات تانيه، وكل مره تمره متعرفش كيف دا عيحصل ومتاخدش بالها غير بعد ماتخلص المكالمه،، لغاية مابقي منعم وتليفونه ادمان عندها،،

ولما اكتشفت دا عملت وقفه مع نفسها وراجعت روحها، وقررت ان دا غلط وحرام ولازم يتوقف،، حتي لو كلامهم عادي وفي المرض والمواضيع العامه، لكن لا دا عمره كان طبعها ولا اللي اتربت عليه،، وخصوصاً انها ابتدت تحس ان منعم عيستني مكالمته معاها بفارغ الصبر ويفرح لما تكون فاضيه وترد عليه،، وخدت قرار انها مع اول اتصال من منعم هتطلب منه انه ميتصلش بيها تاني،، وقد كان..

تليفون تمره بيرن وبصت فيه لقته منعم..

فتحت التليفون وردت عليه بنبره جديه وكلام منتهي الرسميه علي غير العاده،، ولا حتي سالت علي صحة الوالده ودا السؤال اللي بتستهل بيه دايما كلامها معاه :

تمره : ايوه يامنعم.. قالتها وسكتت

منعم باستغراب : ايوه ياداكتوره،، كيفك وكيف صحتك..

تمره : بخير

منعم : مالك ياداكتوره فيه حاجه مدايقاكي ولا ايه؟

تمره : ليه بتقول كده؟

منعم : له ولا حاجه بس كلامك يعني متغير شويتين

تمره : متغير يعني ايه والمفروض كلامي يبقي عامل ازاي؟

منعم : واه، دا الموضوع باينه واعر عاد؟!

تمره : منعم لو سمحت قول انت متصل ليه عشان انا مش فاضيه..

منعم بزعل : اباي،، اسف ياداكتوره لو كنت عطلتك،، وهقفل اهه ومش هتصل عليكي مره تانيه عشان الظاهر اتصالي بقي تقيل علي قلبك،، بس قبل مااقفل عايز منك خدمه اخيره وبجملت الجمايل.

تمره بتأفف : قول يامنعم عايز ايه؟

منعم : تقوليلي ايه اللي مزعلك اكده،، وبالله عليكي ماتقولي مفيش،، صارحي ياداكتوره عشان النفوس تفارق مرتاحه..

تمره : طيب بص يامنعم انا هقولك الصراحه،، انا الحقيقه شايفه ان كلامنا واتصالاتنا دي بقت حاجه غير منطقيه واوفر،، وخصوصاً لما غاب السبب الحقيقي اللي كنا بتكلم عشانه، واللي كان عمليتك ومرض الست والدتك،، فادلوقتي اظن مفيش داعي لدا ولا له اسباب ولا لزوم..

منعم بحزن :اللي تشوفيه ياداكتوره،، بس طالما انتي صارحتي اني كمان هصارح وتبقي صراحه بصراحه عاد،،

ايوه اني عتلكك عشان اكلمك كل يوم واطمن عليكي،، عارفه ليه؟ ،،

عشان قلبي هواكي يابت الشيخ،، هويتك من غير مااشوفك،، وهويتك اكتر بعد ماكلمتك،، وزاد الهوى لما امي وصفتك ليا وقلقلت قلبي بوصفك وهي عتقولي انك اجمل ماخلق ربي،،

اني عشقتك يابت الشيوخ،، كيف وميته معارفش،،

تمره كانت عتسمعه ودقات قلبها عتتعالى واديها ارتعشت ودي تاني مره تحس الاحساس دا،، وفضلت ملتزمه الصمت،، مردتش عليه بولا كلمه وهو مع سكوتها كمل :

ترضي بيا ياداكتوره لو اتقدمتلك؟

تمره سكتت ومردتش ومنعم كمل،، طيب بلاش السؤال دا هسألك سؤال تاني بطريقه تانيه وعلى اساسه رده هتتحل باقي الاسئله لحالها … ترضي انك ترتبطي بواحد شهادته اقل من شهادتك، وتعليمه اقل من تعليمك،، بس قلبه اكبر من اي قلب ممكن تقابليه فحياتك وشايلك محبه تكفي الكون كله..

استمرت مليكه علي سكوتها وفهم منعم ان دا رفض منها،، ولكن زوقها واخلاقها منعوها انها تجرحه..

اتنهد بصوت خلي قلب تمره رفرف عليه وقالها بيأس : طيب ياداكتوره ردك وصل،،وخدي مني وعد يحاسبني عليه ربنا قبل منك،، اني هبعد عنك ومهكلمكش تاني،، وخصوصاً بعد ماكشفتلك المدسوس فقلبي،، بس ليا عندك طلب اخير ،،امانه عليكي تخليني فبالك ومتنسينيش،، خليني اخطر علي بالك كل فين وفين وافتكريني بالخير،،

وان كان عليا اني مهتروحيش من بالي واصل،، وكل ماهبص علي الجرح بتاع العمليه هفتكرك،،

وهقول كان حلم متحققش، وكانت نجمه فالسما شبيت واني فاكر اني هطولها كيف العيل الصغير اللي عيشب عشان يطول نجمه لامعه فالسما زغللت عنيه،، او يمشي لاحق القمر مفكر انه هيحصله،، وفالاخر كله محصلش،، سلام ياداكتورة القلب والروح ..

قالها وقفل السكه وساب تمره ثابته كيف الصنم معتتحركش ومش مصدقه الكلام اللي قالهولها منعم دا ولا كانت عارفه ايه اللي بيجرا لحال قلبها،،، دقايق فضلت مش مستوعبه اللي اتقالها دلوك لكنها لما ابتدت تستوعب وترجع الكلام فدماغها تاني ادايقت من نفسها قوي،،

ادايقت عشان سابته يفهم انها رفضته عشان مستوي تعليمه،، ادايقت عشان زعل لانه ظن انها ممكن تكون مستقليه بيه ودي مش الحقيقه ابدا،، وادايقت عشان زعله وكسرته اللي اكيد حاسس بيها دلوك،، واللي ميستاهلهاش ابدا،،

ايوه هي كانت ناويه تقفل عليه كل الطرق وتمنعه انه يكلمها،، لكن ليه لما وعدها بالبعاد ادايقت بالشكل ديه،،

قامت ومعرفتش تذاكر ليلتها ولا كلمه،، وفضلت لنص الليل تفكر فمنعم وكلامه وكل حاجه قالهالها،، وفوسط دا كله جربت تتخيله زوج ليها وسألت نفسها هل ياتري هينفع؟

والغريبه ان عقلها مااعترضش ابداً علي الفكره بالعكس،،

دا صورلها منعم انه بطل احلامها اللي مش ممكن تلاقي زيه لو لفت الدنيا،، لا فعقله ولا تفكيره ولا رزانته،، وشافت ان مستوي تعليمه دا مشكلش اي عائق قدام تخيلها .. ولكن فالنهاية اقنعت نفسها ان دي مجرد تخيلات..

ونامت وكلام منعم لساه عيرن فودانها..

وعدت الايام وبقت اسبوع والاسبوع بقي اسابيع وفعلا منعم نفذ وعده ليها ومتصلش بيها مره تانيه ولا حاول يتواصل معاها بأي شكل من الاشكال..

اهل مليكه لما عرفوا بخبر حملها طاروا من السعاده وخصوصا امها اللي اتأكدت ان خلاص بنتها اتثبتت اقدامها فبيت الشيخ حكيم، ومش هتفارقه،،

بعد ماقلتلها آخر مره لما كانت فالبلد انها زعلانه مع بكر واحتمال كبير يسيبوا بعض،، ولما قامت قيامة امها قالتلها دا احتمال لسه مش اكيد.

وفضلت تدعيلها ليل نهار ربنا يهدي سرها واعتقدت ان الحمل بتاع مليكه دا بركة دعاها،، وكانت عايزه تتحجج بتعب مليكه وحملها وتسافرلها لكن لما قالت لمليكه مليكه رفضت وقالتلها مفيش داعي وانها زينه ومش تعبانه.. وقطعت على احسان فسحه تانيه كانت هتتبسط فيها هي وعواد لحالهم بعيد عن ضرتها..

**************

وعدت الشهور ومليكه دخلت فشهرها الخامس،،

وفيوم زي اي يوم عادي،، اذن الفجر ومليكه اتململت فنومتها وفتحت عنيها وكالعاده لقته سايب الكنبه اللي عينام عليها من اول حملها وجاي نايم جمبها علي السرير وحاطط ايده علي بطنها..

سكتت ومتكلمتش، عشان اعترضت كتير علي نومته جارها بعد مايخليها تنام،، وقربه منها،، وملقتش لاعتراضها اي نتايج وفضل بكر مقتحم حياتها بشكل غير طبيعي والحجه الدائمه والمستمره ولده اللي فبطنها واللي مش هيسيبها معاه لحالها عشان عيحميه منها..

اول ما ماليكه نزلت من السرير ووقفت علي الارض جاتها الدوخه اللي عتاجيها والغثيان الصباحي،، وجريت علي الحمام عشان ترجع وبمجرد ما وصلت الحوض وسندت اديها عليه حست بأديه عتحاوطها كالعاده وأيد علي وسطها وايده التانيه علي صدرها سانداه يأمه عترفع فشعرها عشان خصلاته متنزلش فالحوض ..

خلصت ترجيع وبعدها بكر عن الحوض، وفتح الميه مشي اللي فيه، وبصلها واطمن انها خلاص مش هترجع تاني وسابها وطلع،،

طلعت من الحمام بعد مااتوضت وراحت علي الصاله وكانت تمره صحيت وقاعده مع بكر، واول ماطلعت هي دخل بكر اتوضي،، اما تمره فقعدت بعيد عنهم ومصلتش لاسباب فسيولوجيه وبكر بعد الخبره اللي اخدها فالموضوع دا من مليكه مكانش محتاج يسألها مهتصليش ليه،،

واقام الصلاة وصلي بمليكه، وسلم ونزل علي الجامع قوام عشان يلحق صلاة الجماعه،،

وكعاده اكتسبها من يوم مامليكه طلعت حامل، رجع وهو جايب معاه فول وفلافل، ودي بقت اكلة مليكه الرسميه والمعتاده واللي لو بكر نسي ومجابهمش فيوم ومفطرتش بيهم تقعد مكشره طول اليوم..

قعدوا يفطروا واثناء الوكل مليكه ابتسمت وبصت لبطنها وبكر اللي عينه طول الوكت عليها ابتسم معاها لما عرف ان اكيد بته اتحركت فبطنها،، عشان معتعملش اكده غير لما تحس بحركتها،، قرب الكرسي بتاعه منها وحط يده علي بطنها وهي بدون كلام شاورتله علي مكان غير المكان اللي حاطط ايده عليه، ونقل ايده قوام مكان ماشاورت، وضحك بخفه لما حس بضربتها تحت يده..

ايوه طلعت اللي فبطنى بت،، اكتشفنا دا لما خدني بكر فآخر الرابع وراح يكشفلي الكشف الدوري بتاعي وكشفنا عن نوع الجنين… ولحظة نطق الدكتوره بنوع الجنين وقالتلنا بنت لحظتها شفت فرحه فعيون بكر مشفتهاش قبل اكده،،..

وخصوصاً وهو بيقرب من التلفزيون ويمشي اديه علي الشاشه بحنان كأنه بيلمسها حقيقي ودا خلي حتي الدكتوره استغربت عليه، وبعد ماقفلت الجهاز المفروض تمشي لكنها فضلت واقفه تتفرج عليه وهو بيساعدني عشان اقوم،، ونزلي هدومي وظبطلي نقابي ومشي جمبي ساندني لحد ماقعدني علي الكرسي قدام مكتبها، وهي جات بعد اكده وقعدت وهي بتبص لبكر ومبتسمه،،

وبعدها كتبت الروشته ومدتهالي بعد ما قالتلي عالتعليمات وقمنا عشان نمشي لكن صوتها وقفنا وهي بتقولي : مدام مليكه جوزك بيحبك اوي يابختك بيه،، قالتها وبصت لبكر مره تانيه بأعجاب وهو ابتسملها وخرجنا بعدها وانا مدايقه من بصتها ليه وحلفت الدكتوره دي منا معتبه عيادتها تاني،، وبالفعل غيرتها..

خلصنا الفطار وقمنا عشان نلبس وننزل الجامعه ولأن الايام دي هي الايام الاخيره فالترم التاني، وبعدها اجازه وخصوصاً ان رمضان خلاص باقي عليه ايام،، فالحضور ضروري جدا عشان نشوف ايه آخر قرارات الدكاتره بخصوص الامتحانات والمنهج هيحزفوا ايه ويخلوا ايه..

ونزلنا علي الجامعه وكالعاده وعلي حسب تنبيهات البيه مبخرجش من القاعه غير للقاعه التانيه وبين كل محاضره ومحاضره اتصل عليه واقوله خلصت وهو يجيني هو وتمره او هو لوحده،، ولازم تكون معاه حاجه يديهاني عشان آكلها،،

بصراحه اهتمامه دا بيا خلي عيون كل البنات عليه، ودايما مخليني اسمع تعليقات اني يابختي بيه،، والهم واحد زي جوزك،، وياريتني بدالك،، وجوزك كامل من مجاميعه جمال واخلاق وحنان،، وكتير من الكلام اللي كان بيخليني احس انهم لو يلاقوا فرصه يخطفوه مني خطف، ودا كان بيدايقني جدا،، وكتير قولتله بطل اللي بتعمله دا ومتجينيش القاعه تاني لكني بكلم فمين؟ فاديني بستحمل وخلاص.

اما في البلد

المحلج كمل من كل حاجه وافتتاحه كان من شهر،،

وخلال المده دي منعم كان طول الوقت مع تميم فالمحلج، يأمه فالمندره معاه هو والشيخ حكيم وسخاوي اللي اتعودوا عليه وحسوا انه بقي واحد منهم،، وخصوصا لما اكتشفوا انه قد ايه انسان مكافح وجدع وشهم ورزين وعاقل ومتطلعش منه العيبه،، لدرجة انهم احيانا كانوا بياخدوا رأيه ففصول كانوا بيتناقشوا فيها قدامه،

اما حكيم فكان اعجابه بمنعم اعجاب خاص، لقدرته علي خطف اللي قدامه بكلامه واستيلائه علي كامل انتباهه بطريقته الفريده فالكلام وفتح مواضيع تناسب عقلية وتفكير الانسان اللي قدامه،، وبيتكلم مع كل شخص بطريقه مختلفه كأنه بيملك كذا شخصيه وكل شخصيه عارفه هي هتطلع لمين.. وكان اليوم اللي ميجيش فيه منعم للمندره وميشفهوش فيه حكيم يكلمه آخر النهار يطمن عليه ولو فاضي يقوله تعالا..

واشتغل المحلج وطلع اول انتاجه والخير اللي جه منه زي ماكانوا متوقعين واكتر كمان،، ودا اللي كلل تعب منعم وتميم بالنجاح وخلي فرحتهم تكمل ويحمدوا ربنا ليل نهار

وبسبب القرب اللي بقي بين منعم وبينهم،، واستنادا علي محبته اللي متأكد انها بقت فقلوبهم ليه،، قرر انه يجرب حظه فحاجه ياصابت ياخابت،، وعارف انها لو خابت هتخسره كتير،، والخساره هتكون متمثله فخسارته لمحبته فقلوب الشيخ حكيم وولده ونسيبه سخاوي والبعد عنهم ،،

وغلط الغلطه اللي بألف غلطه وعمل اللي محدش منهم كان يتوقعه،، وطلب ايد الدكتوره تمره من ابوها الشيخ حكيم..

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الحادى والثلاثون من رواية جمارة ج2 بقلم ريناد

افنح حساب فى افضل شركة وساطة عربية

زر الذهاب إلى الأعلى