رواية جانا الهوى بقلم الشيماء محمد
افنح حساب فى افضل شركة وساطة عربية
مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية رومانسية مصرية جديدة للكاتبة المتألقة الشيماء محمد الشهيرة بشيمو والتي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلة على موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الأول من رواية جانا الهوى بقلم الشيماء محمد.
رواية جانا الهوى بقلم الشيماء محمد – الفصل الأول
رواية جانا الهوى بقلم الشيماء محمد – الفصل الأول
جرس منبه بيرن بإزعاج وفضل يرن لحد ما أخيرا وقف .. وشوية ورن تاني فصاحبتنا قفلته وكملت نوم ولحظات ودخلت مامتها تصحيها : يلا قومي هتتأخري على كليتك ، اصحي بقى لسه قدامك سفر .
اتململت همس على سريرها واتكلمت بنعاس واضح : يوووه يا ماما شوية صغيرة وهقوم .
أصرت أمها وهي بتسحب الغطاء من فوقها : لا قومي يلا ، انتي قلتي عليكي محاضرات مهمة .
كشرت همس وفكرت شوية وافتكرت انها مش هينفع تتأخر فعلا أكتر من كده فقامت وهي بتبرطم : يوووه عليكي يا فاتن يعني لازم تفكريني وتصحيني ، حلو النوم .
ابتسمت بحب : ايوة حلو النوم بس مش للي وراه أشغال ، يلا يا حبيبتي على كليتك ، هروح أجهزلك فطار عقبال ما تجهزي .
هزت همس راسها بموافقة واستعدت ليوم جديد ، لبست وخرجت لقت مامتها جهزت الفطار لكن هي مستعجلة مش عايزة تتأخر فوقفتها مامتها بأمر: انتي يا بت اقعدي افطري الأول .
وقفت قدام السفرة وهي بتخطف كام لقمة على السريع من غير ما تقعد اصلا وده عصب أمها واعترضت : يا بت اقعدي وكلي لقمة زي مخاليق ربنا .
ردت عليها بسرعة من غير ما تبصلها : لا هتأخر ، يدوب أوصل القاهرة الطريق بياخد ساعتين إلا بابا فين كده ؟ نايم ولا ايه ؟
هزت رأسها بنفي: لا ده نزل من بدري
– جهزتلها ساندوتشات ومدت ايدها بيهم – خدي دول كليهم في الطريق حتى .
جت همس تمشي وقفتها أمها فجأة : هو انتي هتفضلي كده على طول ؟
بصتلها باستغراب : كده اللي هو ازاي يعني ؟ قصدك ايه ؟
وضحت والدتها بضيق: قصدي على البنطلون والقميص اللي انتي لابساهم ، نفسي أشوفك مرة لابسة فستان ولا عاملة زي البنات ما بتعمل !
وقبل ما ترد كانت أختها الكبيرة هند داخلة الصالة طالعة من أوضتها ، قاطعت كلامهم : يا ماما مش وقته الكلام ده سيبيها هتتأخر، وبعدين هي رايحة كليتها مش رايحة فرح .
فاتن بتهكم: ده على الأساس في الفرح بتلبس فساتين ؟
اتحركت همس وهي بتشكر أختها بعينيها انها أنقذتها من والدتها اللي ما بتيأسش من محاضرتها دي: أشوفكم آخر الأسبوع إن شاء الله .
خرجت وهي شايلة شنطتها على كتفها وبتفكر هتروح المدينة الجامعية الاول تحط حاجاتها ولا تطلع على الجامعة على طول ؟ اتنهدت وسألت نفسها ليه ما دخلتش أي جامعة في المنصورة ؟! وليه دخلت جامعة القاهرة ؟
فاتن وهند تابعوها بعينيهم لحد ما خرجت وبعدها فاتن بصت ناحية بنتها الكبيرة بتساؤل: وانتي ؟
استغربت هند : انا مالي ؟ أنا حلوة اهو ؟
قعدت قدامها وشبكت ايديها ببعض : انتي مش هتفرحيني بيكي ؟ هتفضلي ترفضي عريس ورا التاني لامتى ؟ انتي ……
قطعت جملتها وكملتها هند بجدية: انا مابقيتش صغيرة وداخلة على التلاتين ، عارفة والله يا ماما بس أنا مش هتجوز أي واحد والسلام لمجرد اني ما آخدش لقب عانس ، الناس بتتكلم عمال على بطال .
اعترضت امها بحزن : يا حبيبتي ما تقوليش عانس دي انا مش قصدي حاجة والله انا بس نفسي أشوفك فرحانة في بيت جوزك ونفسي اشيل عيالك قبل ما ……..
قاطعتها بنتها مرة تانية : بعد الشر عليكي وربنا يخليكي لينا يارب ، لما يجي نصيبي يا ماما لكن زي ما قلتلك مش هتجوز اي حد والسلام ، مش هتجوز غير إنسان مقتنعة بيه تماما حتى لو مش هتجوز خالص ، ودلوقتي بعد اذنك هقوم اجهز علشان ما أتأخرش على المدرسة المدير الجديد رخم وبيغلس على أي حد بيتأخر .
سابتها هند وتابعتها والدتها لحد ما دخلت أوضتها، مستغربة حال ولادها وتفكيرهم، كل واحد له شخصية مختلفة وتفكير مختلف عن أي حد في سنهم، واتمنت لو تقدر تدخل عقلهم وتفهمهم أكتر، قاطع سرحانها ابنها الكبير بيعاكسها : الجميل سرحان في ايه كده ؟
رددت بشرود : في الجواز .
بص لوالدته ببلاهة مستغرب من تفكيرها : جواز ؟ جواز ايه كفى الله الشر
بص حوليه وشاكسها : إلا أبويا فين كده وسايبك ؟
بصت لابنها بتذمر: جوازكم انتوا يا دكتور نادر ، إلا سيادتك مش بتتجوز ليه ها؟ قلت أتخرج واتخرجت ، قلت أخلص الامتياز وخلصت ، قلت أتخصص وأشتغل واشتغلت ، مستني ايه تاني ها ؟ توصل للأربعين ؟ لاحظت تغير ملامحه والحزن سيطر عليه فغيرت لهجتها واتكلمت بحنان : ما آنش الأوان بقى يا حبيبي تنسى وتعيش حياتك بقى ؟ العمر بيجري يا نادر وأنا نفسي يا حبيبي أشيل عيالك ؟
حرك رأسه وحاول يبتسم قدامها ويطرد الذكريات اللي طاردته: ربنا يسهل يا أمي ، كل حاجة بأوان زي ما بيقولوا
– حاول يهزر عكس اللي حاسس بيه- عندك عروسة يعني قدامك ؟
وقفت بفرح: أشوفلك من بكرا عروسة بس أنت تشاور و توافق .
ابتسم لفرحتها و وقف قدامها بهدوء: أمي أنا مش معارض فكرة الجواز نفسه بس صدقيني مفيش واحدة شدتني ليها مش أكتر ولا أقل .
اختفت ابتسامتها ولامته : ماهو طالما جنابك في شغلك ومكتبك وعيادتك ليل نهار هتشوف اللي هتشدك منين وفين ها ؟ سيادتك مش عايز دكتورة زيك ومش بتتعامل غير مع دكاترة أو مرضى هتشوف اللي تشدك دي في أنهي داهية بس .
اتراجع نادر باستسلام : أمي ورايا مستشفى نكمل الموضوع ده بعدين مش وقته خالص دلوقتي .
باس راسها وخرج قبل ما تكمل كلامها؛ لأنها لما بتفتح في الموضوع ده ما بتقفلش بسهولة .
تابعته وهو خارج من باب الشقة وقعدت محبطة لحد ماأخيرا مسكت تليفونها ورد عليها زوجها بسرعة: خير يا فاتن مش بعادة ترني عليا بدري أوي كده .
ردت بغضب : عيالك مش عايزين يتجوزوا.
اتنهد خاطر بارتياح لأنه اتوتر من اتصالها البدري ده : يا فتاح يا عليم ، وده وقته ده؟! ما تخليهم براحتهم وكل واحد لما نصيبه يجي هيتجوز ، دي أرزاق يا أم نادر مش بتخطيطنا احنا ولا بايدينا .
ردت باستنكار : يعني ايه نسيبهم كده ؟ يعيشوا كده ابنك داخل على الأربعين و …..
قاطعها وهو بيحاول ينهي الموضوع : أربعين ايه حرام عليكي ده يدوب دخل التلاتينات وبعدين براحتهم مش هنجبرهم لأن دي حياتهم وهم هيخططولها ويختاروا شركاء حياتهم ، قدامك عروسة كويسة خليه يشوفها ويختار لكن مش هنفرض عليه هو أو اخواته ودلوقتي ورايا شغل أبقى أكلمك بعدين .
قفل التليفون وهي اتعصبت أكتر من الأول لأن هو في نظرها اللي بيشجعهم انهم يتمادوا بإضرابهم عن الجواز .
وصلت همس جامعتها وحضرت أول محاضرة وبعدها جريت بسرعة على الكافيتريا تجيب ساندوتشها المفضل قبل المحاضرة اللي بعدها ما تبدأ ، أخدت ساندوتش الشاورما المتغرق بالتومية على وشه وبصتله باستمتاع ويدوب هتمشي خطوتين راحت مخبوطة في واحد وساندوتشها بهدل قميصه
الشخص بص لقميصه بصدمة وردد : تومية ؟ وعلى الصبح ؟ وعلى قميصي ؟!
همس ارتبكت وبصت لقميصه المبهدل واعتذرت بسرعة : أنا آسفة جدا ماكانش قصدي أبدًا .
طلعت من شنطتها بسرعة مناديل وحطتهم فوق التومية على قميصه بتوتر أو بمعنى تاني لزقتهم عليها وسابتهم وهو مذهول تماما من تصرفها، بصلها باستنكار: وكده ايه ؟ حليتي الموضوع يعني ؟!
بصتله بتذمر : طيب أعملك ايه يعني ؟ قلتلك آسفة مش قصدي .
رفض اعتذارها بضيق: وأعمل ايه أنا بأسفك ده ؟ همشي ازاي بقميصي بالشكل ده ولا بريحته دي ؟ – سكت وبعدها كمل بسخرية واستغراب- وبعدين من امتى حد بيفطر بشاورما على الصبح ولا بكمية التومية دي ؟
همس عينيها وسعت من الدهشة فردت بغيظ: وانت مالك انت أفطر أنا بايه ؟ وبعدين مش متقبل أسفي الحيطان قدامك كتير
– بصتله بتكبر وكملت – بعد اذنك .
حالة من الذهول ثبتته مكانه مش بينطق بس بيتابعها بعينيه بغيظ وهي بعد ما مشيت خطوتين رجعتله تاني وبصت لعينيه وقالت بتهكم : قميصك اتوسخ سوري بس تعايش مع الواقع .
مشيت وراحت لأصحابها وهي مخنوقة ومتغاظة منه واللي غاظها أكتر انه كان وسيم بطريقة نرفزتها وخصوصا بنظارته السودا اللي رافعها على راسه واللي زاد غيظها أكتر وأكتر انه عارف انه وسيم وبيتعامل على الأساس ده ، رددت بينها وبين نفسها بتذمر: هو علشان حلو يعني ووسيم وطول بعرض هيشوف نفسه؟!
قاطع تفكيرها صاحبتها هالة بتساؤل : ايه يا هموس مالك ؟
بصتلها بغيظ : خبطت في واحد بارد ومنشي واتأسفت بس سيادته مش قابل أسفي ، أعمله ايه يعني ؟ بني آدم بارد .
خلود صاحبتها بصتلها بسخرية : تلاقي حضرتك بصيتيله من فوق لتحت – قلدتها- قلتيله انت ازاي أصلا تخبط فيا ؟ مش اتأسفتيله .
ضيقت همس عينيها وردت بتهكم: خفة يا بت ، المهم سيبكم من البارد ده أنا قلتله اللي فيه النصيب ، حد عرف مين الدكتور اللي هيجي مكان دكتور عبداللطيف ؟
كلهم شاوروا لا بس زميلهم محمد عبدالمقصود رد : سمعت انه لسه راجع من برا واخد الدكتوراه ويدوب راجع وسمعت انه جد زيادة ورخم زيادتين.
اعترضت همس : أي حد بيكون عملي بتقولوا عليه رخم ، وبعدين احنا يهمنا مستواه لكن رخم ولا مش رخم ده مش موضوعنا احنا مش هنناسبه ، المهم أنا هتمشى شوية وأقابلكم في المحاضرة .
سابتهم وراحت تقعد مع نفسها وخرجت كشكولها اللي بتكتب فيه أفكارها وخواطرها أو أشعار والمشكلة انها لما بتبدأ تكتب بتنسى العالم بما فيه .
وصلت هند مدرستها وحضرت طابور الصباح وهي سرحانة في كلام مامتها ، هل هي فعلا عنست ؟ هل سن ال ٢٧ سنة ده كبيرة فعلا وفاتها قطر الجواز ؟ بس هتعمل ايه ؟ مفيش أي حد من اللي اتقدمولها كانوا مناسبين ، ماحستش ان اي حد فيهم ممكن ينفع زوج ليها ، يعنى هترمي نفسها مع أي حد والسلام علشان الناس ما يقولوش اهيه اللي فاتها قطر الجواز ؟
كشرت وحركت راسها برفض وإصرار انها مش هتتجوز غير إنسان تحس بيه ويحس بيها مهما سنها يكبر .
دخلت الفصل وبصت للطلبة قدامها واتنهدت وبدأت درسها :
Good morning, let’s start our lesson today
عدى الوقت وخلصت ونزلت قعدت مع زمايلها مها وأسماء وبدأوا يفطروا ويجيبوا سيرة كل مدرس شوية وهي بتبصلهم بدون اهتمام وشوية وانضملهم كام مدرس ومدرسة واتسعت دايرة الرغي والقيل والقال.
شوية وقربت منها أسماء وهمست : فيكي ايه يا هنود ؟ مش بعوايدك النهارده ، مالك مطفية كده ليه ؟
ابتسمت وبصتلها : لا عادي بسمعكم مش أكتر .
اتدخلت مها في الحوار : تلاقيكي سمعتي موشح طنط بتاع الجواز ، مش بتتنحي كده غير لما تتكلموا في الموضوع ده.
اتنهدت هند وما ردتش فابتسمت مها : يبقى فعلا طنط قامت بالواجب معاكي كالعادة ، ما قلتلك تعالي اتجوزي أخويا وانتي مش راضية ، ماله بذمتك ؟ طول بعرض بحلاوة .
خبطتها أسماء وسكتتها : اخوكي ايه اتنيلي ، تعالي يا بت أجوزك ابن عمي واهو دكتور وشغال مع أخوكي في نفس المستشفى ويعرفوا بعض .
اعترضت مها : على فكرة أخويا عنده سوبر ماركت قد الدنيا اينعم هو خريج تجارة بس اهو خريج جامعي وعنده شغله وبيكسب .
قاطعتها أسماء : بس ده دكتور و…..
قاطعتهم هند بغيظ وصوتها بقى عالي شوية : بس انتوا الاتنين ، أنا ورايا حصة بعد اذنكم .
سابتهم ومشيت تقعد لوحدها واتنهدت بغيظ من أصحابها اللي بيلقفوها لبعض وكأنها لعبة كل واحد عايز ياخدها لنفسه أو لحد تبعه ، هي مش هتتجوز ابدا بالطريقة دي ومحدش هيختارلها شريكها ابدا .
نادر في المستشفى وبيتنقل من كشف للتاني وكلام مامته بيدور في عقله بس هو ما قربش للأربعين ومش حاسس انه كبير للدرجة دي وبعدين يعمل ايه في ذكرياته اللي بتطارده ليل نهار؟ يعمل ايه في الحب اللي مسيطر على قلبه ؟ ازاي يتخطاه ؟ ماهو لو بأيده كان اتخطاه من زمان فدلوقتي كل همه يكبر في شغله ويتعلم أكتر وأكتر ، هو بيعشق شغله لدرجة كبيرة وعشقه ومتعته لما بيعمل عملية قلب مفتوح ويتفرج على القلب بينبض أو يمسكه بايده ، ابتسم ابتسامة حزينة لأنه دكتور قلوب ومش عارف يهدّي قلبه اللي عايش على ذكرى وبيكون هينفجر من مجرد الذكرى دي ، ولا عارف دوا لقلبه اللي مشغول بحب مالوش أمل ولا له نهاية .
قاطع أفكاره إيمان الممرضة : اللي واخد بالك يا دكتور .
بصلها باستغراب : مين واخد بالي ؟ مفيش حد ، المهم في حد برا تاني ولا خلاص كده؟ ورايا عملية .
ابتسمت وهي بتقربله وبتسند على المكتب قصاده : في مريض قلبه واجعه أويييي .
اتضايق من أسلوبها وطريقة كلامها وده ظهر في طريقة كلامه : دخليه واطلعي وابعتيلي يسرا.
كشرت واعترضت : بس انا النهارده اللي مع حضرتك ويسرا مع دكتور عادل.
اتنهد باستسلام : دخلي المريض يا إيمان وبطلي لوك لوك كتير وروحي شوفي يسرا لو هتقدر تيجي خليها تيجيلي اتفضلي .
خرجت بغيظ من عنده لأنها ما بتصدق يجي دورها معاه وهي بغبائها بتضايقه ودايما بيمشيها ويطلب يسرا ، اشمعنى يعني يسرا اكمنها كبيرة يعني ولا ايه ؟
قابلت ابتسام صاحبتها اللي ضحكت أول ما شافتها : أكيد طردك بما ان وشك مقلوب كده .
اعترضت بغيظ : بني آدم بارد ما شوفتش انا دكتور في رخامته دي ، كل أما أحاول أتكلم يطردني ، على فكرة أنا أشطر ممرضة في قسم القلب وهو مصمم يطلبها .
ضحكت ابتسام : شاطرة اه بس لسانك طويل وبعدين هو بيرتاح في التعامل مع يسرا ، هي برضه شاطرة وبعدين كبيرة في السن وده بيخليه بطبيعته معاها مش بيحاسب على تصرفاته أو كلامه وبيكون تلقائي معاها ، انتي مش بتشوفيه ازاي بيكلمها أو بيتعامل بهدوء معاها ؟ بيحس معاها بالأمان لكن معانا بيخاف .
ابتسمت إيمان للتفسير ده وأكدت : اه عندك حق هو بيخاف مننا وعلشان كده بيحط مسافة بينا لكن هي بيعتبرها زي أمه ولا أخته الكبيرة – كشرت تاني- بس انا مش عايزة أضيع يومي معاه.
فكرت ابتسام وعينيها وسعت : ارجعي وقوليله انها مشغولة ومش هتقدر تيجي وخليكي معاه بس المرة دي بطلي هزارك الرخم وخليكي جد و وريه شطارتك يمكن بعدها يطلبك انتي .
اتحمست إيمان جدا : عندك حق انا هوريه مين هي إيمان وهوريه شطارتي ، يلا باي هرجعله.
رجعت عنده بسرعة واستغرب لما شافها وبصلها وهو قاعد على الجهاز اللي قدامه بيعمل أشعة للمريض : فين يسرا ؟
قربت وهمست : مش هتقدر تيجي للأسف .
بصلها بضيق وكمل كشفه وهي وقفت ساكتة بس قبل ما يطلب حاجة بتديهاله وهو استغرب سكوتها مع فهمها للي عايزه بدون ما يطلبه .
خلص كشف المريض و وقف : مفيش حد تاني برا؟
ردت بعملية: لا خلاص ، المريض اللي في أوضة ٢٠ جاهز للعمليات.
استغرب أكتر من أسلوبها الجديد : طيب كويس هروح أستعد – بصلها قبل ما يخرج- هتيجي معايا ؟
كانت هتبتسم وتصرخ اه بس دارت تعبيراتها وردت بعملية تامة : اه هروح أستعد بس همر على المريض الأول أطمن ان كل حاجة تمام وحالته مستقرة.
استغرب ومشي لغرفة العمليات بس ما شغلتش أفكاره كتير لان وراه عملية مهمة وصعبة ولازم يركز .
بقلم / شيموووووو
همس فاقت من سرحانها وبصت لساعتها فصرخت : يا لهوووووي المحاضرة !
طلعت تجري وللأسف لقت الباب مقفول وده معناه ان الدكتور دخل وقفل الباب ، خبطت ودخلت وفوجئت أو اتصدمت لما اكتشفت ان الشخص اللي خبطته واتريقت عليه هو الدكتور الجديد واستغربت لأنها كانت متوقعاه كبير في السن زي باقي الدكاترة، فاقت من أفكارها على صوته الهادي : افندم ؟
بصتله بأسف : ممكن أدخل ؟ بعد اذنك يعني؟
بص لساعته وبصلها بصرامة : حضرتك متأخرة ربع ساعة ، الربع ساعة دي ممكن أسمح بيها لو أول محاضرة علشان المواصلات وكده لكن التانية آخري لو اتكرمت وسمحت لحد يدخل هيكون خمس دقايق ، فسوري مش ممكن تدخلي .
بدأ يكمل شرحه وهي لسه واقفة مكانها فبصلها باستغراب : ايه مستنية ايه ؟ لما بقول لا مش بغيرها، اتفضلي برا.
قرب منها علشان يقفل الباب وراها بغرور وهي بترجع بضهرها مصدومة لأنها تقريبا أول مرة بتتطرد من محاضرة ، بصلها وابتسم وقبل ما يقفل الباب اتكلم ببرود : انتي اتطردتي من محاضرتي ، سوري بس تعايشي مع الواقع .
قفل الباب وهو مبتسم بانتصار ومش عارف هو ليه ماوافقش انها تدخل؟ وليه حس نفسه عيل بيلعب كمان ؟
همس مشيت وهي بتطلع نار من وشها وبتبرطم بينها وبين نفسها واستنت أصحابها يخلصوا وخرجوا وأول ما شافوها ضحكوا وفضلوا يتريقوا عليها شوية .
ضحك زميلها أحمد خلف (شهرته خلفاوي) : تعيشي وتاخدي غيرها.
بصتله بحنق بدون ما ترد عليه .
هالة بصتلها بتأثر : سوري يا هموسة بقى، هبقى أصورلك المحاضرة .
اعترضت همس بغيظ : يغور هو ومحاضرته ، بني آدم رخم.
ضحكت خلود وفكرتها : بني آدم ايه ؟ رخم ؟ لا لا مش مهم أبدا دمه المهم عقليته احنا هنناسبه ولا ايه؟ مش ده كان كلامك ولا نسيتي من ساعتين ؟
بررت بغيظ : ده قبل ما أعرف انه هو البني آدم الرخم ده ، ماهو ده اللي خبطت فيه الصبح .
كلهم تنحوا وخلود بتريقة : اللي بهدلتي قميصه ؟ علشان كدا ما قلعش چاكيت البدلة طول المحاضرة مع ان الجو حر؟!
ابتسمت همس بشماتة: أحسن يستاهل يفطس من الحر، هو اسمه ايه الرخم ده ؟
جاوبتها هالة : اسمه سيف ، سيف عز الدين الصياد .
بصتلها همس باستغراب : ومالك بتقولي اسمه وكأنه حاجة كبيرة أوي كده؟! ده حتة دكتور لا راح ولا جه قال سيف عز الدين قال ، اسمه رخم زيه .
اعترضت خلود : لا لا هتغيري رأيك لما تحضري محاضرة له ، على فكرة أسلوبه تحفة في الشرح وبجد بجد هو مش رخم أبدا بالعكس .
زادت تكشيرتها ودورت وشها بعيد بس زميلها محمد أيد كلام خلود : فعلا دي أول مرة أفهم حاجة في المايكروسوفت ، كنت حاسس الدكاترة بتتكلم ألغاز أما هو حسيته بيتكلم كلام أقدر أفهمه ، أنا بصراحة حبيته وناوي أحضر كل محاضراته.
استمر النقاش عن الدكتور الجديد وهمس بتسمع بغيظ بس في نفس الوقت بتفكر في ابتسامته لما ابتسم وهمسه قبل ما يقفل الباب في وشها .
آخر اليوم الدراسي هند خرجت من حصتها وحاسة انها منهكة وبتنزل على السلم وقفها أستاذ هاني مدرس التربية الرياضية : مس هند أخبارك ايه؟
ابتسمت بعملية : بخير الحمد لله يا مستر هاني.
كانت هتكمل طريقها بس وقفها بابتسامة: كنت عايز آخد رأيك في كام بنت انهم يلعبوا في فريق كرة الطائرة للبنات .
استغربت وبصتله : أنا ايه علاقتي بفريق الكرة للبنات ؟ أنا مُدرسة انجلش .
وضحلها : هم من الفصل بتاعك اللي حضرتك رائدة فيه.
اتنهدت بتعب من محاولات هاني في انه يتكلم معاها في أي موضوع وبصتله وبحزم : مش معنى اني رائدة الفصل اني ليا علاقة بفريق البنات حضرتك المفروض بتختار البنات اللي بتعرف تلعب اللعبة دي أو عندها لياقة أو مقدرة انها تلعب أو تتعلم مش بناء على رأيي يا مستر هاني ، بعد اذنك .
سابته بدون ما تديله أي فرصة يرد عليها وهو فضل متابعها لحد ما اختفت وحس بإحباط انه مش عارف يوصلها أو يتكلم معاها وكل ما بيحاول يقرب هي بتصده .
نزلت لأوضة المدرسين وبتلم حاجتها وقربت منها مها : هنود اوعي تكوني زعلتي مننا ، احنا والله بنهزر انتي عارفة احنا بنحبك اد ايه .
ابتسمتلها بتفهم : عارفة يا مها ما تقلقيش انا مش بزعل منكم أبدا وعارفة انكم بتهزروا.
ابتسمت مها بس وضحت : بس موضوع أخويا مش هزار نفسي والله أعرفك عليه و……
قاطعتها هند : مها حبيبتي أنا مش محتاجة حد يعرفني أو يجيبلي عريس ولو احتجت صدقيني مش هلاقي أقرب ليا منكم أنتي أو أسماء وعلشان خاطري بلاش كلام كتير في الموضوع ده ، يلا أنا همشي وأشوفكم بكرا.
انسحبت بسرعة وروحت لبيتها وحاولت تظهر طبيعية علشان مامتها ما تفتحش نفس الحوار تاني .
((بقلم / الشيماء محمد احمد ))
نادر قضى يوم متعب في أوضة العمليات وبالفعل كانت العملية صعبة جدا بس إيمان كانت عملية جدا وكانت دراعه اليمين وده خلاه يغير نظرته ليها ؛ هي بالفعل شاطرة وفاهمة هي بتعمل ايه وهو بيعمل ايه .
خرج من أوضة العمليات وهي وراه ، بصلها بهدوء : ماكنتش متخيل انك شاطرة كده يا إيمان.
ماقدرتش المرة دي تمنع ابتسامتها العريضة : دي شهادة أعتز بيها منك يا دكتور ، ياريت بقى تبطل تطردني من نبطشياتك .
ابتسم هو كمان : لو استمريتي كده مش هطردك أبدا ، أنا هريح شوية ولو في حاجة كلميني ، خليكي مع المريض لحد ما يفوق وتعالي بلغيني .
وافقت بسرعة وهي الفرحة مش سايعاها وجريت لابتسام صاحبتها حضنتها : نصيحتك كانت في الجون ، تخيلي ابتسملي وقالي اني شاطرة وانه هيخليني معاه .
ضحكت صاحبتها: مش قلتلك هو عملي وهيحب اللي معاه يكون زيه عملي ؟
اتنهدت إيمان بتمني: بس ياريته يحس بيا أو يشوفني انا .
فوقتها صاحبتها بجدية: فوقي هو بس اتكلم عن شطارتك فما تعيشيش في وهم ، هو زي ماهو ما اتغيرش ومالوش في الحب والعشق ومن يومه جد فمش معنى انه ابتسملك انه هيحبك .
كشرت إيمان : أنا رايحة للمريض اللي خرج من العمليات ، ده انتي رخمة بجد.
ضحكت ابتسام : الحق عليا مش عايزاكي تتوهمي وتفوقي من الوهم ده .
راحت للمريض وقبل ما توصل لمحت نادر خارج من عنده واتمنت لو ما راحتش عند ابتسام ، هو لمحها واتكلم بضيق : انا مش قلتلك تتابعي المريض؟ سيادتك سيبتيه وروحتي فين؟
اتوترت إيمان وحاولت تبرر: أنا يدوب …..
قاطعها بصرامة : مش عايز أسمع أعذار لو مش هتقدري تنفذي تعليماتي يبقى تقولي لكن شغلنا هنا مافيهوش أعذار وانتي عارفة ده كويس وعارفة ان تأخرنا عن أي حالة ممكن يخلينا نخسر الحالة دي .
بصت للأرض بحزن : آسفة يا دكتور مش هتتكرر تاني.
بصلها وأكد : مش هتتكرر فعلا لانها لو اتكررت مش هتفضلي هنا في المستشفى دي .
سابها ومشي وهي تابعته لحد ما اختفى واستغربت ازاي بيتحول بالشكل ده ؟
أما هو دخل غرفة الاستراحة واستغرب هو ليه زعق بالشكل ده فيها وحالة المريض مستقرة ؟ ليه مش بيتكلم بهدوء زي باقي الدكاترة ؟ ليه دايما جد وعصبي وحازم بالشكل ده ؟ ولامتى هيفضل خايف يخسر أي مريض أو يتأخر عليه ؟
يوم جديد وهمس في كليتها وبتحضر كل محاضراتها وبتقضي معظم وقتها في المكتبة بتشوف المراجع اللي الدكاترة بتطلبها أو بتشتغل منها وكلها إصرار انها تتعين معيدة في الجامعة واهيه فاضلها سنة وتتخرج، سنة واحدة بس وتحقق حلمها ، آخر النهار حست انها جعانة جابت ساندوتشها المفضل وراحت تقعد على جنب لوحدها فوق عربية شكلها عجبها فاختارتها وقعدت سرحانة بتاكل بتلذذ وقدامها كشكول خواطرها بتحاول تكتب فيه بس سرحانة تماما لحد ما قاطعها صوت بيتهكم : هو انتي على طول بتاكلي كده ؟
اتفاجئت من الصوت وصاحبه وبصتله شوية بتركيز بدون ما تنطق حرف واعترفت لنفسها ان وهو ماسك الچاكيت على ظهره بالشكل ده ونظارته مرفوعة كده في منتهى الوسامة ، استوعبت انه اتكلم فحاولت تتجاهله وبصت لكشكولها بعدم اهتمام مصطنع : أعتقد ان أكلي حاجة ما تخصكش.
رفعت راسها وبصتله وأضافت بكبرياء : شوف حضرتك جوا المحاضرة انت الدكتور بتاعي وده على عيني وراسي ، لكن برا المحاضرة انت مجرد واحد واقف بيضايقني فلو سمحت .
قالت جملتها ورجعت لكشكولها وهو فضل واقف مكانه متابع طريقتها اللي شافها لطيفة! ، فرد باستفزاز: حقك بس ياريت حضرتك تنزلي من على العربية ، وبعدين في أماكن كتيرة مخصصة للقعدة فيها غير فوق العربيات .
همس قفلت كشكولها بغيظ وبصتله : أستغفر الله العظيم ، حضرتك مالك انت ؟ كان صاحب العربية اشتكالك ؟ ولا عينك محامي له ؟ ممكن لو سمحت تتفضل تشوف حضرتك رايح فين لانك بتعطلني ؟
سيف استغرب من كلامها وعصبيتها بس نوعا ما هو مستمتع بعصبيتها دي وبكل هدوء بصلها : هتفضل أمشي لو حضرتك اتكرمتي ونزلتي من فوق عربيتي
– ركز أوي وهو بينطق كلمة عربيتي وكمل – علشان أمشي بيها ولا ايه رأي سيادتك ؟
همس اتصدمت لان آخر حاجة كانت تتوقعها انه من دون كل العربيات دي تختار عربيته هو تقعد عليها وهمست لنفسها بحسرة ((هو الحظ معاكسني ليه مع البني آدم ده؟! ))
بصتله بصدمه وكررت ببلاهة : عربيتك ؟
ابتسم ببرود : اه عربيتي ولا عندك مانع ؟ ممكن بقى تبطلي تعطليني وتنزلي من فوقها ولا ايه ؟
همس لمت الحاجة بغيظ ونزلت بعصبية: اتفضل عربيتك .
مشيت وهي متغاظة من بروده وبعد ما بعدت شوية بصت ناحيته بفضول لقته لسه واقف مكانه متابعها فجريت بسرعة وراحت لأصحابها .
سيف فضل متابعها لحد ما اختفت وضحك لما جريت واستغرب من نفسه لأن دي أول مرة يعمل الحركات دي أو يرخم على طالب كده . راح لشغله في شركة والده وطول اليوم بيفكر فيها وفي الحظ اللي بيجمعهم كل شوية .
في يوم محاضرة سيف ، همس صحيت بدري جدا ونزلت لأنها كان لازم تقعد في أول صف ومش هتديله فرصة يحرجها تاني أبدا أو يتريق عليها .
سيف صحي من نومه واستغرب من حماسه ونشاطه ، بيلبس هدومه ومهتم أوي بمظهره و مامته دخلت وهو بيجهز : صباح الخير يا حبيبي ، نازل بدري أوي النهارده ليه؟
ابتسم وبصلها : عندي محاضرة بدري ، محتاجة حاجة؟
ابتسمت : لا يا حبيبي سلامتك .
تابعته وهي مبتسمة ومركزة معاه أوي فلاحظ نظراتها وسألها: بتبصيلي كده ليه ؟ في حاجة ؟
ابتسمت وحركت راسها بنفي : لا مفيش بس ليه مهتم أوي بمظهرك كده ، سرحت شعرك كذا مرة، حطيت برفان كذا مرة ، بتعمل كل حاجة وتأكدها ليه ؟ في ايه مهم النهارده؟
استغرب كلام والدته واستغرب أكتر تصرفاته وحاول يظهر عادي : عادي يعني وبعدين امتى نزلت مبهدل يا أمي ولا ماحطيتش برفان ؟ ده الطبيعي .
وقفت واستسلمت : مجرد إحساس مش أكتر وبعدين عادي يعني لو كان وراك حاجة مهمة أو ميعاد مهم أو حد مهم.
ابتسمت وهي بتقول آخر جملة فقرب منها باس خدها : عادي فعلا بس للأسف مفيش حاجة من اللي في دماغك يلا أنا نازل عايزة حاجة ؟
أحبطت من كلامه بس حافظت على ابتسامتها وسألته قبل ما يمشي : هتتغدى معانا النهارده؟
بصلها بهدوء: ما أعتقدش عندي اجتماع في الشركة بعد الجامعة ومعرفش هخلص امتى يلا باي .
وصل الجامعة و راح لمكان محاضرته وقبل ما يدخل وقف للحظات مستغرب إحساسه وأول ما دخل عينيه بتلقائية اتقابلت مع عينيها وحس بنظرة تحدي ، لقى نفسه بيبتسم وبيبصلها وهو بيقول بهدوء : السلام عليكم.
الطلبة ردت وهو حاول يكون عملي : هنكمل كلامنا بتاع المرة اللي فاتت حد يفكرني وقفنا فين ؟
همس كانت أول حد يرد عليه وهو استغرب وردد بخفوت : يعني الوحيدة اللي ماحضرتش المحاضرة هي اللي ردت عليا – مط شفايفه – شيء مبشر ، طيب نكمل كلامنا – بص للسبورة وراه وكأنه افتكر حاجة وبص للطلبة – صح نسيت أسألكم مين أول الدفعة السنة اللي فاتت ؟
هالة جاوبته بحماس : الباشمهندسة همس هي أول الدفعة السنتين اللي فاتوا .
بصلها بتساؤل : همس اللي هي مين ؟
جاوبته همس بفخر : أنا .
سيف بصلها كتير وباستغراب : انتي ؟
اتضايقت من طريقته واستنكاره : ايه شكلي ما يديش أولى الدفعة ؟
وضح سيف قصده : الموضوع مش شكل بس أول الدفعة ده بيكون شخص مهتم بمواعيده مش أكتر .
دافعت عن نفسها بنزق : دكتور مش معنى اني اتأخرت في محاضرة مرة اني إنسانة مهملة أو مستهترة حضرتك ما ينفعش تحكم عليا من مرة واحدة و ……
قاطعها بهدوء : أنا ماقلتش أبدا ان حضرتك إنسانة مستهترة بس أنا شخص ما بحبش الأعذار مش أكتر، آسف لو كنت طردتك بس زي ما وضحت ما بحبش الأعذار
– قبل ما يديها أي فرصة تكمل كلامها قال – دلوقتي نرجع لمحاضراتنا .
قبل ما يبدأ شرح قلع نظارته السودا وبدأ محاضرته وطول الوقت همس متابعاه ولاحظ من أسئلتها انها فعلا ذكية وتستاهل تكون الأولى .
غصب عنها اعترفت جواها إنه زي ما أصحابها قالوا له طريقة مميزة في الشرح وانه هو نفسه شخص متميز ، حاولت تركز أكتر وتوريه انها مش مستهترة زي ماهو أخد فكرة عنها ولازم تثبتله انها تستاهل وعن جدارة انها تكون أولى الدفعة .
أول ما خلصت المحاضرة سيف لبس نظارته بسرعة وبدأ يلم حاجته ولاحظ ان همس بتقربله وهمست بخفوت : بعد اذنك يا دكتور.
رد بدون ما يبصلها : اتفضلي عايزة تسألي في ايه ؟
همس بتوتر : لا مش عايزة أسأل بس كنت عايزة أعتذر لحضرتك عن أسلوبي المرة اللي فاتت بس انا ماكنتش أعرف حضرتك .
ابتسم وبصلها بتفحص من تحت نظارته اللي نزلها شوية لتحت وهمس كان نفسها لو تشدها من على وشه علشان تشوف عينيه كويس بس فاقت على صوته المرح : مش لايق عليكي الاعتذار يا همس – تابع كلامه بابتسامة استفزاز- أقولك حاجة برا المحاضرة أنا مجرد واحد عادي مش الدكتور بتاعك فما تخلطيش الأمور ببعض ، فلو عايزة تعتذري يبقى برا المحاضرة وانا واحد عادي مش الدكتور بتاعك .
اتضايقت أكتر وقربت منه وبتحدي هي نفسها مستغربة مصدره : انا مش هعتذر تاني ولا برا ولا جوا.
ابتسامته وسعت ورد ببرود : وانا ماكنتش مستني منك اعتذار ، بعد اذنك.
سابها ومشي بس كان نفسه يعرف تفاصيل أكتر عنها .
همس بعد ماهو مشي ابتسامتها المرحة ظهرت وحست انها مبسوطة وراحت لأصحابها قعدت معاهم بس سرحانة تماما لحد ما خلود فوقتها : همممممس انتي فين نحن نناديكي من الأرض حول .
بصتلها بغيظ : رخمة ، المهم انتوا ايه رأيكم في دكتور سيف ؟
خلود ضحكت : سيف قلتيلي ، قولي كده بقى .
بصتلها همس : قصدك ايه بقى ؟ لا انتي عارفاني كويس انا أقصد رأيكم ايه في شرحه ؟ شرحه حلو صح ؟
ضحكت خلود : شرحه ؟ هو من جهة حلو فهو حلو بس مش شرحه بس .
بصتلها همس باستغراب : قصدك ايه ؟
كملت هالة : قصدها انه شرحه حلو وخفة دمه وشياكته وشكله وكل حاجة فيه يا بنتي ، ده مز من الآخر كده .
همس وقفت باعتراض : انتوا بنات فاضية انا أصلا غلطانة اني قاعدة وسطكم انا رايحة المكتبة سلام .
دخلت المكتبة وراحت تدور على المرجع اللي سيف قال عليه لحد ما لقته وهي بتمد ايدها تاخده كانت في ايد تانية بتتمد لنفس الكتاب .
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الأول من رواية جانا الهوى بقلم الشيماء محمد