صفوت عباس يكتب: ( الخلق ليسوا صنفين.. )

(الخلق صنفين وتالتهم ياحسره مافيش.. صنف ابن شياطين وصنف غلبان يمشي جنب الحيط…)
كان علي نيته عمنا صلاح جاهين عندما وصف الناس هكذا في تتر مسلسل الحرافيش.
وربما كان الحال كذلك فعلا ان الناس وقتها وبكل وقت صنفين مابين غالب ومغلوب علي امره وجارِ ومسحول وغني جدااا وفقير وعلي حسب التعبير الدارح (فقير دقه)
من ايام وافق أمس مجلس النواب بشكل نهائي على مشروع تعديل قانون الإيجار القديم المقدم من الحكومة، والذي يهدف إلى تنظيم العلاقة بين المالك والمستأجر في الوحدات السكنيه والاداريه، وأيضا إنهاء عقود الإيجار القديمة بشكل تدريجي، ونظرا لتأثير هذه الخطوة على ملايين مخاطبين بالقانون بين مالك ومستأجر انقسم الناس بين مؤيد ومعارض ومتفرج في جدل ونقاش شديد .
الملاك وفق القانون القديم يشعرون بالظلم لتدني القيمه الايجاريه وبظلم اخر بان العلاقه الايجاريه مستديمه وتورث والطرف الاخر يري ان القيمه كانت كافيه وافيه وقت التعاقد وان العقارات بنيت بتكلفه ضئيله قديما وان الملاك استفادوا كثيرا من العلاقه قديما وذلك بمنطق مائل ومريض يتناسي انهيار قيمه العمله مع الزمن وارتفاع قيمه العقار ويتناسي ايضا ان وحده قد تكون علي بعد امتار من العين المؤجره قديما قد تكون قيمتها الايجاريه حسب الايجار الجديد بالاف الاضعاف من قيمه الايجار القديم.
الامر فيه ظلم لحق بالملاك وتم تعديله مع مده انتقاليه وماكان جديرا ان تثار حوله كل هذه الضجه…
بالمقارنه بقانون انهاء العلاقه الايجاريه بين ملاك الاراضي الزراعيه والفلاحين والذي انهي العلاقه القديمه التي تقول بالمزارعه بنسبه النصف من الانتاج لكل طرف او ان يسدد
الفلاح للمالك ماقدره ٧ امثال الضريبه الساريه وكانت تعادل قيمه زهيده وكان القانون يورث العقد لابناء واحفاد المزارعين ولايجرؤ مالك في ان يمر بجوار ارضه… مر هذا القانون بسلاسه وانتهت اثاره رغم انه حرم المزارعين من ((مصدر قوتهم)) ولم يجد ملايين المزارعين من يصخب لحالهم او يدافع عنهم لان من صخب ودافع هذه المره ليسوا اطراف في تلك العلاقه الزراعيه وليس منهم من هو مستفيد باستئجار وحدات في ارقي المناطق بقيم متدنيه!!، او انهم علي ابواب انتخابات برلمانيه يقومون بدعايه مبكره لها.
.. اثار القانون صخبا طبقيا بين الاغنياء والفقراء او بين من كانوا من طبقه غنيه تدهور حالها مع الزمن وبين طبقه كانت فقيره لحد انها لاتملك مسكنا فاستاجرته وضحك لهم الزمان فاصبحوا يمتلكون وحدات وفيلات في كمباوندات راقيه لكنهم باصرار علي ان يستفيدوا بوحدات رخيصه تذكرهم بحاله بؤسهم القديم.
.. لايوجد ثراء تاريخي عتيق في مصر فاغلب المصريين حتي نهايه حكم محمد علي باشا كانوا فقراء ومن اثري منهم بعد ذلك اما كان من الحاشيه وحاشيه الحاشيه للخديو او الملك او خدم دائره الاقطاعي من عمد ومشايخ بلد ودلالين وخوله مزارع الاقطاعي والذين اغتنموا هباتهم من اطيان لتفلت من تطبيق قانون الاصلاح الزراعي عليها او من حواريي الراسمالي الذين هربوا لهم املاك واموال للافلات من تاميمها ثم اثري بعد ذلك مراكز القوي واعضاء الاتحاد الاشتراكي وبعدهم اثرياء انفتاح السادات وبعدهم منتسبوا الحزب الوطني ومستثمروا عهد مبارك..
ولانه في عرف الجميع ان الثراء هو من يحدد الطبقه وثقافتها وسكنها وتعليم ومراكز ابنائها ولان الثراء اغلبه يتم بالفرص وليس المهاره فان اصناف الخلق وطبقاتهم تتارحج بزئبقيه صعودا وهبوطا في فترات وجيزه حسب ماتسنح به الفرص فان الصراع الطبقي يتحول فيه الناس من اسفل الي اعلي وبالعكس حسب المتاح من الفرص والمتوفر من فهلوه اقتناص الفرص واستثمار وتنميه عوائدها وعليه يصبح الخلق في مصر كل ساعه في صنف جديد غير ثابت.
مشاكل وهموم الفقراء تحتاج الي بحث دؤوب يعمل علي تكافؤ الفرص واتاحتها للجميع بعدل والعمل علي تمكين قوي للفقراء ليرتقوا بحالهم يسدوا عوزهم وليس عن طريق المتاجره بحالهم وحل مشاكلهم علي حساب فئات اخري ربما يكونوا قد صاروا الان في وضع اقل او بائس.