خبير زراعي يدعو لاتخاذ تدابير ضرورية لوقاية النباتات من الحرارة الشديدة

حذر خبير زراعي من تأثير ارتفاع درجات الحرارة الشديدة على النباتات، خاصة الثمار ويسبب أضرار كثيرة وقلة المحصول.
واستعرض الدكتور عبداللاه سيد حسين، أستاذ وقاية النبات الأضرار التي تؤثر على النباتات ومنها الإجهاد الحراري الذي يسبب ذبول النبات، وتباطؤ أو توقف النمو، وانخفاض حيوية النبات بسبب تعطيل العمليات الفسيولوجية الحيوية مثل التمثيل الضوئي وانخفاض كفاءة التمثيل الضوئي، ويقلل من قدرة النبات على إنتاج الطاقة اللازمة للنمو وتلف الأوراق والأزهار، حيث تسبب الحرارة الشديدة حروقًا وذبولًا في الأوراق واحتمالية تلف الأزهار أو فشلها في إنتاج الثمار بشكل طبيعي.
وكذلك تلف الجذور بسبب ارتفاع حرارة التربة، مما يقلل قدرتها على امتصاص الماء والمغذيات ويؤثر على نمو النبات بالكامل وزيادة معدل النتح وفقدان الماء من أنسجة النبات، مما يؤدي إلى جفاف وذبول النبات.
وقد يؤدي إلى موت النبات إذا استمر الجفاف، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات الإصابة بالآفات والأمراض، حيث تزداد كفاءة ونمو الحشرات والجراثيم الممرضة مع درجات الحرارة المرتفعة مما يرفع الضغط على النباتات ويكون لها تأثير سلبي على إنتاجية المحاصيل وجودتها، حيث تقل الغلة الزراعية بسبب توقف التمثيل الغذائي وانخفاض معدلات النمو، خصوصًا عندما تتجاوز الحرارة 40 درجة مئوية، فضلا عن خلل في عملية التلقيح والإخصاب، ما يؤدي إلى تقليل حجم وثقل الثمار، ونقص المحصول الكلي بما يؤثر على القيمة الاقتصادية للحصاد.
نصائح الخبراء تشمل الحرص على تنفيذ تدابير وقائية
ودعا أستاذ وقاية النبات إلى ضرورة إجراء الري المناسب، التظليل، والرعاية الخاصة أثناء موجات الحر للحفاظ على صحة النباتات وتقليل الأضرار، مشددا على
مع أهمية مراقبة درجات الحرارة وتأثيرها على النباتات لاتخاذ الإجراءات المناسبة للحفاظ على الإنتاج الزراعي واستدامته.
يمكن تطبيق عدة تدابير وقائية لتقليل ضرر الحرارة على المحاصيل الزراعية، منها:
- تقريب فترات الري خاصة للمحاصيل حديثة الزراعة (كالطماطم والفلفل والباذنجان) مع الري في الصباح الباكر أو وقت المساء لتقليل التبخر، ويُفضل استخدام الري بالتنقيط للحفاظ على رطوبة التربة.
- التغطية بالملش (النشارة) على سطح التربة، مثل استخدام قش الأرز أو نشارة عضوية، حيث تساعد هذه الطريقة على خفض درجة حرارة التربة، الاحتفاظ بمياه الري ومنع إنبات الحشائش.
- استخدام شباك التظليل أو الأجريل لتظليل النباتات أو الصوب الزراعية، مما يقلل من تعرضها لأشعة الشمس المباشرة ودرجات الحرارة المرتفعة.
- الرش الوقائي بالمركبات الكيميائية مثل مركبات البوتاسيوم وسلفات البوتاسيوم وسيليكات الألمنيوم وغيرها، التي تساعد على تقوية النباتات وتحسين مقاومتها للإجهاد الحراري وخفض معدل النتح.
- التهوية الجيدة داخل البيوت المحمية عن طريق فتح النوافذ والأبواب، لتعزيز تبريد النباتات وتقليل الرطوبة المرتفعة التي تزيد من الإجهاد الحراري.
- تجنب زراعة الشتلات الجديدة خلال موجات الحر الشديدة وتأجيل الزراعة إلى ما بعد انحسار الموجة الحارة.
- مراقبة الحشرات والأمراض بعد انتهاء موجات الحر ورش المبيدات في الصباح الباكر لتقليل نشاط الآفات التي تزداد مع ارتفاع الحرارة.
- تحسين ظروف التربة بإضافة العناصر العضوية لزيادة قدرتها على الاحتفاظ بالماء وتوفير بيئة ملائمة لنمو الجذور.
- مراقبة علامات الإجهاد الحراري والنباتات المصابة لمعالجتها سريعًا.
- تعديل أوقات العمل الزراعي ليكون في الصباح الباكر أو فترة المساء لتجنب أشعة الشمس الحارقة.
وأوضح عبداللاه سيد حسين أن هذه الإجراءات مجتمعة تقلل من أضرار الحرارة المرتفعة على المحاصيل وتحسن من فرص الحصاد الجيد رغم الظروف الجوية الصعبة.
ولفت إلى أن شبك التظليل يلعب دورًا مهمًا في حماية النباتات من أشعة الشمس المباشرة من خلال عدة وظائف أساسية، منها:
- تخفيف حدة أشعة الشمس الحارقة بتوفير نسب ظل مناسبة، ما يقلل كثافة الضوء إلى مستويات تساعد على تحسين عملية التمثيل الضوئي للنباتات دون أن تتعرض للحروق أو الإجهاد الحراري.
- خفض درجة حرارة البيئة المحيطة بالنباتات بنحو 5-10 درجات مئوية، مما يخلق مناخًا أكثر برودة يساهم في تعزيز صحة النبات ونموه الأمثل.
- تقليل معدل تبخر الماء من التربة وأوراق النبات، مما يحافظ على رطوبة التربة ويقلل حاجة الري، وبالتالي يحافظ على موارد المياه.
- حماية النباتات من الضرر الناتج عن الأشعة فوق البنفسجية، إذ تساعد الشبكة في تصفية هذه الأشعة الضارة وتحمي النباتات من الإجهاد والأمراض المتعلقة بالتعرض المفرط للشمس.
- توفير حماية إضافية مثل العمل كمصد للرياح والوقاية من الأضرار الميكانيكية أو البيئية كالبرد والغبار وأحيانًا الحشرات، مما يزيد من استقرار وصحة النباتات.
- تحسين جودة وكمية الإنتاج من خلال توفير بيئة مناسبة للنمو وعدم تعريض النبات لضغط الحرارة الشديد الذي يقلل من الإنتاج.