في مثل هذا اليوم، 17 يوليو، رحل عن عالمنا حسين رياض، أحد أعمدة الفن المصري في النصف الأول من القرن العشرين، والذي ظل لعقود رمزًا خالدًا للأب الطيب والوجه الحنون على الشاشة.
البداية
ولد حسين رياض في حي السيدة زينب بالقاهرة عام 1897، لأب مصري وأم سورية، اسمه الحقيقي كان حسين شفيق، وهو شقيق الفنان فؤاد شفيق، لكنه اختار اسمًا فنيًا مختلفًا حتى لا تكتشف العائلة أمره في بداياته الفنية.
التحق بفريق التمثيل في المدرسة الثانوية، ثم انطلق إلى عالم المسرح عام 1916، وكانت بدايته مع فرقة جورج أبيض، قبل أن ينتقل إلى فرق أخرى مثل فرقة يوسف وهبي، منيرة المهدية، فاطمة رشدي، ونجيب الريحاني.
إرثه الفني
امتدت مسيرته لأكثر من 46 عامًا، شارك خلالها في أكثر من 320 فيلمًا سينمائيًا، 240 مسرحية، 150 عملًا إذاعيًا، و50 مسلسلًا تلفزيونيًا، ليكون من أكثر الفنانين إنتاجًا في تاريخ الفن العربي.
اشتهر حسين رياض بأدوار الأب، التى شملت شخصيات مركبة، منها الطبيب والمعلم والضابط والفقير والغني، وحتى رجل الدين والدولة، ومن بين أبرز أفلامه: رد قلبي، صراع في الوادي، الملاك الصغير، الأسطى حسن، شارع الحب، وا إسلاماه.
كواليس حسين رياض
خلال مشواره، ظل حسين رياض ممثلًا ملتزمًا بشدة، معروفًا بانضباطه وهدوئه داخل الكواليس، ومن أغرب كواليس حسين رياض، ما تعرض له أثناء تصوير فيلم الأسطى حسن، حيث كان يؤدي دور عجوز يعيش على كرسي متحرك، وبسبب التقمص وقضاء فترات طويلة، حدث له خلل عصبي أدى إلى شلل مؤقت لساقيه، ما تسبب في توقف التصوير لبضعة أيام حتى تماثل حسين رياض للشفاء وعاد إلى طبيعته.
تكريم فني
نال حسين رياض وسام الفنون والعلوم من الطبقة الأولى عام 1962، تقديرًا لعطائه الفني. وتقديرًا لمسيرته، أصدرت ابنته فاطمة كتابًا خاصًا عام 2019، وثقت فيه رحلته وكشفت عن مواقفه الإنسانية وأسرار حياته خلف الكاميرا.
رحيل في ليلة الزفاف
توفي حسين رياض في 17 يوليو 1965 أثناء تصوير فيلم ليلة الزفاف، بعدما أصيب بأزمة قلبية، ليرحل تاركاً خلفه رصيدًا فنيًا عظيمًا لا يزال حيًا في ذاكرة السينما والمسرح والإذاعة.