فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء – المجلد الثاني – العقيدة
“ظهر من قواعد تشكيل اللجنة الاهتمام بالرأي الجماعي ولاشك أن هذا أعطى الفتاوى قوة علمية لأن تبادل الرأي يسهل الوصول إلى الصواب ومن الملاحظ أن اللجنة نهجت في مسلكها اختيار الرأي الذي يسنده الدليل بغض النظر عن قائله ولذلك نرى أن غالب الفتاوى مقرونة بالأدلة كما يلاحظ أن استدلالهم من السنة في الجملة يقتصر على الأحاديث الصحيحة ساعد على ذلك تمكن سماحة الشيخ/عبد العزيز بن باز من علم الحديث ولذلك اقتصرت في عزو الأحاديث على بعض المصادر ليسهل على الباحث الرجوع إليها وأيضا خبرة فضيلة الشيخ/عبد الرزاق عفيفي في الفرق والمذاهب العقدية المعاصرة أضاف إلى هذه الفتاوى قوة علمية.
طريقة العمل في الفتاوى لما صدر الأمر بجمع الفتاوى حصلت على نسخة كاملة من الجهة المختصة وكانت فتاوى كثيرة ومتنوعة تشمل العقائد واسترشدت في ترتيبها بكتاب التوحيد للامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله والتفسير والسنة والفقه واسترشدت في ترتيبه بكتاب مختصر المقنع إلى غير ذلك.
والفتوى الواحدة كثيرا ما تشمل مجموعة أسئلة قد تزيد على الأربعين وفي مواضيع مختلفة وحتى يسهل على الراغب الرجوع إلى ما يريد بأسهل طريق رأيت ترتيبها حسب الموضوعات فحددت لكل سؤال موضوعه وأخذت للفتاوى ذات الموضوعات المتعددة صورا بعدد موضوعاتها وضممت كل سؤال إلى موضوعه واستبعدت من النشر الفتاوى التي تقتصر فائدتها على من صدرت له الفتوى مثل الأذن بإقامة صلاة الجمعة أو النظر في موضوع مقبرة إلى غير ذلك مما لا يستفيد منه القارئ وهو كثير، ثم تشاورت مع اللجنة واقتضى النظر أن تراجع من قبلهم حرصا على تحرير الفتاوى واختيار الصالح منها للنشر، ورتب لذلك ما يلزم فكنت أقرأ على سماحة الشيخ عيد العزيز، والشيخ/ عبد الرزاق معا حسبما يتيسر من الوقت ومع كثرة العمل يسر الله عرض الكثير في وقت يعتبر قليلا إذا قيس بما أنجز مع ظروف العمل فعملي يقتصر على الترتيب ومراجعة الأصل عند الاشتباه وعزو بعض الأحاديث إلى بعض مصادرها من كتب السنة وفيما يخص هذه الجزئية يلاحظ أني وبمساعدة معالي النائب، حيث كلف الشيخ/الوليد بن عبد الرحمن الفريان أثابهما الله بمساعدتي.
فكنت أذكر رقم الحديث إذا كان في الكتب التي تعنى بالترقيم وعند ذكر المجلد والصفحة قد أغفل اسم الكتاب وأعنى بذلك إذا عزوت إلى الإمام أحمد (المسند) والإمام البخاري ومسلم (الصحيح) وأبو داود والترمذي وابن ماجه (السنن) والنسائي (المجتبى) وإذا كان العزو لغير هذه ذكرت اسم الكتاب، وسيلحظ القارئ التشابه بين بعض الموضوعات لأن جواب السؤال قد يستدعي الإشارة إلى الموضوعات المتشابهة خاصة في العقائد، ورأيت جمع ما يخص البدع في العقائد إلا ما يخص الجنائز وبعض بدع الصلاة فقد ضمت إلى مكانها من الفقه، ولم أذكر اسم المستفتي لعدم استفادة القارئ من ذكره كما ذكرت أسماء المفتين ليعرف من أفتى، وأيضا الفتاوى التي يبرز فيها الحكم على الحديث وبيان معناه رأيت أن تقرر باسم السنة.
ونقلت الأسئلة كما وردت من السائل بصرف النظر عن صياغتها . اسأل الله العلي القدير أن يمنحنا الفقه في الدين والعمل بما علمنا وأن يجعل عملنا خائصا لوجهه وأن يجزل الأجر والثواب لمن أفتى ومن ساعد على نشرها وأن ينفع بها من قرأها ومن سمعها إنه سميع مجيب، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
كتبه الفقير إلى عفو ربه/أحمد بن عبد الرزاق الدويش 1992″