بنسبة تقترب من الربع.. تراجع عدد المليونيرات في مصر خلال آخر 10 سنوات

تراجع عدد المليونيرات في مصر بنسبة تقترب من الربع خلال آخر 10 سنوات (2014-2024)، بحسب تقرير الثروة الأفريقية 2024 الصادر عن شركة «هينلي آند بارتنرز» المتخصصة في شؤون الثروة والهجرة الاستثمارية.

وتضم قارة إفريقيا 135.200 مليونير (تبلغ ثروتهم الصافية 1 مليون دولار أو أكثر)، و342 «سنتي مليونير- centi-millionaires» (تبلغ ثروتهم الصافية 100 مليون دولار أو أكثر)، و21 مليارديرًا (تبلغ ثروتهم الصافية 1 مليار دولار أو أكثر)، بثروة إجمالية تبلغ 2.5 تريليون دولار أمريكي.

ومن المقرر أن يرتفع عدد أصحاب الملايين في إفريقيا بنسبة 65% في العقد المقبل، مدفوعًا بالنمو القوي في قطاعات رئيسية مثل التكنولوجيا المالية، والسياحة البيئية، وتعهيد العمليات التجارية، وتطوير البرمجيات، وتعدين المعادن النادرة، والتكنولوجيا الخضراء، والإعلام والترفيه، وإدارة الثروات.

تآكل ثروات أفريقيا

لكن هذا الزيادة لم يخلو من انتكاسات، إذ أدى انخفاض قيمة العملات وضعف أداء أسواق الورق إلى تآكل ثروات أفريقيا مقارنةً بالمعايير العالمية، بحسب بحسب تقرير الثروة الأفريقية 2024 الصادر عن «هينلي آند بارتنرز- Henley & Partners».

انخفض الراند الجنوب أفريقي بنسبة 43% مقابل الدولار الأمريكي بين عامي 2013 و2023، ورغم ارتفاع مؤشر جوهانسبرغ للأسهم، الذي يُمثل أكثر من نصف أسهم الشركات المدرجة في أفريقيا، بالعملة المحلية، إلا أنه انخفض بنسبة 5% بالدولار الأمريكي خلال تلك الفترة.

كما كان أداء العملات في معظم الدول الأفريقية الأخرى ضعيفًا مقارنةً بالدولار الأمريكي على مدى السنوات العشر الماضية، مع تسجيل انخفاضات حادة تجاوزت 75% في نيجيريا ومصر وأنغولا وزامبيا.

يمكن أن يُعزى هذا التآكل في الثروة بشكل كبير إلى التركيبة التقليدية لمحافظ الثروات الأفريقية. يميل المستثمرون الأفارقة إلى توزيع أصولهم بالتساوي بين الورق والعقارات والنقد. ومع ضعف أداء أسواق الورق الأفريقية مقارنةً بنظيراتها العالمية، ومواجهة أسواق العقارات المحلية لتحديات، وانخفاض قيمة العملات مقابل الدولار، شهد المستثمرون الأفارقة تآكل ثرواتهم على جبهات متعددة.

أسواق الثروة في إفريقيا: الخمسة الكبار

في خضم هذه التحديات، تبرز بعض مراكز الثراء البارزة في جميع أنحاء القارة. تُشكّل أسواق الثروة «الخمسة الكبار»؛ جنوب أفريقيا، ومصر، ونيجيريا، وكينيا، والمغرب- مجتمعةً 56% من أصحاب الثروات الكبيرة في أفريقيا، وأكثر من 90% من مليارديراتها.

جنوب أفريقيا ومصر في الصدارة

تتصدر جنوب أفريقيا القائمة بـ 37.400 مليونير(تبلغ ثروتهم الصافية 1 مليون دولار أو أكثر)، و102 «سنتي مليونير»، و5 مليارديرات، تليها مصر بـ 15.600 مليونير، و52 «سنتي مليونير»، و7 مليارديرات.

أغنى مدن إفريقيا

على مستوى المدن، تبرز جوهانسبرج كأغنى مدينة، حيث تضم 12.300 مليونير، و25 «سنتي مليونير»، ومليارديرين اثنين. تليها كيب تاون بفارق ضئيل، حيث تضم 7.400 مليونير، و28 «سنتي مليونير»، وملياردير واحد. كما تبرز القاهرة (7.200 مليونير)، ونيروبي (4.400 مليونير)، ولاجوس (4.200 مليونير) كمراكز حضرية للثروة.

تراجع عدد المليونيرات في جنوب أفريقيا ومصر

ومع ذلك، عند النظر إلى معدلات نمو أعداد المليونيرات بين عامي 2013 و2023، تظهر صورة مختلفة. فبينما شهدت جنوب أفريقيا ومصر انخفاضًا بنسبة 20% و22% على التوالي، شهدت دول مثل موريشيوس (87%) ورواندا (84%) والمغرب (35%) وناميبيا (32%) نموًا ملحوظًا في أعداد المليونيرات. وقد جعل معدل الزيادة المرتفع لموريشيوس ثالث أسرع سوق نموًا في الدنيا لأصحاب الملايين خلال هذه الفترة.

العقد المقبل في إفريقيا

خلال العقد القادم (حتى عام 2033)، من المتوقع أن تشهد دول مثل موريشيوس وناميبيا والمغرب وزامبيا وكينيا وأوغندا ورواندا نموًا في أعداد المليونيرات يتجاوز 80%.

ومن المتوقع أن تشهد موريشيوس، بفضل حوكمتها المستقرة ونظامها الضريبي الملائم، معدل نمو ملحوظًا يبلغ 95%، ما يجعلها من أسرع أسواق الثروة نموًا في الدنيا.

كما أن ناميبيا مهيأة لنمو ملحوظ في صافي الثروة، مع توقعات بتجاوزه 85% بحلول عام 2033. ومن المتوقع أن يجذب توجه البلاد نحو توفير السكن عن طريق الاستثمار، إلى جانب اقتصادها الغني بالموارد وموقعها الاستراتيجي، المستثمرين العالميين.