عماد عبد المحسن يكتب: الأماني من إذاعة الأغاني

هروباً من ضوضاء إذاعات “إف إم”، وبرامجها السطحية. ألجأ خاصة خلال قيادة السيارة إلى إذاعة الأغاني، فهي الملجأ إلى الأصوات العذبة، والكلمات البديعة، والألحان التي تمتع الأذن. ولكن بين هذا الخضم من المتعة تجد نفسك أمام برمجة للأغنيات تدعو إلى التعجب، فعلى سبيل المثال تخصص الإذاعة يومياً نصف ساعة للفنان فريد الأطرش من الخامسة حتى الخامسة والنصف، لكن تفاجأ قبل الموعد بساعة أو ساعة ونصف أنها تذيع أغنية لنفس الفنان، وهكذا الحال مع آخرين مثل الفنان محمد فوزي الذي تخصص له الإذاعة نصف ساعة أيضا من التاسعة حتى التاسعة والنصف. ومع تقديري للفنانين الكبيرين إلا أنهما لهما ألحان تغنى بها مطربون آخرون، فما المانع من إذاعة هذه الأغنيات خلال الفقرتين المخصصتين للفنانين الكبيرين، يمكن أن ينطبق هذا الأمر أيضا مع آخرين باستثناء الفنان الكبير محمد عبد الوهاب فهو حالة خاصة كما يعلم الجميع.
في المساء بعد السادسة مساء يزداد عدد المتابعين للإذاعة وقد أحسنت فعلاً عندما بدأت مؤخرًا تخصص وقتاً للمطربة الكبيرة نجاة الصغيرة، ولكن أين شادية، وردة، وغيرهن من اللاتي أثرين وجداننا، فيمكن أن يكون هذا الوقت المخصص بالتبادل بين الفنانات الكبيرات.
نريد تجديداً في برمجة الإذاعة، حتى لا يصيب المستمع الملل، صحيح أن تثبيت التوقيتات يتيح للمستمع أن يتابع ما يحب ومن يحب بصفة يومية، لكن الصيغ التبادلية ولو جزئياً تتيح تنوعاً وثراءً جديدا.
أما البرامج فقد غاب عنها التشويق والإمتاع، ومنذ رحيل الفنان الكبير سمير صبري لم نستمع إلى برنامج متميز، بينما تزخر الإذاعة بالنوادر التي يمكن أن يتم تخصيص برنامج لها، أو استضافة صحفيين فنيين للحديث عن بعض المطربين، كل هذا غائب عن إذاعة نحبها، ولكننا ننتظر منها المزيد