القرآن وحزب الوفد.. تصريح مثير لـ يمامة يتسبب في غضب علماء الدين

أثار تصريح لرئيس حزب الوفد، الدكتور عبد السند يمامة، جدل واسع بين الأوساط الدينية والسياسية، بعد أن قال إن حزب الوفد مذكور في القرآن الكريم، مستشهدا بآية من سورة مريم، وهو ما اعتبره بعض علماء الدين توظيف غير لائق للقرآن في سياق حزبي.
في لقاء تليفزيوني ببرنامج حقائق وأسرار المذاع عبر فضائية صدى البلد ويقدمه الإعلامي مصطفى بكري، قال عبد السند يمامة إن حزب الوفد يستعد بكل قوة لخوض الاستحقاقات الانتخابية المقبلة في يناير، سواء في مجلس النواب أو مجلس الشيوخ، مشيرا إلى أن الحزب يضم نخبة من الكفاءات الوطنية، وفريقا آخر نأمل أن يهديه الله إلى ما فيه مصلحة الحزب والوطن، بحسب تعبيره.
وخلال اللقاء، أشار رئيس الحزب إلى أن حزب الوفد مذكور في القرآن الكريم، مستشهدا بالآية الكريمة : يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَٰنِ وَفْدًا.
ردود فعل دينية قوية
هذا التصريح سرعان ما أثار ردود فعل دينية قوية، رفضت هذا النوع من الاستشهاد وربط أسماء الكيانات السياسية بآيات القرآن.
وعلق الشيخ محمد أبو بكر جاد الرب على هذا الكلام عبر صفحته الشخصية فيس بوك قائلا: “ إن قصد الكلام فتلك مصيبة وإن لم يقصد فالمصيبة أعظم، والقرآن لا يجوز بحال استخدامه لخدمة أغراض الأشخاص والأهواء. وأنا أدعو القائل إلى التوبة والاستغفار والندم، لأن الله حذّر من مثل هذه الأقوال فقال جل وعلا:”{وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ۚ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ، لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ۚ إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ}”
كما علق الشيخ مظهر شاهين، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية على صفحته الرسمية فيس بوك، قائلا:” مع كامل الاحترام والتقدير للدكتور عبدالسند يمامة، رئيس حزب الوفد، ولتاريخ الحزب العريق ودوره في الحياة السياسية المصرية، إلا أن استشهاده بالآية الكريمة: {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَـٰنِ وَفْدًا}، على أن حزب “الوفد” مذكور في القرآن الكريم، هو استشهاد في غير موضعه، ويستوجب توضيحًا واجبًا”.
وأوضح أن الآية تتحدث عن فضل الله على المتقين يوم القيامة، حيث يُحشرون إليه جماعات مكرّمة، كما يُستقبل الوفد الكريم في الدنيا، مشيرًا إلى أ كلمة (وفدًا) هنا جاءت بصيغة نكرة، تدل على الهيئة لا الكيان، ولا علاقة لها من قريب أو بعيد باسم “حزب الوفد” كمؤسسة سياسية حديثة”.
وأضاف شاهين: “من غير المقبول أن تُسقط ألفاظ القرآن على كيانات زمنية معاصرة، فكتاب الله أقدس من أن يُستعمل في تبرير الانتماءات الحزبية أو المجاز السياسي”.
واختتم بالقول: “والمؤسف أن مثل هذا القول، حتى إن قيل على سبيل المزاح أو الطرافة، غير مقبول، لأن كلام الله تعالى أقدس وأعظم من أن يُمزح به أو يقحم في سياقات لا تليق بجلاله فلنُبقِ للقرآن هيبته ومكانته، ولنحفظ له حرمته في القلوب والألسنة، ولنجعل منه مرجعية للهداية لا مجالًا للمزاح أو الاجتهاد غير المنضبط”.