عاشوراء 2025.. فضل صيامه والأدعية المستحبة فيه

يترقب ملايين المسلمين في مصر والوطن العربي، يوم عاشوراء 2025، لما يحمله هذا اليوم من فضل عظيم ومكانة خاصة في السنة النبوية، وكذلك الفضائل الروحية والنفحات الإيمانية، حيث يستحب فيه الصيام، وذلك شكرًا لله على نجاة نبي الله موسى وقومه من فرعون، كما يستحب التقرب إلى الله بصالح الأعمال، لقول النبي صلي الله عليه وسلم: «صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يُكفّر السنة التي قبله»، رواه مسلم.

ويحمل هذا اليوم مكانة عظيمة في قلوب المسلمين لما فيه من فضائل روحية ونفحات إيمانية، فقد ثبت في صحيح السُّنّة أنه يكفّر ذنوب السنة الماضية، ويستحب فيه الصيام والدعاء والعمل الصالح.

ووفقًا للرؤية الشرعية لهلال الشهر الجديد، فإن صيام يوم عاشوراء 2025، يوافق يوم غدا السبت، 5 يوليو 2025، وهو اليوم العاشر من شهر محرم 1447 هجريا.

وأوضحت «دار الإفتاء المصرية»، أنه ورد في صيام يوم عاشوراء 2025، أنه يكفر ذنوب السنة التي قبله؛ فعن أبى قتادة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أن يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِى قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِى بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أن يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِى قَبْلَهُ»، رواه مسلم.

وعن فضل صيام يوم عاشوراء أيضًا، ورد في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «ما رأيتُ النبي ﷺ يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم – يوم عاشوراء – وهذا الشهر، يعني رمضان»، كما جاء في حديث النبي ﷺ: «صيام يوم عاشوراء، أحتسب على الله أن يُكفر السنة التي قبله»، رواه مسلم.

الدروس المستفادة من يوم عاشوراء

يُجسّد يوم عاشوراء قيمة النصر الإلهي والصبر على البلاء، ففيه نَجّى الله نبيّه موسى عليه السلام من بطش فرعون، فقال النبي ﷺ: «هذا يوم نجّى الله فيه موسى من فرعون، فصامه موسى شكرًا لله، فنحن أحقّ بموسى منهم».

كما لا تغيب عن ذاكرة الأمة ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما، حفيد النبي ﷺ، في معركة كربلاء، التي شكّلت رمزًا خالدًا للفداء والثبات على الحق.

سبب تسمية عاشوراء وحكم صيامه منفرداً

وعن سبب تسمية يوم عاشوراء بهذا الاسم لأنه يوافق اليوم العاشر من شهر الله المحرم، وهو أول شهور السنة الهجرية، ويعد من الأيام المباركة التي أنقذ الله فيها نبيه موسى عليه السلام من ظلم فرعون، ولهذا صامه النبي ﷺ وحثّ المسلمين على صيامه.

وأوضحت «دار الإفتاء» عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: أنه يجوز شرعًا صيام يوم عاشوراء منفردًا؛ لأن لم يرد نهي عن صومه منفردًا؛ بل ورد ثبوت ثواب صيامه فقط؛ فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المَدِينَةَ فَرَأَى اليَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: «مَا هَذَا؟»، قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى، قَالَ: «فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ»، فَصَامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ. أخرجه البخاري، والأجر والفضل ثابت لمن صامه ولو منفردًا، إلا أنه يستحب صوم يوم قبله أو بعده لمن استطاع.

الأدعية المستحبة في يوم عاشوراء

يتقرّب المسلمون في هذا اليوم إلى الله بالدعاء والتضرع، ومن أفضل الأدعية المستحبة في عاشوراء:

اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقِنا عذاب النار.

اللهم اجعلنا من التائبين، واغفر لنا ذنوبنا، واكتب لنا القبول في هذا اليوم المبارك.

اللهم في يوم عاشوراء، قرّبنا إليك، ويسّر لنا أمرنا، وارزقنا الخير والرحمة والمغفرة.

يا أرحم الراحمين، نسألك البر والتقوى، والعفو عما مضى، وأن تكتبنا من عتقائك من النار.

عاشوراء.. فرصة سنوية للتوبة والتجديد

يُعد يوم عاشوراء محطة إيمانية سنوية لتجديد العهد مع الله، وفتح صفحة جديدة بالتوبة والعمل الصالح، في بداية عام هجري جديد.

ويحرص غالبية المسلمين على اغتنام هذا اليوم بالصيام والدعاء، والأعمال الصالحة كصلة الأرحام، وقراءة القرآن، والذكر، والتقرب إلى الله بكل أوجه البر.