حسين فهمي: نسعى لإقامة دورة جيدة هذا العام | فن وثقافة
يطلق مهرجان القاهرة السينمائى الدولى دورته الـ٤٥، مساء اليوم الأربعاء، وسط تحديات كبيرة، بعد تأجيل تلك الدورة العام الماضى بسبب أحداث غزة والحرب الإسرائيلية في فلسطين، وهو ما وضعه مهرجان «القاهرة السينمائى» نصب عينيه في تلك الدورة المؤجلة، فكثير من فعاليات دورته الـ٤٥ وأفلامها وبرامجها مخصصة لتحية فلسطين، بدءًا من فيلم الافتتاح «أحلام عابرة»، للمخرج الفلسطينى رشيد مشهراوى، إلى جانب الاهتمام بالتواجد الفلسطينى في كافة الفعاليات.
وكشف الفنان حسين فهمى، رئيس مهرجان القاهرة السينمائى، عن الصعوبات والتحديات التي قابلت إدارة المهرجان بعد إلغاء الدورة الماضية، بسبب الظروف والمعاناة التي مر بها الشعب الفلسطينى، مشيرا إلى أنه لم يستطع تقديم الدورة في وقت آخر بسبب أن المهرجان الدولى لابد أن يقام في مواعيد محددة.
وقال «حسين»، في تصريحات صحفية: هذا العام كان مليئًا بالتحديات، خصوصًا بعد الظروف التي مرت بالمنطقة العام الماضى، والتى فرضت علينا التأجيل، لم يكن بالإمكان إقامة المهرجان في ظل المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطينى، حيث يُدمر الوطن ويتعرض الآلاف من الأطفال والنساء وكبار السن للقتل، تسبب التأجيل في تعقيدات لوجستية كبيرة بسبب الخطوات التي كانت قد تمت بالفعل لدعوة ضيوف المهرجان، مثل حجز تذاكر الطيران والفنادق.
وأضاف: تحتم علينا إعادة ترتيب كل هذه الأمور في فترة زمنية وجيزة، والاعتذار للجان التحكيم والتواصل مع الاتحاد الدولى لجمعيات منتجى الأفلام لشرح الموقف ولم يكن من الممكن إعادة جدولة موعد المهرجان، لأن المهرجانات الدولية لابد أن تقام في مواعيد محددة، مع انعقاد الدورة هذا العام كان علينا أن نبدأ من جديد، ونشكل لجان تحكيم جديدة، ونختار أفلامًا جديدة، نظرًا لأن بعض الأفلام التي اخترناها قد عُرضت في مهرجانات أخرى، وكما تغيرت ظروف الكثير من أعضاء لجان التحكيم، وعملنا بجد لاستعادة ثقة الجميع في المهرجان ونجحنا في إقناع المهرجانات الدولية الأخرى بتفهم الموقف، ونسعى لإقامة دورة جيدة جدًا هذا العام.
وحول تحديات الميزانية والظروف المالية والاقتصادية قال «حسين»: الظروف المالية الصعبة تحدٍ يواجه جميع المهرجانات في العالم، ولدينا وضع استثنائى لأننا نعمل بنظام مزدوج يجمع بين القطاعين العام والخاص، حيث لدينا الرعاة والدعم الحكومى، ونجحنا هذا العام في استعادة ثقة الرعاة، ومن الجهة الأخرى فإن الدولة تدعم مبادراتنا وتوفر لنا التسهيلات والإمكانيات اللازمة، ووضعنا المالى جيد جدًا هذا العام، فالميزانية مستقرة وتتيح لنا العمل بفاعلية، ولدينا عدد كبير من الرعاة وغالبية الشركات المتعاونة معنا هذا العام هى شركات مصرية، مما يعكس دعم مهرجان القاهرة السينمائى الدولى للصناعة المحلية، وبفضل هذه الشراكات المتميزة استطعنا أن نضمن إطلاق الدورة الجديدة من المهرجان بشكل لائق، كما أصررنا على مقاطعة أي شركة أو جهة موجودة على قائمة المقاطعة لأننا مؤمنون بقضية الشعب الفلسطينى، وهو موقفنا الثابت الذي يتجاوز أي تحديات.
وتحدث حسين فهمى، رئيس مهرجان القاهرة السينمائى، عن فريق العمل الجديد الذي يقود المهرجان تحت رئاسته: «القاهرة» أحد مهرجانات الفئة الأولى، وينبغى أن يحافظ على مستوى يليق بوضعه الدولى، وهذه هى النقطة الجوهرية التي ينبغى ألا نحيد عنها، والتى يجب أن يجتمع عليها فريق إدارة المهرجان، فطوال السنوات الماضية كانت لدى رؤية واضحة تعكس طموحنا للمهرجان، وأعمل جاهدًا على تنفيذها، وأنا مؤمن بأن التوافق بينى وبين فريق الإدارة حول هذه الرؤية أساسى دون وجود تناقض في وجهات النظر، وأرى أن التناغم بين أعضاء الفريق كان ملموسًا بشكل كبير هذا العام، مما ساهم في تعزيز جهودنا لضمان نجاح المهرجان.
وأضاف «حسين» عن الدورة الـ٤٥: لدينا برنامج أفلام قوى ومهم جدًا، والدورة الحالية ستشهد تركيزًا كبيرًا على القضية الفلسطينية من خلال تسليط الضوء على السينما الفلسطينية، فنحن نؤمن بأهمية إبراز هذه القضايا من خلال الفن والسينما، حيث يعكس كل فيلم قصة ومعاناة شعب، كما سيكون هناك أيضًا اهتمام خاص بقضية الشعب اللبنانى والسينما اللبنانية، ونحن نسعى إلى تقديم منصة للفنانين وصناع الأفلام من فلسطين ولبنان لعرض أعمالهم، وذلك ليس فقط للاحتفاء بالفن، ولكن أيضًا لإيصال رسائل قوية للعالم عن معاناة هذه الشعوب وتطلعاتها، وأبرز ملامح الدورة الحالية من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى أنها تسعى لأن تعكس القيم الإنسانية التي نؤمن بها.
وعن رؤية المهرجان هذا العام لتعزيز دعم الشباب وطلاب وصناع السينما، في ظل تزايد البرامج والعروض المخصصة لهم في الدورة الحالية قال: ترأست مهرجان القاهرة السينمائى الدولى لأربع دورات متتالية من عام ١٩٩٨ وحتى ٢٠٠١، ثم عدت لتوليه مرة أخرى في العام ٢٠٢٢، لطالما كنت مهتمًا بدعم الشباب من صناع وطلاب السينما، فأنا نفسى كنت طالبًا في معهد السينما يومًا ما، وكنت أحضر المهرجان وأشاهد الأفلام، حينما كنت رئيسًا للمهرجان سابقًا، كنت أحرص على إرسال أفلام المهرجان لطلبة المعهد، حيث كانت تُعرض في قاعة سيد درويش، كما كنت دائمًا حريصًا على توفير تذاكر مخفضة لطلاب معهد السينما وطلاب الجامعات عمومًا، ونسعى دومًا لتقديم كل التسهيلات لمن يهتمون بصناعة السينما ويرغبون في مشاهدة أفلام من ثقافات مختلفة حول العالم، لأن هذا ما يهمنى أن يكون المهرجان استعراضًا لثقافات متنوعة من جميع أنحاء العالم، ونافذة على أفلام مميزة تختلف عن تلك التي تُعرض في القاعات طوال العام، إنها فرصة ثقافية وفنية مكثفة أحرص على أن يستفيد منها الشباب عامةً وليس فقط طلاب وصناع السينما.
وتابع: هذا العام، نشهد أيضًا دعمًا أكبر لصناع الأفلام من خلال زيادة عدد مشاريع الأفلام المشاركة في برنامج ملتقى القاهرة للصناعة مقارنةً بالسنوات السابقة، كما نعيد إحياء سوق مهرجان القاهرة السينمائى التي توقفت منذ سنوات طويلة، حين كنت رئيسًا للمهرجان سابقًا، أسست هذه السوق لتكون منصة لاستعراض معدات سينمائية جديدة لم تكن متوفرة في مصر آنذاك، وقد حققت نجاحًا كبيرًا، حيث تم تمديد المعرض من ثلاثة إلى ستة أيام بسبب التفاعل الكبير من المنتجين الذين تعاقدوا على تلك المعدات، وأؤمن بأن المهرجان يجب أن يشمل فعاليات متنوعة تدعم صناعة السينما وصناع الأفلام، وأن عودة السوق السينمائية لمهرجان القاهرة خطوة مهمة تعيد للمهرجان حيويته وتواكب التطورات المستمرة في عالم المهرجانات.
وحول الاهتمام الكبير بترميم التراث السينمائى في هذه الدورة قال: يشكل خطوة بالغة الأهمية في دعم صناعة السينما وتعزيز الروابط بين الأجيال، وإننى متحمس للغاية لمشروع ترميم كلاسيكيات السينما المصرية العظيمة، بالتعاون مع الشركة القابضة ومدينة الإنتاج الإعلامى، وتمكنا هذا العام من ترميم عشرة أفلام، وهناك اثنا عشر فيلمًا أخرى قيد الترميم، كما سيتم تزويد جميع الأفلام المرممة بترجمة تتيح أيضًا للجمهور الأجنبى فرصة الاستمتاع بتراثنا السينمائى الغنى، كل هذه الجهود تعكس التزامنا الراسخ بدعم صناعة السينما المصرية والحفاظ على إرثها.
وأضاف عن أماكن عروض الأفلام: كانت عروضنا مركزة حول محيط دار الأوبرا، حيث يُقام المهرجان، لكن اليوم تمكنا من التوسع إلى المدن السكنية الجديدة على أطراف القاهرة مثل مدينة أكتوبر والتجمع الخامس من خلال الشراكة مع سينما فوكس، وبرأيى أنها خطوة مهمة جدا وضرورية حتى يصل المهرجان إلى فئات أوسع من الجمهور، خاصة هؤلاء الذين لم تعد منطقة وسط القاهرة تمثل المركز الحيوى بالنسبة لهم مع توسع المدينة.