الاخبار

مفتي الجمهورية: جمود الفكر الديني أدى إلى انتشار التطرف والإلحاد بين الشباب

رضيت بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًا

0:00

أكد فضيلة الدكتور نظير عيَّاد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم أن القرآن الكريم هو أعظم معجزة إلهية، خالدة بخلود الدهر ودالة على صدق النبوة، وأن القرآن الكريم قد تميز عن باقي المعجزات الإلهية بأنه معجزة عقلية تناسب مستوى الإدراك البشري، الذي بلغ أوجَهه في عصر النبوة، مما يجعله صالحًا لكل زمان ومكان، ومنهجًا للحياة يحمل في طياته آيات بيِّنات تبقى دليلًا خالدًا على صدق الرسالة النبوية.

وشارك فضيلة الدكتور نظير عيَّاد في افتتاح المؤتمر العالمي الأول للإعجاز العلمي في القرآن والسنة النبوية المطهرة، المنعقد في القاهرة بمركز مؤتمرات الأزهر الشريف، في الفترة من 26 إلى 27 أكتوبر 2024، بمشاركة نخبة من العلماء والباحثين من مختلف الدول، ويهدف المؤتمر إلى مناقشة قضايا الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسُّنة النبوية، بأسلوب علمي ومنهجي، وترأس المؤتمر الدكتور علي فؤاد مخيمر، رئيس ومؤسس جمعية الإعجاز العلمي المتجدد.

حضر المؤتمر كل من، الدكتور عبد الله المصلح، الرئيس الشرفي للجمعية والأمين العام للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، والدكتور محمد صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر الشريف، ممثلًا عن الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، والدكتور أيمن عمر، وكيل وزارة الأوقاف للدعوة، نائبًا عن الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف.

وشدد فضيلة المفتي في كلمته، على أهمية مثل هذه المؤتمرات العلمية، في مواجهة التحديات الفكرية والعلمية المعاصرة، وتوجيه الأبحاث الدينية لتتناول قضايا الإعجاز العلمي وَفْق أسس منهجية.

وأوضح فضيلته، أن جمود الفكر الديني يمثل تحديًا رئيسيًّا يواجه الدعوة الإسلامية في العصر الحديث، وأن هذا الجمود أدى إلى انتشار الفكر المتطرف والإلحاد بين الشباب، وهو ما يدعو المؤسسات الدينية إلى تعزيز النقد الذاتي، وإعادة النظر في طرق وأدوات تقديم الفكر الديني، مؤكدا أن الإسلام دين علم وحوار، ومن هنا تأتي ضرورة مواجهة جمود الفكر الديني، الذي لا يتناسب مع طبيعة الإسلام وحاجات المسلمين في الزمن الراهن. 

وقال إن الجمود الفكري يقف حائلًا أمام فهم الشباب لمعاني الإسلام الصحيح، ولذا فإننا بحاجة إلى إحياء روح الاجتهاد الفقهي وتطوير أساليب تقديم المعرفة الدينية بصورة عصرية تتناسب مع واقع الشباب وتحديات العصر.

وقال الدكتور نظير عياد إن قضية الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسُّنة النبوية، لها أهمية كبيرة في الوقت الراهن مع تزايد الاكتشافات العلمية والكونية التي قد تتقاطع مع النصوص الدينية، مؤكدًا أن التعامل مع هذه المسائل يتطلب منهجًا علميًّا ورؤية متوازنة تفرق بين الحقائق العلمية الثابتة والفروض المتغيرة.

وقال إن المبالغة في إخضاع النصوص الدينية للفروض العلمية، لا سيما الفروض المتغيرة، قد أوجدت تناقضات استغلها الملحدون والمتشككون للطعن في الدين، والتشكيك في الرسالة الإسلامية، مما يحتم علينا أن نتعامل مع هذه المسائل بحكمة واعتدال.

داعيا إلى ضرورة التكامل بين الدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية لمواجهة هذه القضايا، ومشددًا على أن هذا التكامل يساعد في بناء رؤية متوازنة ومتكاملة عن الإعجاز العلمي، ويوفر إطارًا معرفيًّا ومنهجيًّا يمكن من خلاله التناول الرشيد لقضايا الإعجاز العلمي، بما يتوافق مع ثوابت الدين ويعزز من مصداقية النصوص الدينية أمام المتغيرات العلمية.

وقدم فضيلته، عددا من التوصيات التي تهدف إلى توجيه الأبحاث الدينية والعلمية نحو معالجة قضايا الإعجاز العلمي بمنهجية علمية رصينة، حيث دعا إلى ضرورة تكوين الباحثين وتأهيلهم علميًّا ومنهجيًّا من أجل التعامل مع هذه القضايا، وإلى ضرورة التنسيق بين المؤسسات العلمية والدينية لتوفير البرامج التدريبية اللازمة التي تعزز من مهارات الباحثين وتساعدهم في تقديم دراسات وأبحاث تُسهم في خدمة قضايا الإعجاز العلمي.

كما دعا إلى التعاون مع جميع المؤسسات العلمية في مصر وخارجها من أجل تصحيح المفاهيم المغلوطة حول قضايا الإعجاز العلمي، وتفعيل توصيات المؤتمر بما يسهم في تحقيق تأثير إيجابي ملموس يعزز من القيم الإيمانية ويرسخ من مكانة القرآن الكريم كمصدر للإلهام العلمي والديني، ويعيد ربط المجتمع بالقرآن كمنهج حياة شامل يعكس حكمة الله وعظمته.

وحول جهود دار الإفتاء المصرية، قال إننا ندعم بكل قوة الجهود التي تسعى إلى توضيح الحقائق العلمية المرتبطة بالنصوص الشرعية، وأهمية دَّور المؤسسات العلمية والدينية في مواجهة الأفكار المغلوطة، وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي تروج حول قضايا الإعجاز العلمي.

زر الذهاب إلى الأعلى