دراسة تكشف تأثير التوقيت المثالى لممارسة الرياضة فى الوقاية من سرطان الأمعاء
وجدت دراسة حديثة وفقًا لصندوق أبحاث السرطان العالمي أن ممارسة التمارين الرياضية في الصباح والمساء قد تقلل من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء بنسبة 11%، وهذا مفيد للغاية لأنه يوفر نظرة ثاقبة حول كيفية تأثير توقيت ممارسة التمارين الرياضية على الوقاية من السرطان، وقد تمت متابعة أكثر من 86 ألف مشارك باستخدام مقياس تسارع المعصم، وأشارت الدراسة إلى أن أفضل توقيت لممارسة الرياضة بين الساعة الثامنة صباحًا حتى السادسة مساءً، حسبما أفاد تقرير موقع “تايمز أوف انديا”.
ما هو سرطان الأمعاء؟
يصيب سرطان الأمعاء القولون والمستقيم، وهما جزء من الجهاز الهضمي، وتظل الأسباب الدقيقة لسرطان الأمعاء معقدة ومتعددة العوامل، على الرغم من أن عوامل الخطر المحددة تشمل العمر والتاريخ العائلي والنظام الغذائي والسمنة واستهلاك الكحول والتدخين وانخفاض مستويات النشاط البدني، ومن بين هذه العوامل، يمكن تعديل مستويات النشاط البدني المنخفضة، مما يجعلها مهمة للغاية في جهود الوقاية من هذا النوع من السرطان.
كيف يساعدك تحديد توقيت التمرين المناسب في الوقاية من سرطان الأمعاء؟
وفقًا للأطباء المختصين فإن هناك عدة عوامل قد تفسر هذا الارتباط، أولاً، قد يتزامن وقت ممارسة التمارين الرياضية مع إيقاع الساعة البيولوجية للجسم، وهي دورة طبيعية مدتها 24 ساعة تنظم العمليات الأيضية وتجديد الخلايا، فضلاً عن إطلاق الهرمونات، وقد تعمل التمارين الرياضية الصباحية والمسائية على تحسين العمليات الأيضية لدى الشخص، وتقليل الالتهابات المسببة للسرطان، وتحسين الصحة بشكل عام، كما يمكن أن تعمل التمارين البدنية أيضًا على تعزيز حساسية الأنسولين للمساعدة في تنظيم مستويات السكر في الدم ومنع فرط الأنسولين، وقد ارتبطت مثل هذه العوامل بنمو الخلايا السرطانية.
كما تعمل التمارين الرياضية على تعزيز حركة الأمعاء، مما يسهل حركة الطعام داخل الجهاز الهضمي، وهذا يقلل من تعرض بطانة الأمعاء لمادة مسرطنة محتملة، وقد يكون هذا أيضًا أحد العوامل التي تقلل من مخاطر الإصابة بسرطان الأمعاء، كما تعمل التمارين الرياضية المنتظمة في الصباح على إعداد الجسم للعمل طوال اليوم وتقليل الإجهاد.
ويمكن أن تساعد التمارين الرياضية في المساء الناس على الحصول على نوم أفضل نوم. وكلاهما مهم لأن النوم الجيد هو عنصر ضروري للعمل السليم للجهاز المناعي وإصلاح الخلايا، وهو عامل آخر لتثبيط نمو السرطان.
وقد يكون دمج التمارين الصباحية والمسائية في شكل المشي أو الركض أو ركوب الدراجات بمثابة حل بسيط لتقليل مخاطر الإصابة بسرطان الأمعاء وتعزيز الصحة بشكل عام، وقد قامت العديد من الدراسات البحثية بتحليل العلاقة بين ممارسة الرياضة وتطور سرطان الأمعاء.. على النحو التالى:
– أظهرت الدراسات الرصدية واسعة النطاق أن الأشخاص النشطين الذين يمارسون الرياضة بجهد معتدل إلى قوى لديهم خطر أقل للإصابة بسرطان الأمعاء مقارنة بالأشخاص الذين لديهم نمط حياة مستقر أو خامل، كما أظهرت الدراسات أن الانتظام في ممارسة الرياضة يؤدي إلى انخفاض الإصابة بسرطان القولون بنسبة 25-30٪.
– تساعد ممارسة الرياضة في التحكم بالوزن والوقاية من السمنة، وهي الدهون الزائدة في الجسم، وخاصة في منطقة البطن، والتي تساهم في زيادة الالتهاب ومقاومة الأنسولين وبالتالي قد تزيد من عوامل الخطر للإصابة بالسرطان.
– يرتبط النشاط البدني المنتظم بتعزيز حركة وصحة الأمعاء، وبالتالي تقليل تعرض بطانة الأمعاء للمواد الضارة، كما أنه يطور الميكروبيوم الجيد في الأمعاء، مما قد يحمى الجسم من السرطان.
– تؤثر التمارين الرياضية على مستويات الهرمونات مثل الأنسولين والإستروجين، وكلاهما يُعتقد أنهما يلعبان دورًا في تطور سرطان الأمعاء، لذلك فإن النشاط البدني الذى يعمل على تنظيم مستويات الهرمونات، يقلل من خطر الإصابة بالسرطان.