من ضابط إلى قائد.. مصطفى شعبان في مركز الأحداث بـ”الاختيار4″
تشهد الساحة الفنية حالة من الترقب بعد تأكيد ترشيحات الفنان مصطفى شعبان لتجسيد شخصية البطولة في الموسم الرابع من المسلسل الأيقوني “الاختيار”، فيما يأتي القرار من شركة “سينرجي” المنتجة في خطوة تُعد تحولاً استراتيجياً للمسلسل الذي يُتوقع أن يبدأ التصوير خلال الربع الأخير من العام الجاري.
أضخم المشاريع الدرامية
“يعد الاختيار”، من أضخم المشاريع الدرامية التي تتناول بطولات القوات المسلحة والشرطة المصرية في مواجهة الإرهاب، حقق نجاحًا جماهيريًا ونقديًا غير مسبوق، حيث قدّم الموسم الأول (2020) ملحمة استشهاد اللواء “أحمد منسي” خلال مواجهة هجوم مسلح في الواحات، بينما ركز الموسم الثاني (2021) على العمليات الخاصة في سيناء، أما الموسم الثالث (2023) فتناول الفترة الحرجة من 2011 حتى 2013، مسلطًا الضوء على التحديات الأمنية والسياسية التي واجهتها مصر. ارتبط نجاح العمل بتمثيل كريم عبد العزيز العميق وإخراج بيتر ميمي المتميز، مما يضع عبئًا كبيرًا على شعبان في حال تأكيد المشاركة.
عودة إلى “الاختيار”
يُذكر أن مصطفى شعبان شارك سابقاً في الموسم الأول من “الاختيار” (2020) بدور الضابط “بدر”، العضو في فريق المخابرات بقيادة “أحمد منسي”، وهي مشاركة منحته فهماً عميقاً لروح العمل وآليات صناعته، وأهلته ل حمل عبء البطولة مع الحفاظ على الهوية الأصيلة للمسلسل.
وتشير التقارير إلى أن شعبان بدأ بالفعل استعدادات بدنية وفنية مكثفة للدور، مستفيداً من خبراته في أعمال مثل “الجماعة” (2010) و”الحرامي” (2024)، حيث برع في تجسيد الشخصيات الأمنية والعسكرية المعقدة .
المشوار الفني لـ مصطفى شعبان
وُلد مصطفى شعبان في القاهرة بتاريخ 19 مايو 1970، وتخرج من كلية الإعلام بجامعة القاهرة قسم العلاقات العامة، بعد أن نقل أوراقه من كلية الطب بناءً على نصيحة صديق كشف له زيف ادعاءات والده بعدم وجود أماكن شاغرة بالإعلام.
بدأت علاقته بالفن من خلال الإخراج المسرحي خلال دراسته الجامعية، حيث أخرج أعمالاً نالت تقديراً دولياً، منها مسرحية عُرضت في مهرجان الفنون المسرحية بفرنسا، وحصلت أخرى على جائزة أفضل مخرج في مسابقة الجامعات. تحول نحو التمثيل عام 1992 عبر مسرحية “بالعربي الفصيح” مع محمد صبحي، رغم نجاحه اللافت في الإخراج .
السينما بوابة الشهرة
ظهر شعبان سينمائياً لأول مرة عام 1996 بدور ثانوي في فيلم “رومانتيكا” للمخرج زكي فطين عبد الوهاب، بعد أن رشحه يوسف شاهين للدور. لكن نقطة التحول الحقيقية جاءت عام 1999 عندما حصل على جائزة أفضل ممثل عن فيلم “فتاة من إسرائيل”، ليتوالى بعدها عقد البطولات في أفلام مثل “مافيا” (2002)، و”أحلام عمرنا” (2005)، و”الوتر” (2010). تميزت مسيرته السينمائية بأدوار متنوعة تجمع بين العمق النفسي في “الفتح” (2013) حيث جسد الصحابي خالد بن الوليد، والكوميديا السوداء في “النعامة والطاووس” (2002) الذي اعتبر انطلاقته الحقيقية نحو نجومية الجماهير .
من “الحاج متولي” إلى “حكيم باشا”
صعد نجم مصطفى شعبان في الدراما عبر مشاركته في مسلسل “عائلة الحاج متولي” (2001) بدور “سعيد” نجل البطل (نور الشريف)، الذي فتح له أبواب الشهرة الواسعة. ثم توالت أعماله التلفزيونية المؤثرة مثل “العميل 1001″ (2005)، و”الزوجة الرابعة” (2012) الذي قدم فيه شخصية “فواز” المعقدة، و”مزاج الخير” (2013) بدور مزدوج (خميس/أفندينا). وفي رمضان 2025، أثار إعجاب النقاد بتجسيده شخصية تاجر الآثار الصعيدي “حكيم” في مسلسل “حكيم باشا”، الذي كشف عن قدرته على محاكاة اللهجات وتفكيك الشخصيات المركبة ذات الأبعاد السياسية والاجتماعية .