استشاري جراحة تجميل: الجراحات الترميمية للثدي تعيد التوازن الجمالي والنفسي للمرأة
قال الدكتور عادل قطينة استشاري جراحة التجميل ورئيس مجلس إدارة مشفى قطينة بدبي، أن سرطان الثدي بعد واحدًا من أكثر الأمراض شيوعًا بين النساء في جميع أنحاء العالم، ولكن مع تقدم الجراحات الطبية، أصبحت جراحة استئصال الورم واحدة من الخيارات الفعالة لعلاج هذا المرض.
وأشار إلى أنه مع ذلك، تظل مسألة إعادة ترميم الثدي بعد الاستئصال أحد التحديات الجمالية والنفسية التي تواجه النساء، فبعد إجراء عملية استئصال الورم، تشعر المريضات بفقدان جزء من أنوثتهن، مما يؤثر على الصحة النفسية وجودة الحياة لديهن. وهنا يأتي دور الجراحات الترميمية التي تعمل على استعادة شكل الثدي وتحقيق التوازن الجمالي.
التطورات في الجراحات الترميمية للثدي
وأضاف دكتور قطينة أن مجال الجراحات الترميمية، شهد تطورًا ملحوظًا على مدار العقدين الماضيين، مع ظهور تقنيات جديدة تسهم في تحسين النتائج الجمالية والطبية. ومن بين هذه التقنيات، يمكن الإشارة إلى:
الترميم باستخدام الأنسجة الذاتية (Autologous Tissue Reconstruction): يعد هذا النوع من الترميم من الخيارات المفضلة لبعض النساء. تعتمد هذه التقنية على استخدام أنسجة من جسم المريضة نفسها، مثل أنسجة البطن أو الظهر، لإعادة بناء الثدي. تتميز هذه الطريقة بتوفير نتائج طبيعية، وتجنب استخدام المواد الصناعية. من ناحية أخرى، يتطلب هذا الإجراء جراحة إضافية لأخذ الأنسجة من جزء آخر من الجسم، مما قد يطيل فترة التعافي.
وهناك الترميم باستخدام الحشوات (Implants): تعد الحشوات السيليكونية خيارًا شائعًا آخر لإعادة ترميم الثدي. تعتمد هذه التقنية على إدخال الحشوة تحت الجلد أو تحت العضلة لتعويض حجم وشكل الثدي. وتكنولوجيا شهدت الحشوات تطورًا كبيرًا، حيث أصبحت الحشوات اليوم أكثر أمانًا ومرونة، مما يوفر نتائج طبيعية ويقلل من المخاطر المحتملة.
واما تقنية اللواصق الحيوية (Biological Scaffolds): غتعتمد هذه التقنية على استخدام مواد حيوية مخصصة مثل شبكات الكولاجين أو الأنسجة البيولوجية، والتي تساعد في دعم الأنسجة المزروعة أو الحشوات وتساهم في تعافي أسرع. هذه المواد تمتاز بقدرتها على الاندماج مع أنسجة الجسم الطبيعية، وتساهم في تقليل التورم والالتهابات بعد الجراحة.
التكنولوجيا ودورها في تحسين الجراحات الترميمية
وقال: لقد ساهم التطور التكنولوجي في تحسين نتائج الجراحات الترميمية، ليس فقط من خلال التقنيات الجراحية، ولكن أيضًا من خلال أدوات التخطيط والتشخيص المتقدمة.
وهناك واحدة من أبرز التقنيات التي تم تبنيها هي التصوير ثلاثي الأبعاد (3D Imaging)، والذي يسمح للأطباء برؤية دقيقة لشكل الثدي قبل الجراحة وتخطيط العملية بدقة عالية. هذه التكنولوجيا تساعد في تحقيق نتائج متوقعة وقابلة للتخصيص بناءً على احتياجات كل مريضة.
أيضًا، ظهر استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد كأداة مبتكرة في تصميم الحشوات وترميم الأنسجة. هذه التقنية تتيح تصنيع حشوات مخصصة بدقة بناءً على قياسات المريضة الفردية، مما يسهم في توفير نتائج طبيعية أكثر ومريحة.
وأوصح أنه من أبرز التطورات التقنية الأخرى هو استخدام الروبوتات الجراحية، حيث أصبح بالإمكان إجراء عمليات دقيقة ومعقدة باستخدام أدوات جراحية متطورة. زتتيح هذه التقنية للأطباء إجراء جراحات الترميم بأقل نسبة ممكنة من الجروح الخارجية، مما يقلل من الندوب ويسرع فترة التعافي.
تأثير الجراحات الترميمية على صحة المرضى
لا يقتصر تأثير الجراحات الترميمية على الجوانب الجمالية فقط، بل يتعدى ذلك ليشمل التأثير النفسي والاجتماعي. ويشير دكتور قطينة إلى أن العديد من الدراسات أوضحت أن النساء اللاتي يخضعن لجراحة ترميم الثدي بعد استئصال الورم يشعرون بثقة أكبر في أنفسهم و نسبة القلق والاكتئاب أقل.
والقدرة على استعادة شكل الثدي، حتى بشكل جزئي، تساهم في تحسين نوعية حياة المريضات وتمكنهن من العودة لحياتهن الطبيعية بشكل أسرع.
وبالنسبة لبعض النساء، قد تكون جراحة الترميم ليست مجرد خيار جمالي، بل ضرورة لتحسين توازن الجسم وتجنب مشاكل العظام أو العضلات التي قد تنتج عن فقدان حجم الثدي. ومن هنا، فإن الجراحات الترميمية لا تقدم فقط حلاً جماليًا، بل تساهم في تحسين الصحة الجسدية والعاطفية على المدى الطويل.
التحديات والمخاطر
على الرغم من التطورات الكبيرة في مجال الجراحات الترميمية، إلا أن هذه الجراحات لا تخلو من التحديات والمخاطر. قد تواجه بعض المريضات مشاكل مثل العدوى، النزيف، أو رفض الحشوات. ومع ذلك، فإن التقدم في تقنيات الجراحة والتكنولوجيا الطبية قد قلل بشكل كبير من هذه المخاطر، وزاد من نسب نجاح الجراحات.
أيضًا، يتطلب نجاح الجراحات الترميمية تعاونًا وثيقًا بين الجراح والمريضة لضمان تحقيق النتائج المرجوة. من المهم أن تكون المرأة على دراية تامة بجميع الخيارات المتاحة، وفهم الفوائد والمخاطر المرتبطة بكل تقنية.
وخلص الدكتور عادل قطينة، إلى أن الجراحات الترميمية تشكل للثدي بعد استئصال الورم، جزءًا مهمًا من عملية التعافي والعودة إلى الحياة الطبيعية للعديد من النساء. ومع التقدم التكنولوجي الهائل في هذا المجال، أصبح بإمكان النساء الحصول على نتائج طبيعية وأكثر أمانًا وراحة. وتساهم هذه الجراحات في تحسين جودة الحياة، ليس فقط من الناحية الجمالية، ولكن أيضًا من الناحية النفسية والجسدية.