حبُّ الوطن من سجايا الفطرة السوية
قالت دار الإفتاء المصرية، إنه لا شك في عِظَم خطورة الشائعات وضررها على الوطن، لذلك حذَّر الله تبارك وتعالى منها، فقال جلَّ شأنه: ﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾.
وأكدت الإفتاء أن التأكد من الخبر قبل نقله كي لا يكون في نقله ضرر؛ كما قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾.
وأضافت دار الإفتاء، أن حبُّ الوطن من الإيمان ومن سجايا الفطرة السوية، ومن مقتضيات ذلك المحافظة عليه وعلى أهله وعلى مُقَدَّراتِه ومكتسباته، والحذر من نشر الشائعات من دون تحقق؛ لما يترتب على ذلك من ضرر للمجتمع، وتفكيك أواصره، وتهديد تماسكه واستقراره، وتعويق مسيرة تقدمه وعمرانه.
وأكدت الإفتاء أن حبُّ الوطن غريزة جبلت عليها النفس البشرية السوية، ولقد ضرب رسول الله صلى لله عليه وآله وسلم أروع الأمثلة في حب الوطن؛ حيث تأسف على إخراجه من وطنه ومكان مولده (مكة المكرمة)؛ فعن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن ابن عدي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم خرج بمكة؛ حتى إذا كان بمكان قد سمَّاه قال: «وَالله إِنَّكَ لَخَيْرُ أَرْضِ الله وَأَحَبُّهُ إِلَى الله تَعَالَى، وَلَوْلَا أَنِّي كُنْتُ أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ» أخرجه ابن عاصم في “الآحاد والمثاني”.