وزيرة البيئة المصرية تناقش سبل تعزيز تمويل التكيف للمدن الأفريقية
أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة على أهمية توحيد الصوت الأفريقي للمطالبة بتمويل كافٍ لمشروعات التكيف المناخي، خاصة في المدن المعرضة لتأثيرات تغير المناخ.
جاء ذلك خلال لقاء الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، مع السيد جين بيير مباسي، المدير العام لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الأفريقية (UCLG Africa).
ويهدف المنتدى الذي يجذب نحو 30 ألف مشارك من 180 دولة إلى التركيز على قضايا التنمية المستدامة وتهيئة المدن لمواجهة التحديات البيئية.
محاور اللقاء: دعم التكيف المناخي وتعزيز الشراكات الأفريقية
تناول اللقاء بين وزيرة البيئة المصرية ومدير منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الأفريقية عدة قضايا جوهرية، من أبرزها تعزيز جهود التكيف مع آثار تغير المناخ في القارة الأفريقية، ومناقشة سبل التعاون لدعم الأجندة المناخية للدورة العاشرة لقمة المدن الأفريقية المزمع عقدها في مصر عام 2025.
وتهدف هذه القمة إلى تشجيع مشاركة المنظمات الدولية وشركاء التنمية في الجهود المبذولة لتمكين المدن الأفريقية من التكيف مع التغيرات المناخية.
كما شددت الوزيرة فؤاد على أهمية توحيد الموقف الأفريقي والعمل نحو زيادة تمويل التكيف البيئي، مشيرةً إلى أن هناك حاجة ملحة لتجهيز الدول الأفريقية بخطط وطنية للتكيف، مما سيسهم في الحصول على التمويلات اللازمة لمواجهة التحديات المناخية المتزايدة التي تهدد مدن القارة.
مؤتمر الأطراف لتغير المناخ COP29: فرصة للتمويل المشترك
أكدت وزيرة البيئة على أهمية المشاركة الأفريقية في مؤتمر الأطراف لتغير المناخ (COP29) الذي سيعقد في أذربيجان، موضحةً أن المؤتمر سيمثل فرصة محورية للتركيز على تمويل مشروعات التكيف المناخي.
وتشارك الوزيرة في الشق الرئاسي للمؤتمر نيابةً عن الرئيس المصري، قبل أن تتولى دورًا قياديًا في قيادة المشاورات الخاصة بالهدف الجماعي الجديد لتمويل المناخ بالتعاون مع أستراليا.
وأعرب السيد مباسي عن تطلعه لتعزيز التعاون مع مصر خلال مؤتمر COP29، من خلال إطلاق مبادرات مشتركة وتنظيم فعاليات تبرز الحاجة الملحة لتمويل التكيف في القارة الأفريقية. وأشاد بدور مصر المستمر في دعم أجندة التكيف المناخي، وخاصة فيما يخص المدن التي تواجه تحديات بيئية جسيمة.
المبادرة الأفريقية للتكيف: توطيد التعاون وتعزيز الدعم الفني
في إطار المبادرة الأفريقية للتكيف، والتي تحظى بدعم مصر واستضافة وحدة الدعم الفني لها بالقاهرة، أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد على اعتزازها بهذا المشروع الذي كانت جزءًا من تأسيسه قبل توليها حقيبة وزارة البيئة. واعتبرته الوزيرة مثالاً عمليًا على الحاجة الملحة للتكيف في أفريقيا، في ظل تزايد تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات الأفريقية.
من جانبه، أشار السيد مباسي إلى أهمية هذه المبادرة كأحد أولويات القارة الأفريقية، وأبدى رغبته في تعزيز جهود حشد التمويل اللازم لدعم تنفيذ خطط التكيف من مصادر تمويلية متعددة. وأوضح أن المنظمة تعمل بشكل وثيق مع مصر لدفع هذه الأجندة على مستوى القارة وضمان تخصيص التمويل اللازم للتكيف في المناطق الأكثر عرضة لمخاطر تغير المناخ.
إعداد الخطط مصر اليومية للتكيف: خطوة حاسمة للتمويل المستدام
أكدت الوزيرة فؤاد على أهمية إعداد الدول الأفريقية لخطط وطنية للتكيف، موضحة أن مصر شرعت بالفعل في وضع خطط محلية للتكيف في المدن المعرضة للخطر ضمن إطار الخطة مصر اليومية للتكيف. وتعتبر هذه الخطط أداة أساسية لتحديد الاحتياجات التمويلية لمواجهة التحديات المناخية. كما اقترحت الوزيرة إعداد تقرير شامل حول المدن الأفريقية الأكثر عرضة لتغير المناخ، بحيث يستند إلى بيانات واضحة تعكس حجم التحديات التي تواجهها هذه المدن، مما يساعد في تقديم طلبات تمويل دقيقة وملموسة لمشروعات التكيف.
وشددت الوزيرة على ضرورة العمل الجماعي وتوحيد أصوات الوزراء الأفارقة للمطالبة بتأسيس آليات تمويل خاصة للتكيف في المدن الأفريقية، سواء عبر مشاورات تمويل المناخ أو من خلال صندوق الخسائر والأضرار الذي تم إنشاؤه خلال مؤتمر COP27 الذي انعقد في مصر.
التعاون المصري-الأفريقي في تعزيز المرونة المناخية في المدن
أثنى السيد مباسي على الجهود المستمرة التي تبذلها مصر لدعم التكيف المناخي في أفريقيا، مشيرًا إلى دورها في رئاسة اللجنة الفنية المتخصصة المعنية بالزراعة والتنمية الريفية والمياه والبيئة التابعة لمفوضية الاتحاد الأفريقي.
وأكد تطلعه لمزيد من الدعم المصري لوضع قضايا المناخ في صلب أجندة قمة المدن الأفريقية لعام 2025، التي تستضيفها مصر. وأشار إلى أهمية دعم وزارة البيئة المصرية للمبادرة التي أُطلقت في 2019، والتي تهدف إلى تعزيز مرونة المناخ في المناطق الحضرية، داعيًا الوزيرة للمشاركة في الاجتماع رفيع المستوى للمبادرة المزمع عقده خلال مؤتمر COP29.
دور منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الأفريقية في تمثيل مصالح القارة
يأتي دور منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الأفريقية (UCLG Africa) في تمثيل ما يقرب من 350 مليون مواطن أفريقي وأكثر من 16,000 حكومة محلية في مقدمة الجهود الرامية لتحسين إدارة المدن الأفريقية، خاصة في ظل التحديات المناخية المتزايدة. وتعد المنظمة، بمقرها ومكاتبها الإقليمية، رافدًا هامًا لدعم الحكومات المحلية وتعزيز التعاون بين دول القارة لتحقيق تنمية مستدامة وتوفير بيئة معيشية أفضل للمواطنين الأفارقة.
إقرأ أيضًا:
انطلاق المنتدى الحضرى العالمى المُقام فى القاهرة
وزيرة التنمية المحلية: مصر حريصة على تحقيق أهداف التنمية المستدامة
رئيس الوزراء يفتتح المعرض الحضرى بمركز مصر للمعارض