تصميم طائرة جديد لانبعاثات كربونية أقل ورحلات أكثر راحة
مع ازدياد الطلب العالمي على السفر الجوي، تزايدت انبعاثات الكربون من قطاع الطيران بوتيرة أسرع مقارنةً بوسائل النقل الأخرى كالسكك الحديدية والشحن.
وفي ظل الأهداف العالمية للوصول إلى “صافي صفر” انبعاثات بحلول عام 2050، برزت الحاجة إلى حلول مبتكرة للتخفيف من أثر هذه الانبعاثات، كان أبرزها الاعتماد على تصميم طائرات جديدة قادرة على تقليل استهلاك الوقود، وأبرزها طائرة “Horizon” التي تعتمد تصميم الأجنحة المختلطة، وفقًا لوكالة CNN.
تصميم جديد يغير قواعد اللعبة
وتعمل شركة “Natilus” من سان دييغو على تطوير طائرة “Horizon” التي تتبنى تصميم “جسم الجناح المخلوط”.
ويتميز هذا التصميم بمساحة جناح واسعة تتكامل مع جسم الطائرة، ما يسهم في تحسين الديناميكا الهوائية وتقليل استهلاك الوقود بشكل كبير، في حين يمنح هذا التصميم الطائرة شكلاً فريدًا يختلف عن التصميم التقليدي المعروف باسم “الأنبوب والجناح”، الذي كان الأساس في الطيران التجاري لقرابة 100 عام.
كفاءة في استهلاك الوقود
وبفضل التصميم الجديد، من المتوقع أن تقلل طائرة “Horizon” من انبعاثات الكربون إلى النصف، وتستخدم وقودًا أقل بنسبة 30% مقارنةً بالطائرات الحالية من طراز “بوينغ 737” و”إيرباص A320″، وهذه الكفاءة في استهلاك الوقود تجعلها منافسة قوية للطائرات التقليدية وتضعها في مقدمة حلول الطيران المستدام.
تحديات التحكم والاستقرار
ورغم الفوائد البيئية الكبيرة التي تعد بها طائرة “Horizon”، واجه تصميم الأجنحة المختلطة تحديات تقنية تتعلق بالتحكم واستقرار الطائرة.
ويعتمد تصميم “Horizon” على تحسين الديناميكا الهوائية لتحقيق الاستقرار، على عكس المنافسة التي تعتمد على أنظمة تحكم حاسوبية معقدة.
اقرأ أيضًا: الذكاء الاصطناعي يقتحم السماء.. هل تتغير قواعد الطيران؟ (فيديوجراف)
من جهته، أكد الرئيس التنفيذي لشركة “Natilus”، أليكسي ماتيوشيف، أن التصميم يحافظ على توازن الطائرة بطرق مبتكرة تقلل من المخاطر التقنية.
رحابة داخلية وتجربة مطورة للركاب
وتمنح المساحة الأكبر التي يوفرها التصميم الداخلي لطائرة “Horizon” فرصة لتحسين تجربة الركاب، إذ إن الطائرة توفر أرضية داخلية أوسع بنسبة 30% مقارنةً بالطائرات التقليدية.
كما يتيح هذا للركاب مزيدًا من الراحة والمرونة، ما يعد جاذبًا لشركات الطيران التي تبحث عن ميزات تنافسية جديدة.
جاهزية التشغيل في المطارات الحالية
ورغم التصميم المبتكر، فلا تتطلب طائرة “Horizon” تعديلات جوهرية في البنية التحتية للمطارات، إذ صممت لتتناسب مع المساحات الحالية التي تشغلها طائرات “بوينغ 737″ و”إيرباص A320”.
ومع اعتمادها على محركات تقليدية دون اللجوء إلى خيارات الهيدروجين أو الكهرباء، تضمن “Natilus” تقليل المخاطر المرتبطة بتجربة تقنيات جديدة تمامًا في المحركات.
أفق مستدام للطيران التجاري
وفي ظل الاهتمام العالمي بتقليل الانبعاثات، تقدم طائرة “Horizon” خطوة جادة نحو مستقبل أكثر استدامة للطيران التجاري.
ومع جهود “Natilus” لبدء عمليات الطائرة بحلول عام 2030، تأمل الشركة أن يكون هذا التصميم المبتكر بداية لعصر جديد من الطيران المستدام الذي يجمع بين الكفاءة البيئية والعملية التشغيلية.
