الاخبار

رئيس الوزراء يشيد بالشراكة مع صندوق النقد الدولى

اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي

0:00

أشاد الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء بالشراكة المثمرة بين مصر وصندوق النقد الدولى، والدعم الذي يقدمه الصندوق لمصر في كل خططها وبرامجها مصر اليومية للإصلاح الاقتصادي.

مؤتمر صحفى بين رئيس الوزراء ومدير صندوق النقد الدولى

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفى المشترك الذى عقده الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة، برفقة السيدة كريستالينا جورجييفا، مدير عام صندوق النقد الدولي. 

جاء المؤتمر في إطار زيارة جورجييفا لمصر، والتي تُعتبر مهمة في سياق التعاون المستمر بين مصر والصندوق، حيث ناقش المشاركون الأوضاع الاقتصادية الحالية والجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار والتنمية

افتتح الدكتور مدبولي المؤتمر بالترحيب بالسيدة جورجييفا والوفد المرافق لها، وكذلك بالحضور من وزراء ومسؤولين. كما أبدى مدبولي تهانيه لجورجييفا بمناسبة إعادة انتخابها مديرًا عامًا للصندوق لفترة ثانية، مشيرًا إلى أن إعادة انتخابها تعكس الثقة التي حظيت بها من مختلف الدول والشركاء. وأعرب عن تمنيات الحكومة المصرية لها بالتوفيق في مهامها المقبلة.

أهمية زيارة مدير صندوق النقد الدولى لمصر

قال رئيس الوزراء إن زيارة جورجييفا إلى مصر في بداية فترة ولايتها الثانية تعكس رسالة قوية حول اهتمام صندوق النقد الدولي بالوضع الاقتصادي المصري. 

وأشار إلى أنه خلال لقائهما مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، تمت مناقشة الخطوات المستقبلية للبرنامج المشترك بين الحكومة المصرية والصندوق. وأوضح أن المراجعة الرابعة للبرنامج مع صندوق النقد ستبدأ بعد يومين، مع تأكيده على أهمية التعاون المستمر مع البنك المركزي والوزارات المعنية.

الشراكة بين مصر وصندوق النقد

في كلمتها، أعربت جورجييفا عن شكرها لرئيس الوزراء والحضور، مُؤكدة على أهمية الشراكة بين مصر وصندوق النقد الدولي. 

وأشادت بالجهود التي بذلتها الحكومة المصرية لمواجهة التحديات الاقتصادية. قالت: “لقد جئت إلى هنا لأُعبر عن تقديري للرئيس والحكومة والمواطنين المصريين على القوة الملحوظة التي أظهروها في هذا الوقت الصعب”.

وأضافت: “نحن نقدم كامل الدعم لمصر في سبيل استقرار الدولة وتحقيق التنمية الاقتصادية، وقد أظهرنا ذلك في أبريل الماضي عندما قررنا زيادة حجم البرنامج الأصلي مع الحكومة المصرية من 3 إلى 8 مليارات دولار.” وأكدت أن هذا القرار يعكس إدراك الصندوق للتحديات المتزايدة التي تواجه مصر.

نجاحات الإصلاح الاقتصادي

تناولت جورجييفا الإجراءات التي اتخذتها الحكومة المصرية لتعزيز المرونة الاقتصادية، وأشادت بنجاح مصر في تحقيق نظام مرن لسعر الصرف، مثنية على جهود محافظ البنك المركزي، حسن عبد الله. وأوضحت أن مصر استطاعت زيادة دور القطاع الخاص كمصدر رئيسي لدعم النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل، وهو أمر بالغ الأهمية خصوصًا للشباب.

كما تحدثت جورجييفا عن تعزيز الحماية الاجتماعية من خلال إنهاء الدعم الحكومي التدريجي، مؤكدة أن الدعم يتم توجيهه الآن إلى الفئات الأكثر احتياجًا. ووصفت هذا التحول بأنه خطوة إيجابية تسهم في تعزيز استقرار الاقتصاد الكلي.

نتائج الإصلاحات الاقتصادية

سلطت جورجييفا الضوء على النتائج الإيجابية للإصلاحات، حيث توقعت أن يصل معدل النمو في العام المالي الحالي إلى 4.2%، مقارنة بـ 2.4% في العام السابق. 

كما أفادت بانخفاض معدل التضخم من 37% إلى حوالي 25% أو 26%، مع توقعات باستمراره في الانخفاض إلى 16% أو 17% بحلول نهاية العام المالي.

 وأشارت إلى أن انخفاض معدل تراكم الديون يعكس مزيدًا من الأمان للاقتصاد المصري في ظل بيئة اقتصادية مليئة بالتحديات.

وأعربت جورجييفا عن تقديرها للجهود المبذولة من الحكومة والشعب المصري في سبيل تنفيذ هذه الإصلاحات، مشددة على أن الإصلاح ليس بالأمر السهل. وقالت: “رسالتي لكم هي أنني واثقة تمامًا بأنكم سترون عوائد هذه الإجراءات في شكل اقتصاد أكثر ديناميكية ورخاء”.

وأشارت إلى أهمية الاستمرار في تبني سياسات تعزز الاستقرار الاقتصادي وتعمل على خفض معدلات التضخم. وشددت على ضرورة الاهتمام بالقطاع الخاص وخلق فرص العمل للشباب، الذين يدخلون سوق العمل كل عام.

المحاور الثلاثة الأساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية

تحدثت جورجييفا عن ثلاثة محاور رئيسية يجب التركيز عليها لتحقيق الأهداف الاقتصادية. أولها هو تطبيق سياسات من شأنها تعزيز الاستقرار للاقتصاد الكلي والعمل على خفض معدلات التضخم. ثانيًا، ما يمكن فعله لدعم ازدهار القطاع الخاص، مما يُساهم في خلق فرص عمل للشباب. ثالثًا، كيفية دعم الأهداف المصرية في مجال الاقتصاد الأخضر.

وأوضحت أنه سيتم إجراء مناقشات مستفيضة حول هذه المواضيع خلال الأسبوع المقبل، مما يدل على أهمية التوجهات الجديدة التي تسعى الحكومة لتحقيقها.

مرونة العالم المتغير

وفي إطار حديثها عن التحديات العالمية، أكدت جورجييفا أن العالم يتغير بسرعة مطردة، مما يتطلب مرونة من الحكومات. وقالت: “يتطلب الأمر منكم ومنّا القدرة على التكيف، وفوق كل شيء، البحث عن الفرص والسعي لتحقيقها بما يعود بالنفع على الشعب المصري.”

كما تحدثت عن تجاربها السابقة في مصر، مُعربة عن إعجابها بتاريخ البلاد وثقافتها. واستعرضت بعض المواقف الممتعة التي عاشتها خلال زياراتها لمصر، مشيرة إلى الشعب المصري وتراثه الغني.

 

في ختام المؤتمر، تقدم الدكتور مدبولي بالشكر للسيدة كريستالينا جورجييفا على حضورها وتفاعلها، مؤكدًا على الشراكة المثمرة بين مصر وصندوق النقد الدولي. وأعرب عن توقعاته بمزيد من أوجه التعاون الناجحة في المستقبل.

وأشار إلى الرسالة الهامة التي تم إيصالها خلال المؤتمر، وهي أن العالم يشهد حالة غير مسبوقة من عدم اليقين والسرعة الكبيرة في وتيرة التغيير، مما يستدعي من الحكومات التعامل مع هذه التحديات غير المسبوقة وأن تكون أسرع من التغيرات لتحقيق النمو الاقتصادي.

تعتبر هذه التصريحات جزءًا من جهود مستمرة تهدف إلى تعزيز الشراكة بين مصر وصندوق النقد الدولي في سياق التعاون الدولي لتحقيق استقرار الاقتصاد المصري. ويُظهر هذا المؤتمر أهمية التنسيق بين الحكومة والصندوق في مواجهة التحديات الاقتصادية، مما يسهم في تعزيز النمو والتنمية المستدامة للبلاد.

إن المضي قدمًا في هذه المسارات، مع التركيز على تعزيز القطاع الخاص وتحقيق الاستقرار المالي، يعد أمرًا بالغ الأهمية لمستقبل الاقتصاد المصري. فمصر تملك الكثير من الإمكانيات التي يمكن استغلالها بالشكل الأمثل، مما يتطلب جهدًا مشتركًا بين الحكومة والمجتمع الدولي لتحقيق الأهداف المنشودة.

زر الذهاب إلى الأعلى