أخبار سوريا

قتلى ومصابون في قصف لقوات سوريا الديمقراطية على ريف منبج – قناة مصر اليوم

0:00

تسود حالة من التفاؤل الحذر بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق محتمل لنزع فتيل آخر ساحات المعارك شرقي سوريا، وذلك في ظل رسائل إيجابية من الإدارة السورية الجديدة إلى الكرد، العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تعتبرها أميركا حليفًا رئيسًا في القتال ضد تنظيم داعش الإرهابي، فيما ترى تركيا أنها تشكل تهديدًا للأمن القومي.

وقال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، اليوم الأربعاء، إن الكرد في سوريا تعرضوا للظلم خلال فترة حكم الرئيس السبق بشار الأسد، الذي أطاحت به فصائل المعارضة المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام، وهي فرع سابق لتنظيم القاعدة، في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

تنوع الشعب السوري

وكتب الشيباني عبر حسابه بمنصة إكس، قائلاً «يضيف الأكراد في سوريا جمالاً وتألقًا لتنوع الشعب السوري، لقد تعرض المجتمع الكردي في سوريا للظلم على يد نظام الأسد. سنعمل سويًا على بناء بلد يشعر فيه الجميع بالمساواة والعدالة».

والكرد، الذين يشكلون جزءًا من مجموعة عرقية لا دولة لها ولها وجود في العراق وإيران وتركيا وأرمينيا وسوريا، كانوا من بين أطراف قليلة استفادت من الصراع السوري إذ تمكنوا من السيطرة على مناطق ذات أغلبية عربية بعد أن تعاونت الولايات المتحدة معهم في الحملة ضد تنظيم داعش، ويسيطرون حاليًا على ما يقرب من ربع مساحة البلاد.

إلا أن سقوط نظام الأسد ترك الفصائل الكردية السورية في موقف دفاعي، وسط اتساع سيطرة الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا في الشمال الشرقي، وفي ظل العلاقات الوثيقة بين حكام البلاد الجدد في دمشق وبين أنقرة.

قضايا شائكة

ومن بين عدة قضايا شائكة برزت بعد الإطاحة بالأسد، كيفية دمج مقاتلي قسد الذين يتمتعون بتسليح وتدريب جيد في الإطار الأمني السوري وإدارة الأراضي الخاضعة لسيطرتهم، والتي تضم حقولًا رئيسة للنفط والقمح.

وأعلنت الإدارة السورية الجديدة في دمشق، رغبتها في دمج جميع الجماعات المسلحة ضمن القوات الرسمية السورية، وتحت قيادة موحدة.

وفي تصريحات صحفية أدلى بها الأسبوع الماضي، قال قائد قسد مظلوم عبدي، إن المطلب الأساسي للقوات هو الإدارة اللامركزية، ما قد يمثل تحديًا للإدارة السورية الجديدة، التي تتطلع إلى إعادة كل مناطق البلاد إلى سلطة الحكومة.

وأشار عبدي إلى أن قوات سوريا الديمقراطية لا تعتزم حل نفسها، وأنها منفتحة على ربط نفسها بوزارة الدفاع والعمل وفق قواعدها، ولكن ككتلة عسكرية.

لا استخدام للقوة

رفض وزير الدفاع السوري الجديد مرهف أبو قصرة توجه القيادي الكردي مظلوم عبدي، في مقابلة أجرتها معه رويترز في وقت سابق، قائلًا إن مقترح أن تظل قوات سوريا الديمقراطية كتلة واحدة «لا يستقيم».

ولكن أبو قصرة أكد أمس أنه «لا توجيه من القيادة السياسية حتى الآن لاستخدام القوة ضد قوات سوريا الديمقراطية».

وتأتي هذه التطورات في تجري مفاوضات مكثفة لإنهاء الصراع في شرقي سوريا. ويجري دبلوماسيون وعسكريون من الولايات المتحدة وتركيا وسوريا إلى جانب قسد، مناقشات يبدون خلالها قدرًا أكبر من المرونة والصبر بحسب ما نقلت وكالة «رويترز» هذا الأسبوع عن عدة مصادر، شارك بعضها بشكل مباشر في المناقشات خلال الأسابيع القليلة الماضية.

وقالت ستة من المصادر إن هذا قد يمهد الطريق لاتفاق محتمل في الأشهر المقبلة، من شأنه أن يتضمن مغادرة بعض المقاتلين الكرد من المنطقة المضطربة في شمال شرقي سوريا، فيما يضع آخرين تحت قيادة وزارة الدفاع الجديدة.

وسيعتمد أي اتفاق على ما إذا كان تركيا ستتراجع عن شن هجوم عسكري، تهدد مرارًا بتنفيذه ضد وحدات حماية الشعب، وهي قوات كردية تقود تحالف قوات سوريا الديمقراطية.

وترى أنقرة أن وحدات حماية الشعب هي امتداد لحزب العمال الكردستاني، الذي يخوض تمردًا مسلحًا ضد الدولة التركية منذ عام 1984، وتصنفه كل من تركيا والولايات المتحدة جماعة إرهابية.

مفاوضات مكثفة

وقال دبلوماسي أميركي كبير لرويترز، إن مسؤولين أميركيين وأتراكًا يعقدون مناقشات «مكثفة للغاية» منذ الإطاحة بالأسد في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول.

وأوضح الدبلوماسي أن البلدين لديهما «وجهة نظر واحدة بشأن أين يتعين أن تنتهي الأمور»، بما في ذلك الاعتقاد أن جميع المقاتلين الأجانب يجب أن يغادروا الأراضي السورية. كما وصف المحادثات بأنها «معقدة للغاية وستستغرق وقتًا طويلًا».

وبرزت تركيا، التي قدمت الدعم المباشر لبعض فصائل المعارضة في مواجهة الأسد، كواحدة من أكثر الأطراف نفوذًا في سوريا منذ سقوطه.

ومثلها مثل الولايات المتحدة، لا تزال تركيا تصنف هيئة تحرير الشام جماعة إرهابية بسبب ماضيها المرتبط بتنظيم القاعدة، لكن من المعتقد أن أنقرة لديها نفوذ كبير على الهيئة، وفق رويترز.

ويخشى مسؤولون من جميع الأطراف من أن يؤدي الإخفاق في التوصل إلى وقف لإطلاق النار واتفاق سياسي يمكن أن يصمد طويلًا في الشمال الشرقي إلى زعزعة استقرار سوريا، بينما تسعى للتعافي من حرب أهلية استمرت أكثر من عقد وأسفرت عن مقتل مئات الآلاف ونزوح الملايين، واجتذبت أطرافا من الخارج من بينها روسيا وإيران وإسرائيل.

rjgn ,lwhf,k td rwt gr,hj s,vdh hg]dlrvh'dm ugn vdt lkf[ – rkhm lwv hgd,l
اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين
زر الذهاب إلى الأعلى

اللهم اجعلنا هداةً مهتدين غير ضالين ولا مضلين