الوضع في السودان يتجه إلى أبعد من «جرائم الحرب» – قناة مصر اليوم
صرح مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك في جنيف اليوم الجمعة، بأن الصراع في السودان أصبح فتاكا بشكل متزايد بالنسبة لسكان البلاد من المدنيين.
وأشار تورك إلى تقارير تفيد بأن العشرات قضوا بعد استهدافهم في هجمات عرقية في ولاية الجزيرة الواقعة جنوب شرقي البلاد، وسط تقارير عن نشوب معركة وشيكة للسيطرة على العاصمة الخرطوم.
وقال تورك «إن وضع المدنيين في السودان بائس بالفعل، وهناك أدلة على ارتكاب جرائم حرب وفظائع أخرى. وأخشى أن يتجه الوضع إلى ما هو أبعد من ذلك، بل وأكثر خطورة».
وأشار تورك إلى أن القتال بين القوات المسلحة السودانية بقيادة الحاكم الفعلي للبلاد رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو قد تصاعد بشكل كبير في غضون الأسابيع الأخيرة.
وحقق الجيش نجاحا كبيرا مؤخرا باستعادة وادي مدني في الجزيرة، فيما تردد أن معركة السيطرة على الخرطوم باتت وشيكة.
وقال تورك إن مكتبه وثّق ما لا يقل عن 21 حالة وفاة في هجومين فقط في ولاية الجزيرة وإن العدد الفعلي للهجمات الموجهة ضد المدنيين وعدد المدنيين الذين قتلوا على الأرجح أكبر من ذلك.
أسلحة كيماوية
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، عن أربعة مسؤولين أميركيين كبار، أمس الخميس، قولهم إن الجيش السوداني استخدم أسلحة كيماوية في مناسبتين على الأقل ضد قوات الدعم السريع.
وأضاف المسؤولون أنه جرى نشر الأسلحة مؤخرًا في مناطق نائية من السودان، واستهدفت أعضاء من قوات الدعم السريع التي يقاتلها الجيش منذ أبريل 2023، فيما يخشى المسؤولين الأميركيين أن تُستخدم هذه الأسلحة قريبًا في مناطق مكتظة بالسكان في العاصمة الخرطوم.
وجاء الكشف عن الأسلحة الكيماوية في الوقت الذي أعلنت فيه الولايات المتحدة، أمس الخميس، فرض عقوبات على قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان بتهمة تفضيل الحرب على المفاوضات لإنهاء الصراع الذي أودى بحياة عشرات الألوف ودفع الملايين إلى النزوح من ديارهم.
ووفقًا للعديد من التقارير، أدى الصراع في السودان إلى أزمة إنسانية كبيرة، حيث قُتل ما يصل إلى 150 ألف شخص، ونزح أكثر من 11 مليون آخرين، بالإضافة إلى المجاعة المستمرة منذ عقود.
من جهتها، رفضت وزارة الخارجية السودانية العقوبات أميركية ووصفتها بأنها «غير أخلاقية» وتفتقر «لأبسط أسس العدالة والموضوعية».
وجاء في بيان للخارجية السودانية منتصف ليلة الخميس/ الجمعة أن قرار فرض العقوبات «لا يعبر إلا عن التخبط وضعف حس العدالة»، بعد 21 شهرا على بدء الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وشددت الخارجية على أن البرهان «يدافع عن الشعب السوداني في وجه مخطط الإبادة الجماعية».
وفي حديثه بين جنوده في وقت سابق من يوم الخميس، أبدى البرهان تحديه لاحتمال استهدافه بعقوبات.